قصة الجمل والضب والعبرة منها


- 23:32
قصة الجمل والضب في الصحراء والعبرة منها
قصة الجمل والضب والعبرة منها


قصة الجمل والضب في الصحراء هي قصة قصيرة ومعبرة جدا، وتتضمن هذه القصة الجميلة حكمة رائعة وعبرة بليغة، وتدور القصة حول جمل تاه في الصحراء وكاد يموت من العطش، ولكن من رحمة الله ان بعث اليه ضبا صغيرا وانقذ حياته.

وإليك الأن قصة الجمل والضب مكتوبة والعبرة منها، ونأمل أن تنال اعجابك واعجاب أطفالك، قراءة ممتعة.

قصة الجمل والضب 

كان هناك جمل ضخم يعيش في صحراء شاسعة وقاحلة جدا. وذات يوم تاه عن القطيع، فأصبح يسير وحيدا بين الكثبان الرملية، فبدأ يشعر بالعطش الشديد، فكانت لديه رغبة كبيرة في العثور على ماء للشرب، فبدأ رحلة بحث طويلة في الصحراء الحارقة عن الماء. وبينما كان الجمل يسير، شعر بالمزيد العطش الشديد وكاد يفقد الأمل في الحياة.

في تلك اللحظة، لاحظ حركة غريبة في الأفق. لقد كان هناك ضب صعير يسير ببطء على الرمال الساخنة. قرر الجمل الاقتراب من الضب ربما يجد بالقرب منه مصدرا للماء. لأن الجمل يعرف أن الضب يعيش في الصحراء لفترة طويلة ويعرف الكثير عن البقاء على قيد الحياة في هذا البيئة القاسية.

عندما وصل الجمل إلى الضب، نظر إليه الضب الصغير قليلا، ثم تابع الضب سيره في اتجاه واد سحيق، فقال الجمل في نفسه لا بد أن أتبع هذا الضب الصغير الى أين يسير، لأنه لا يشرب الماء إلا نادرا في مثل هذه الحالة الشديدة الحرارة، فبدأ الجمل يسير خلف الضب الصغير، واستمرت الرحلة لعدة أيام.

وظل الضب الصغير يسير فوق الرمال الحارقة والجمل يتبعه، حتى وصل الضب في النهاية الى واحة صغيرة وسط الصحراء، تتوسطها بركة صغيرة من المياه، وأخيرًا، وجد الجمل مصدرًا للماء، شرب الجمل بشهية حتى ارتوى وأحس بالنشاط والحيوية تعود إلى جسده. وبعد ذلك، شكر الجمل الضب الصغير على مساعدته وانقاد حياته.

فتعززت روابط  الصداقة بين الجمل والضب وأصبحا أصدقاء. فتعلم الجمل من الضب كيفية العثور على الماء في الصحراء القاحة من خلال تتبع الأودية والمنحدرات والأعشاب الصغيرة والنباتات الصحراوية، وبذلك تعلم كيفية العثور على أقرب مصادر الماء المخفية مثل الواحات والأودية في الأماكن المجهولة في الصحراء. 

العبرة من القصة

لا تحتقر أحدا مهما بدا لك صغيرا، حتى ولو كنت كبيرا، فكم من انسان صغير عقله كبير. فلو لا حكمة وتواضع الجمل الضخم التائه في القصة أمام الضب الصغير، لهلك في الصحراء القاحلة لا محالة. فمن تواضع لله رفعه، وبالمقابل من تكبّر على الناس "الله وضعه".

وقد سُئل الحسن البصري رحمه الله، ما هو التواضع؟ فقال: أن يخرج المرء من بيته فلا يلقى مسلما إلا ظن أنه خير منه. 

ويقول الشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي
  • لَا تَحْقَرَنَّ صَغِيْرًا فِيْ مُخَاصَمَةٍ
  • إِنَّ البَعُوْضَةَ تُدْمِيْ مُقْلَةَ الأَسَدِ

فالتواضع خلق عظيم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضعَ أحدٌ لله إلا رفعه الله).