كيف نستقبل رمضان


- 10:04
رمضان
كيف نستقبل رمضان وننال اجره العظيم

يعتبر شهر رمضان المبارك، شهر العبادة والتدبر والتطهر والغفران والتقرب الى الله، وفي هذا الشهر الكريم الذي نزل فيه القرآن، ويجدد فيه المؤمنون صلتهم بدينهم وبالله عز وجل.

كما يعد شهر رمضان الكريم من أهم المناسبات الدينية بالنسبة للمسلمين وهو شهر يترقبه الناس بشوق كبير، ويحرص المسلمين على استقبال  هذا الشهر العظيم أحسن استقبال، لأنه شهر الصيام والغفران والبركات.

وفي هذا المقال ستتعرف على كيف تستقبل شهر رمضان، حتى تصومه على أفضل وجه، لأن كل أعمالك وأفعالك في شهر رمضان المبارك لها نكهة دينية. خاصة وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال:" من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم.

 وقد جاء في الحديث القدسي: 
(كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه).

 وعن أبي هريرة روى ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه". 

وتتنوع عادات الناس في استقبال شهر رمضان واستثمار أوقاته في أعمالهم وأنشطتهم المفضلة. والبعض للأسف الشديد يستقبل هذا الشهر الكريم بالكسل والبطالة والنوم والإهمال في العبادات ومشاهدة التلفزيون السهر الى وقت متأخر من الليل، وهذه السلوكيات لا تليق بهذا الشهر الكريم.

والبعض الأخر يستقبل شهر رمضان بالإفراط في الأطعمة والمشروبات والنوم، وكأنه شهر الأكل والشرب لا شهر الصوم والعبادة!. 

على الجانب الآخر؛ الناجحون الذين أراد الله لهم الخير ، وهدى بصيرهم ليروا الصالح تميزه عن الباطل. يستقبلون شهر رمضان بفرح وسعادة وبالعمل والعبادة، لأنهم يرونه فرصة لمغفرة الذنوب وتصحيح الأخطاء. 

إنه شهر المغفرة والرحمة والنجاة من نار جهنم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان بقوله: "لقدْ جاءَكمْ شهرُ رمضانَ ، شهرٌ مباركٌ افترضَ اللهُ عليكُمْ صيامَهُ ، يفتحُ فيهِ أبوابُ الجنةِ ، ويغلقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ ، وتغلُّ فيهِ الشياطينُ ، فيهِ ليلةٌ خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ ، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقدْ حرِمَ ".

كيف نستقبل شهر رمضان؟

رمضان مبارك كريم
رمضان مبارك كريم 

رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري الإسلامي. الشهر الذي نزل فيه القران في ليلة القدر الى السماء الدنيا، وقد أمر الله في القرآن المؤمنون بالصيام في هذا الشهر المبارك. بقوله تعالى في سورة البقرة: 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185). [1]

 ويبدأ شهر رمضان من رؤية الهلال، ويستمر من تسعة وعشرين إلى ثلاثين يومًا حتى رؤية الهلال التالي، أي هلال فاتح شوال، وهو يوم عيد الفطر. ويمكننا استقبال شهر رمضان المبارك بالطرق التالية:

1- التحضير الروحي: 

يمكن الاستعداد لشهر رمضان عن طريق تحضير نفوسنا روحانيا لاستقبال هذا الشهر العظيم، وذلك من خلال تلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار والتسبيح وذكر الله بكرة واصيلا، والتفكر في ملكوت الله، والحمد والثناء وتمجيد وتعظيم الله بأسماء الله الحسنى، والصلاة على النبي، واستحضار فضائل الصيام، وهذا كله يساعد في زيادة الايمان والاستعداد الروحي للشهر الفضيل.

2- التحضير الجسدي: 

يجب أن يكون الجسم جاهزا للصيام، وذلك بتجنب تناول الأطعمة الثقيلة والدهنية والمالحة، وزيادة تناول الأطعمة الصحية والمغذية والمياه، وكذلك الحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

3- التحضير الاجتماعي: 

يمكن استقبال شهر رمضان بتوحيد العائلة والأصدقاء في المائدة الرمضانية وتبادل التهاني والتبريكات، كما يمكن التطوع في الأعمال الخيرية والتبرع للفقراء والمحتاجين لمساعدهم في هذا الشهر العظيم.

4- الاستعداد لتحقيق الأهداف: 

يجب أن يكون الشخص لديه أهداف محددة للشهر الفضيل، مثل ختم القرآن الكريم، والصلاة والدعاء والتصدق، وعليه تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها بجدية والتزام.

5- الاستعداد للتعلم: 

يمكن استقبال شهر رمضان الكريم بالتحضير للتعلم والتعرف على المزيد من العلوم الدينية والثقافية، من خلال القراءة والدراسة والحضور إلى الدروس والمحاضرات في المساجد والتجمعات المناسبة لهذا الشهر.

ويجب الحرص على الاستعداد لشهر رمضان قبل مجيئه، وذلك لتحقيق أفضل النتائج، والقيام بالشعائر الدينية على الوجه الأكمل في هذا الشهر المبارك.

كيف تجهز جسمك لصيام رمضان؟

شهر رمضان
رمضان شهر العبادة

قبل جلول شهر رمضان يجب أن نكون مستعدين جسديًا وعقليًا؛ لذلك فإن تجهيز الجسم للصيام في شهر رمضان المبارك أمر مهم للغاية، حيث يساعدك على التكيف مع التغيرات المفاجئة التي تنتج عن العادات الصحية التي تختلف عن بقية العام خلال الشهر الفضيل.

وبهذه المناسبة يستعرض التقرير التالي مجموعة من النقاط المهمة لتهيئة الجسد لصوم شهر رمضان المبارك.

1. التقليل من الوجبات اليومية

كخطوة أولى، يوصى بتقليل وجباتك اليومية تدريجيًا قبل رمضان، وهي عادة صحية تساعد جسمك على تناول كميات أقل من الطعام وبالتالي تعلمه التكيف مع كمية محدودة من السعرات الحرارية يوميًا.

يجب أن تعلم أن الأطعمة التي نتناولها بانتظام تحتوي على مستويات عالية من الملح والسكر ؛ لذلك يجب أن تحاول تقليل استهلاك الملح والسكر بمقدار ملعقة واحدة يوميًا، دون أن يلاحظ جسمك الانخفاض، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتعتاد على ذلك.

يوصى بإنهاء عادات تناول الوجبات الخفيفة أثناء النهار والاعتياد على تناول 3 وجبات رئيسية فقط: الإفطار والغداء والعشاء. ينظم هذا الإجراء وظيفة المعدة لقبول تناول الطعام في أوقات محددة للوجبات.

في شهر رمضان، يمكن تناول الوجبات الرئيسية مرتين فقط في اليوم، أي السحور والإفطار، كما يُنصح بتجنب تناول الوجبات السريعة قبل شهر رمضان المبارك.

2. التقليل من تناول الكافيين

يمكن أن يسبب الكافيين إدمانًا شديدًا، ومن خلال تقليل كمية الكافيين قبل رمضان، يمكنك تجنب تجربة الأعراض المملة لانسحاب الكافيين في الجسم. غالبًا ما تشمل أعراض الانسحاب التهيج والغضب والأرق والقلق وصعوبة التركيز، وكلها يمكن أن تؤثر على الصحة والأنشطة اليومية.

2. تعديل نمط النوم

يوصى باختيار نمط نوم يمكنك التكيف معه والمحافظة عليه باستمرار. يوصى بأن ينام الشخص من 6 إلى 8 ساعات كل ليلة.

من خلال القيام بذلك، يكون الجسم مجهزًا بالكامل بالطاقة الكافية لليوم التالي، ويمكن تقليل مخاطر المشكلات المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية.

4. الصيام قبل رمضان

الصيام يومين في الأسبوع قبل شهر رمضان المبارك يجعل الجسم معتادًا على الصيام، خاصة وأن الصيام يزيل السموم من الجسم.

كيف تدرس في رمضان؟

اذا كنت طالبا للعلم يمكن لهذه الاقتراحات التالية أن تساعدك على دراستك في شهر رمضان الكريم:

  • 1) تأجيل الدراسة إلى الساعات الأولى من الصباح. لأنك في بداية اليوم لم تكن جائعًا بعد. على سبيل المثال ، ابق مستيقظًا بعد الفجر وادرس.
  • 2) عندما تكون جائعًا ولا تشعر بالرغبة في القراءة، خذ قسطًا من الراحة ثم اذهب إلى الكتب التعليمية أو الملخصات وألق نظرة عليها.
  • 3) لا تنس التخطيط. قبل أن تبدأ الدراسة ، حدد بنفسك الموضوعات التي ستدرسها في اليوم التالي. إذا لم تتمكن من إنهاءها في الصباح، يمكن تأجيلها لما بعد الإفطار، ألزم نفسك بعدم مشاهدة بعض المسلسلات بعد الإفطار وتجنب مشاهدة التلفاز، حتى إنهاء الدراسة بدلاً من ذلك.
  • 4) الاختبار لا يأخذ منك الكثير من الطاقة. يمكنك الحصول على دراسة اختبارية جيدة من خلال قراءة الكتاب المدرسي القصير المتضمن في بداية كل درس.
  • 5) آيات القرآن الكريم تقوي ذاكرتك. لذلك من الأفضل قراءة بضع آيات من القرآن في اليوم والتوكل على الله.
  • 6) حاول ألا تغادر المنزل كثيرًا أثناء النهار ؛ لأن حرارة الهواء تقلل من طاقتك ونشاطك.
  • 7) فكر في المنافسة وتخيل أنه في اللحظة التي تتوقف فيها عن الدراسة لأسباب مختلفة ، هناك العديد من الطلاب الذين يتحملون المصاعب ويدرسون بجدية على الرغم من نفس الظروف التي تعيشها. تزيد روح المنافسة من مستوى طاقتك.
بسبب الصيام خلال النهار، يجب إجراء تغييرات في ساعات الدراسة حتى يعمل عقلك بشكل أفضل؛ لذلك نقترح أن تدرس بعد ساعة من تناول وجبة الإفطار؛ لأن ارتفاع مستوى السكر في الدم يجعل الدماغ يعمل في أفضل حالاته، أو في الصباح الباكر، ولكن تدريجياً مع اقتراب الظهر ينخفض ​​مستوى السكر في الدم ويفقد الدماغ الكفاءة والتركيز اللازمين.

أخيرًا نذكرك أن أيام فصل الربيع وبداية فصل الصيف، خاصة في هذا الوقت الذي يصادف شهر رمضان، فرصة عظيمة للتعلم والتفوق على الآخرين. 

من أجل الحصول على نتيجة جيدة، يجب أن تتعامل معها بحذر أكبر في الأوقات التي يتخلى فيها الآخرون عن الدراسة؛ لذا كن فخوراً بنفسك ولا تفوت هذه الفرصة الذهبية للتعلم، لأن طلب العلم عبادة عظيمة أيضا.

فوائد رمضان

صوم رمضان من أعظم العبادات التي تدرب المسلم على الصدق والتضامن مع الفقراء والمحتاجين، لأن الصائم لا يعلم بصومه إلا الله تعالى. خاصة إذا كان في غير شهر رمضان. 

حتى في رمضان إذا أراد الإنسان أن يفطر ويتظاهر بالصيام يمكنه ذلك؛ ولكنه يحفظ صيامه جيداً ولا يفطر. وهذا ما يفعله المسلم إخلاصاً لله سبحانه وتعالى، وسعياً وراء قربه ورضاه. 

ولهذا أخفى الله أجر الصيام وعرفه به وحده ، فصيام العبد معروف عنه وحده. قال تعالى في حديث قدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فهو من أجلي ، وأنا أجره). [متفق عليه].

وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء عن الصيام. وبيان وقت الصيام ووقت الإفطار، كما أوضح واجباته وشروطه وآدابه ومزاياه وثماره. 

كما أفصح عن مبطلات الصيام، وما لا يؤثر عليه ، والأعذار التي تسمح للإنسان بالفطر ونحو ذلك.

وقد ذكر أبى هريرة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنّة وحصن حصين من النار).

وعن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: 
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان.

أنظر أيضا: فوائد التمر في الإسلام وأهميته كما عرفها النبي محمد (ﷺ) .

رمضان في كلمة

‏رمضان شهر قصير لا يحتمل التقصير، وقدومه عبور لا يقبل الفتور، وكلما تكاسلت فتذكر قول الله تعالى : (أياماً معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ). 

رمضان بين أحد عشر شهرا، كيوسفَ بين أحد عشر كوكبا، فلا تقتلوه، ولا تلقوه في الجب، ولا تبيعوه بثمن بخس، بل أكرموا مثواه، فعسى أن ينفعنا، أو نتخذه شفيعاً يوم الحساب.

 جعلنا الله وإياكم ممن وفق لاغتنامه، واسعد الله أوقاتكم  برمضان وبخيراته، واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، و بالله لا تنسونا من دعائكم، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال بإذن الله، ورمضان كريم أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات وعلى كل المسلمين يا رب العالمين.