تسخين محرك السيارة في الصباح |
أختلف الكثير من الخبراء حول موضوع تسخين محرك السيارة في الصباح، خصوصا في فصل الشتاء، حيث يقول البعض إنه ضروري للحفاظ على جودة المحرك، والبعض الآخر يقول إنه لا داعي له. فما هو الكلام النهائي والصواب إذن؟
ما معنى تسخين محرك السيارة؟
يُعرّف خبراء عالم السيارات مصطلح تسخين السيارة بأنه تشغيل السيارة في حالة برودة المحرك، والانتظار لفترة قبل التحرك بالسيارة، حتى تسخن المكينة، وتكتمل دورة الزيت على كامل أجزاء المكينة، إذ إن المحرك قبل تشغيل السيارة يكون بارداً.
هل تسخين السيارة في الصباح ضروري؟
هل تسخين السيارة في الصباح ضروري |
مثلما هو معلوم فأن الزيت تزداد كفاءته بتعرّضه للحرارة؛ وبالتالي فإن عملية تسخين السيارة في الصباح ضرورية جداً لكفاءة المحرك أثناء السياقة، وهذا بالنسبة للسيارات القديمة.
أما بالنسبة للسيارات الحديثة، فيكفي الانتظار بعض الثواني فقط بعد تشغيل السيارة، والانطلاق بها ببطء في البداية دون مشاكل.
من خلال السماح لسيارتك بالتسخين، بدلاً من مجرد قيادتها باردة، يسمح لمكونات المحرك بتفريق الزيت بالتساوي في جميع الأجزاء المتحركة وضمان احتراق كامل للوقود.
وبدون وقت الإحماء المناسب، يمكنك المخاطرة بإتلاف مكابس محرك سيارتك، أو اسطوانتها، والتي قد تتشوه أو تتعرض للتآكل غير المبرر نتيجة للقيادة الباردة.
لماذا ينصح بتسخين السيارات القديمة؟
لأنه في المحركات القديمة التي تعود الى سنوات الثمانينات والتسعينات تعمل بالمفحم أو الكربراتير Carburetor، وهي تحتاج للتسخين أولا كي يعمل المحرك بكفاءة، وهي لا تحتوى علي نظام الحقن الالكتروني بالبخّاخات (Gasoline direct injection) المتاح حاليا في السيارات الحديثة بواسطة البخّاخ الذي يستمد الوقود مباشرة من المضخة عبر أنبوب الوقود المضغوط ويستقبل إشارة الفتح من وحدة التحكم الإلكتروني.
وقد ظهرت أولى المحركات التي تعمل بنظام حقن الوقود المباشر منذ عام 1998، وكانت المحركات قبل ذلك تعمل بجهاز الكربراتير الذي يعمل على مزج الهواء مع الوقود قبل ضخ هذا المزيج الى الى محرك السيارة.
يفضل تسخين السيارات القديمة لفترة من الزمن تتراوح بين دقيقة الى ثلاث دقائق حتى يصل المحرك لدرجة الحرارة الطبيعية قبل التحرك لضمان وصول الزيت لكل أجزاء المحرك. أنظر أيضا: كيف اعرف زيت المحرك المناسب لسيارتي؟
لكن في السيارات الحديثة الأمر عكس ذلك، حيث يصرّح المتخصصون في ميكانيك السيارات أن الوقت الكافي لإكمال دورة الزيت في محرك السيارة يختلف من محرك لآخر، ومن سيارة لأخرى، لكنه لا يتجاوز في معظم السيارات عشر ثوان فقط، وفي كثير من السيارات يكون أقل من ذلك.
لذلك في السيارات الحديثة ، خصوصا سيارات الديزل، يوصي بالتحرك بعد ثواني فقط من تشغيل المحرك، دون انتظار عدة دقائق لتسخين السيارة.
إذ إن تقنيات تسخين المحرك تتم بصورة آلية خلال السير والتوقف على سواء، لذلك يُنصح مالكين السيارات الحديثة التي تعتمد على تقنية التسخين الآلي بضرورة التحرك بعد تشغيل السيارة بمدة تقل عن دقيقة واحدة، والقيادة بشكل هادئ لمسافة قصيرة، قبل التحوّل للقيادة الطبيعية، إذ تعدّ القيادة الهادئة لمسافة قصيرة هي الطريقة المُثلى لتسخين محرك السيارة.
السيارات الحديثة إضافة الى ما جاء أعلاه، فإنها مزودة بنظام إعادة تدوير غازات العادم وهذا للحفاظ على البيئة من التلوث، وهذا النظام يعمل فقط حين تكون السيارة في وضع التشغيل وهي متوقفة أو على سرعات منخفضة.
وهذا النظام يقلل من الانبعاثات الملوثة للبيئة، لكن اذا زاد معدل استعماله عن الطبيعي فانه يضر بالمحرك ولهذا فان 60 ثانية كافية تماما لتبلغ السيارات الحديثة الحرارة المطلوبة، وانه لا ينصح بتسخين السيارات الحديثة اكثر من دقيقة واحدة.
فالمحرك يبلغ الحرارة الطبيعية بمفعول غازات العادم التي يعاد تدويرها الى المحرك و هي ساخنة فتقوم بتسريع ارتفاع حرارة المحرك .
مدة تسخين السيارة الجديدة؟
مدة تسخين السيارة الجديدة |
لا تحتاج إلى أكثر من بضع دقائق وهي مدة كافية لتسخين سيارتك. بالنسبة للتزييت والوظيفة الهيدروليكية وتبخير الوقود، يجب أن تكون دقيقة أو دقيقتان كافية للتحرك.
ولقد تحسنت السيارات الحديثة في التكنولوجيا لدرجة أن محرك سيارتك يصبح مشحمًا بالكامل في غضون 20 إلى 30 ثانية.
ويمكن ان يمر هذا الوقت بحلول الوقت الذي تدخل فيه تضع فيه حزام الأمان، وتضبط الكرسي والمرايا، قد لا يكون المحرك دافئًا تمامًا. لكن المحرك يصبح مشحمة تمامًا، ولا بأس بالقيادة في هذه المرحلة.
ومع ذلك، فإن المزيد من الأشياء الجيدة ليس أفضل دائما، لذلك لا تقم بتسخين سيارتك لمدة 10 أو 20 دقيقة مثلا، فهذا خطأ يرتكبه بعض السائقين. ولا فائدة منه غير استهلاك الوقود دون فائدة.
أنظر أيضا: كيف تتصرف عند انفجار إطار السيارة أثناء القيادة؟
فوائد تسخين السيارة
فوائد تسخين السيارة |
يعمل تسخين سيارتك على تحسين الاحتراق والاقتصاد في استهلاك الوقود والأداء. يستخدم نظام تبريد المحرك ترموستات للحفاظ على نطاق درجة الحرارة الأكثر كفاءة ، وعادة ما يكون حوالي 200 درجة فهرنهايت.
درجة حرارة التشغيل هذه هي الدرجة المناسبة التي يتبخر فيها الوقود بشكل أفضل. والعديد من المحركات القديمة المكربنة، أي التي تعمل بالكربراتير Carburetor (المفحم)، والمصنعة عادة قبل عام 1995، لن تعمل بشكل جيد إذا لم يتم تسخينها.
بالنسبة للناس الذين يسكنون في البلدان الباردة جدا أو في ظروف مناخية صعبة، تصل فيها درجة الحرارة الى ما تحث الصفر، وخاصة في الصباح الباكر، فإن محرك السيارة يكون باردا للغاية، ويلزمه التسخين البطيء قبل الانطلاق بالسيارة للحفاظ على كفاءة المكونات الداخلية للمحرك، واحتراق كامل للبنزين.
لأنه قد يتسبب الانطلاق السريع بالسيارة قبل تسخين المحرك في حدود تشققات في مكونات المحرك الداخلية بسبب صدمة ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ داخل المحرك، ولهذا من المفيد تسحين السيارة بطء وتدريجيا قبل الانطلاق بالسيارة في الطقس البارد.
يمكن أن تؤثر درجات الحرارة شديدة البرودة على محرك سيارتك، خاصةً إذا كانت مركونة في الخارج. ينصح الخبراء بترك المحرك يسخن تدريجيا لبضعة دقائق قبل الانطلاق بالسيارة.
وهذا يساعد في تدفق الزيوت بشكل صحيح ويحافظ على مكونات المحرك. يقول متخصصو السيارات أيضًا إنها فكرة جيدة أن تقوم بتسخين السيارة في الطقس البارد أو خلال وجود الثلج أو الصقيع. وذلك لضمان ما يلي:
- الاحتراق التام للوقود داخل الأسطوانة.
- الأداء العالي للمحرك بإنتاج أعلى قوة وأعلى عزم صافي.
- الكفاءة العالية للمحرك عند دورات منخفضة.
أضرار عدم تسخين محرك السيارة
يمكن أن يؤدي عدم تسخين محرك سيارتك إلى زيادة تآكل المحرك. خصوصا في كل من المحركات المكربنة ومحركات الحقن الإلكتروني للوقود (EFI)، عادة بعد عام 1990، هناك حاجة إلى وقود إضافي لمراعاة سوء تبخير الوقود في المحرك البارد.
في بعض الحالات، قد يؤدي ذلك إلى غسل الأسطوانة أو ترقق الزيت، مما قد يؤدي إلى تسريع تآكل بعض اجراء المحرك مثل الأسطوانات وغرفة الاحتراق من الداخل وتلف جلود الصمامات أو البلوف.