كيفية الحفاظ على الصلاة في وقتها وعلاج التكاسل عن الصلاة


- 02:26
الصلاة السجود
كيفية الحفاظ على الصلاة في وقتها وعلاج التكاسل عن الصلاة

في هذا العصر الذي نعيش فيه، المليء بوسائل الترفيه والملهيات، نجد الكثير من المسلمين يؤمنون بالله ورسله وكتبه والحمد لله ولكن بعض الوقت يتكاسلون عن الصلاة ويتهاونون في أدائها. 

ولكل من يريد حلا أو طريقة تجعله يحافظ على صلاته في وقتها، ويتخلص من هذا التكاسل عن أداء الصوات الخمس في وأوقاتها، نقدم هذا النصائح والارشادات والمعلومات، لعلها تساعده في الحفاظ على صواته في وقتها، والله الموفق.

كيفية المحافظة على الصلوات في وقتها

إن المؤمن الحق، من آمن بالله ورسله وكتبه حقا، وآمن بفرض الصلاة، وأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وصوم رمضان وأداء الزكاة وحج بيت الله إن استطاع إليه سبيلا، ولا يُتصور من المسلم الذي يتقي الله ترك الصلاة أو التهاون في أدائها، بل لن يجد حياته ولا أنسه ولا راحته إلا في أداء هذه الشعيرة العظيمة والمحافظة عليها. أنظر أيضا: من هو المؤمن القوي في الإسلام؟.

والصلاة هي من أهم العبادات في الإسلام وينبغي على المسلمين أن يحرصوا على أدائها في وقتها المحدد. وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد على المحافظة على أداء الصلاة في وقتها.

وكلما زاد إيمان العبد زاد اهتمامه بما فرض الله عليه ، وذلك من إيمانه أيضا، ولهذا فإن الطريقة التي تجعلك من المحافظين على الصلاة تتلخص فيما يلي:

  • 1- التخطيط المسبق: يجب على المسلم أن يخطط لأداء الصلاة قبل موعدها المحدد، ويتم ذلك عن طريق تحديد مكان الصلاة ووقتها المحدد والتأكد من توفر الوقت الكافي للصلاة.
  • 2- الإعداد المسبق: يجب أن يقوم المسلم بالإعداد المسبق للصلاة من خلال التوضؤ والتأهب لأداء الصلاة في وقتها المحدد.
  • 3- الوعي بأهمية الصلاة: يجب أن يتم تعزيز الوعي بأهمية الصلاة وما ينتج عن أدائها في وقتها المحدد، وكذلك تحذير المسلم من تأخير الصلاة وعقوبة تاركها في الدنيا والاخرة.
  • 4- تحديد الأولويات: ينبغي على المسلم تحديد الأولويات في حياته وترتيبها بطريقة مناسبة لتتناسب مع أداء الصلاة في وقتها المحدد.
  • 5- الاستعانة بالله: يجب على المسلم أن يستعين بالله في أداء الصلاة في وقتها المحدد، ويسأله الثبات والقوة والإيمان.
  • 6- الاتصال بالمسجد: يمكن للمسلم الاتصال بالمسجد القريب منه للحصول على معلومات حول مواعيد الصلاة وتحديد الوقت المناسب للصلاة.
  • 7- تنبيه الآخرين: يجب على المسلم تنبيه الآخرين حول الأهمية الكبيرة لأداء الصلاة في وقتها المحدد وتحذيرهم من تأخيرها.
  • 8 - التعود من الشيطان: التعوذ بالله من الشيطان ومن وساوسه وهمزاته هي الوسيلة المثلى لطرد الشيطان خارج الصلاة، قال تعالى: (وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربّ أن يحضرون).  أنظر أيضا: فوائد الاستعاذة وأنواعها والأمور التي استعاذ منها النبي.

باختصار، فإن المحافظة على أداء الصلاة في وقتها المحدد يتطلب العزيمة والإيمان القوي بالله عز وجل، التخطيط المسبق والإعداد المنظم.

علاج التكاسل عن الصلاة:

علاج التكاسل عن الصلاة
علاج التكاسل عن الصلاة

تعتبر الصلاة عماد الدين، كما جاء الحديث النبوي الشريف، وهي لا يقبل أي عذر لتاركها، طالما كان قادرا على أداء الصلاة في وقتها. 

والصلاة لا تسقط عن أي رجل مسلم بالغ  وعاقل، بينما تسقط عن المرأة المسلمة في حالة الحيض والنفاس فقط، ولا تؤمر بقضائها بعد أن تطهر. ولعلاج التكاسل عن أداء الصلاة في وقتها، يجب التذكير بأهمية ومكانة ومنزلة الصلاة في الإسلام :

1. الصلاة من أركان الإسلام

الصلاة فريضة على كل مسلم، لذلك يحب أن تؤمن إيمانا راسخا بفرضيتها وأنها أعظم أركان الإسلام ، وأن تعلم أن تاركها متوعد بالوعيد الشديد ، كافر خارج عن الإسلام، في أصح قولي العلماء ؛ لأدلة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " رواه مسلم (82).

وقوله : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر" رواه الترمذي (2621) والنسائي (463) وابن ماجه (1079) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي

2. ترك الصلاة من كبائر الذنوب

ترك الصلاة عمدا يُدخل صاحبه في الكفر،  لذلك يجب أن تعلم أن تأخيرها عن وقتها كبيرة من كبائر الذنوب ؛ لقوله تعالى : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ) مريم/59

قال ابن مسعود عن الغي : واد في جهنم ، بعيد القعر ، خبيث الطعم .
وقوله تعالى ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) الماعون/4، 5 .

3. الصلاة عماد الدين

الصلاة عماد الدين كما جاء في الحديث النبوي، ويجمع العلماء على أن من ترك الصلاة عامدًا جحودًا وإنكارًا لفرضيتها كان كافرًا ومرتدًّا، ومن تركها تكاسلًا لا يكون كافرًا، وإنما ارتكب إثمًا كبيرًا، وكفارتها عليه أن يندم ويستغفر ويتوب إلى الله تعالى.

وقال الصنعاني في التَّنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ عن شرح معنى (الصلاة عماد الدين) أن العماد ما يعتمد الشيء عليه، كالبيت على أعمدته؛ فقد شبَّه الدين بالخيمة، وجعلت الصلاة عمادها الذي لا تقوم ولا تنفع إلا به، فكل دين لا صلاة فيه، غير قائم، ولا نافع لصاحبه.

الصلاة أول ما يسأل عن العبد يوم القيامة

الصلاة هي أول ما يسأل عليه العبد يوم القيامة  من حقوق الله تعالى، وهذا يبين أهمية الصلاة، فعن حريث بن قبيصة قال : قدمت المدينة فقلت : اللهم يسر لي جليساً صالحاً قال فجلست إلى أبي هريرة فقلت : إني سألت الله أن يرزقني جليساً صالحاً فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعني به ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 
( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك
رواه الترمذي وحسنه، ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم، وهو حديث صحيح كما قال الألباني.

4. صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد

أن تحرص على أداء الصلوات في جماعة المسجد ، لا تفرط في واحدة منها ، مدركا أن الصلاة في الجماعة واجبة في أصح قولي العلماء ، لأدلة كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم : " من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر " رواه ابن ماجه (793) والدار قطني والحاكم وصححه ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.

وروى مسلم (653) عن أبي هريرة قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة ؟ فقال نعم قال : فأجب ". 

5. الصلاة مفتاح الجنة

الصلاة مفتاح الجنة، فقد روى هذا الحديث الترمذي في سننه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الوضوء ". وقال الشيخ الألباني : صحيح لغيره. 

لذلك يجب أن ترجو بالمحافظة عليها دخولك في السبعة الذين يظلهم الله في ظله ، فإن منهم " وشاب نشأ في عبادة ربه " ومنهم " رجل قلبه معلق في المساجد " البخاري (660) ومسلم (1031)

6. الصلاة في وقتها له فضل عظيم

الصلاة في وقتها له فضل عظيم؛ فهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، ومن أعظم شعائر الدين، خاصة الصلاة في وقتها مصداقًا لما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى- فقال: "الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قال: ثمّ أي؟  قال: الجهاد في سبيل الله".

لذلك عليك أن تحتسب الأجر الكبير المترتب على أدائها في وقتها لاسيما مع الجماعة ، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة ، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة " البخاري (647) ومسلم (649) .

وروى مسلم (232) عن عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه ".

7. الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر

إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، مصداقا لقول الله عز وجل في سورة العنكبوت :
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
لذلك يجب عليك أن تواظب على صلاتك في وقتها، وتقرأ عن فضل الصلاة ، وإثم تضييعها والتكاسل في أدائها ، وننصحك في هذا الخصوص بقراءة كتاب " الصلاة لماذا ؟ " للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم ، وسماع محاضرة : " لماذا لا تصلي ؟ " للشيخ محمد حسين يعقوب ، ففي ذلك نفع كبير لك إن شاء الله .

8. المؤمن الحق لا يلهيه أي شيء عن الصلاة

المؤمن القوي الإيمان لا يلهيه أي عن الصلاة ي وقتها، مصداقا لقوله عز وجل في سورة النور:
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)
ومصداقا لقوله تعالى في سورة الأنفال: 
إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم.

فألتزم بصلاتك في وقتها واجعلها من أولوية أعمالك، وتخيّر الأصدقاء الصالحين الذين يهتمون بالصلوات ويرعونها حقها ، والابتعاد عن ضدهم ، فإن القرين بالمقارن يقتدي .


وأبتعد عن الذنوب والمعاصي في جميع جوانب حياتك والتقيّد بالأحكام الشرعية فيما يتعلق بعلاقتك بغيرك لاسيما علاقتك بالنساء ، إذ المعاصي من أكثر ما يزهد العبد عن الطاعات ويقوي سطوة الشيطان عليه .

نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين، ومن أصفيائه المقربين، ومن المقيمين الصلاة، إنه سميع مجيب الدعاء.

المراجع: islamqa- quran - islamweb