قصة الجمل والذئب الجائع والعبرة منها


- 06:06
قصة الجمل والذئب
قصة الجمل والذئب الجائع والعبرة منها

قصة الجمل والذئب الجائع هي واحدة من القصص الشهيرة في الثقافة الشعبية العربية، وهي عبارة عن نوع من النكت الشعبية الساخرة والمعبرة، وتعد من نوع القصص المحبوبة لدى الكبار والأطفال الصغار.

وتبرز لنا هذه القصة الجميلة كيف تفشل النصائح عندما يتم تطبيقها بغباء وعشوائية. وإليك في ما يلي قصة الجمل والذئب الجائع مكتوبة والعبرة منها، قراءة ممتعة.

قصة الجمل والذئب:

في إحدى الأيام، كان الجمل يرعى في الصحراء، وبينما كان يسير، صادفه ذئب أعرج لا يستطيع الجري والصيد. وقد بدا هذا الذئب غاضبًا وجائعًا، وأقترب من الجمل بهدوء.

سأل الذئب الجمل قائلاً: "أيها الجمل الضخم، هل تعرف كيفية اصطياد فريسة بسرعة وأنا أعرج وجائع جدًا وأحتاج إلى طعام  الأن؟"

أجابه الجمل بثقة: "بالطبع، أيها الذئب الجائع. لديك خياران: إما أن تبحث عن فريسة مريضة وسهلة الاصطياد وهذا نادر في هذه الصحراء، أو تتظاهر بأنك ميت وسط الطريق، وعندما تمر وتقترب منك الحيوانات بفضول لتشمك، تقفز أنت وتمسك بإحداها بسرعة!"

سخر الذئب من نصائح الجمل في البداية بتكبر، لكنه اعتقد في الأخير أنها ربما تكون خطة جيدة، وقرر أن يجرب الخطوة الثانية لعلها تأتي بنتيجة.

فنام الذئب على الأرض وتظاهر بأنه ميت، وفعلًا، اقتربت الحيوانات المختلفة منه بفضول لتشمه. فكانت الحيوانات تهرب قبل قفز الذئب عليها بسرعة، وقد حاول الإمساك بغزال صغير، لكنه فشل في القبض عليه أيضا، حيث هرب الغزال بسرعة قبل القفز عليه، وكذلك كانت تهرب جميع الحيوانات بسرعة قبل القفز عليها بقليل كلما حاول الذئب الإمساك بها.

فبدأ الذئب يشتم ويلعن الجمل ويسخر من نصائحه، فعاد الجمل إلى جانب الذئب الأعرج وسأله: "ماذا حدث، أيها الذئب؟ لماذا لم تمسك بأي حيوان حتى الأن؟" 

أجاب الذئب بخيبة أمل: "لقد كانت جميع الحيوانات تهرب قبل القفز عليها!"

أجاب الجمل: "هل لديك فكرة لماذا تهرب الحيوانات قبل القفز؟"

قال الذئب بدهشة: "لا، لا أدري لماذا!"

أجاب الجمل بسخرية: "هي تهرب لأنك تنفخ أنفاسك عندما تقترب منك، فتشعرها برائحة الذئب الحي الجائع وتهرب، وكان يجب عليك ان تحبس انفاسك تماما عندما تقترب منك وتريد الإمساك بها، فالمشكلة إذن ليست في النصيحة بل فيك أنت الذي لم تطبق النصيحة بالطريقة الصحيحة!"

فأعاد الذئب تنفيذ الخدعة مرة أخرى، وقد كتم أنفاسه هذه المرة كما نصحه الجمل، فتمكن أخيرا من الإمساك بأرنب فضولي صغير.

العبرة من قصة الجمل والذئب

العبرة من القصة هي أن سبب فشل النصائح أحيانا هو تنفيذها بغباء وعشوائية وبطريقة سيئة، وليس في النصيحة في حد ذاتها، فلا بد من تطبيق النصائح بالطريقة الصحيحة  بل من الضروري تطبيق أي نصيحة بدقة وذكاء أولا كي تنجح هذه النصيحة.

وتعكس هذه القصة والنكتة الشعبية أيضا جانبًا من الحكمة والبساطة وتبرز لنا بوضوح كيف أنه عندما تفشل نصيحة معينة ففشلها لا يكمن في النصيحة في حد ذاتها بالضرورة  بل في تطبيقها بطريقة سيئة. كما تحمل هذا القصة العربية عدة عبر ودروس منها:

1. التواضع وعدم الاندفاع: 

تظهر شخصية الجمل في القصة باعتبارها شخصية متواضعة وذكية. على العكس من شخصية الذئب الذي تعالى وتكبر في البداية، الجمل كان متواضعًا وقدم نصيحة بسيطة وفعّالة للذئب الأعرج كي يعيش. هذا يذكرنا بأهمية عدم التكبر والاندفاع في الحياة والاستفادة من النصائح المعقولة بتنفيذها بذكاء.

2. الذكاء والبساطة: 

القصة تبرز دور الذكاء والبساطة في التعامل مع المشكلات. بدلاً من تعقيد الأمور، قدم الجمل حلاً بسيطًا للذئب الأعرج الجائع وساعده في التفكير بطريقة أكثر ذكاء.

3. التفكير الإيجابي: 

على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهها الأسد الأعرج (جوعه)، قرر أن يتعلم من الجمل ويجرب الحلول المقترحة. حتى عندما فشل في تنفيذ الخطة، لم ينهكه الفشل بل استفاد من الجمل مرة أخرى وتعلم سبب الفشل وهذا ما يسمى التفكير الإيجابي وهو مهم للتطور في الحياة وتحقيق الأهداف.

4. تقدير النصائح والتجارب: 

القصة تُظهر أهمية سماع النصائح وتقدير التجارب حتى لو كانت بسيطة. فالذئب استفاد من نصيحة الجمل وحاول تنفيذها، حتى وإن لم تعطِ النتيجة المرجوة في البداية حتى تعلم من أخطائه.

5. عقلانية في التصرف: 

القصة تعلمنا أهمية التصرف بحسب الوضع والتفكير في النتائج المتوقعة قبل اتخاذ قرارات أخرى. عندما لم تنجح محاولة الذئب الأولى، لم يصبح غاضبًا أو يتخذ قرارات عشوائية، بل استمر في السؤال والتفكير والتحليل.

6. أهمية الابتسامة والفكاهة: 

عندما كان الجمل يعطي النصيحة الأخيرة للأسد، تضمنت بعض السخرية والفكاهة. هذا يظهر كيف يمكن استخدام الفكاهة لنقل الدروس والنصائح بطريقة تجذب الانتباه وتجعل الأمور أكثر استيعابًا للأخرين خصوصا للأطفال الصغار.


في النهاية، تلخص قصة الجمل والفيل قيمًا مهمة مثل التواضع، والذكاء، وقبول النصائح وتنفيذها بذكاء وبدقة، والتفكير الإيجابي، واتخاذ قرارات عقلانية والسؤال المستمر. كما تُظهر القصة كيف يمكن للبساطة أحيانًا أن تكون مفتاحًا لحل المشكلات والتعامل مع التحديات.