قصة المعلم الحكيم والتلميذ السارق والعبرة منها


- 02:51
قصة المعلم الحكيم والتلميذ السارق
قصة المعلم الحكيم والتلميذ السارق والعبرة منها


قصة المعلم الحكيم والتلميذ السارق هي قصة قصيرة جميلة ومؤثرة، وتتضمن عبرة بليغة، وهي من القصص القصيرة التي  تتناول فن التربية الجميلة.

وإليك الان في ما يلي قصة المعلم الحكيم والتلميذ السارق والعبرة منها، ونأمل أن تساعدك بصفتك أبا أو أما أو مربيا أو معلما عن اكتساب مهارة جديدة في كيفية تربية الأطفال التربية الصحيحة والسليمة، قراءة ممتعة.

قصة المعلم الحكيم

خلال حفل زفاف، شاهد أحد الحضور معلمه الذي كان يدرّسه في المرحلة الابتدائية قبل نحو 35 سنة.
أقبل الطالب بلهفة واشتياق على معلمه بكل تقدير واحترام، ثم قال له بشيء من الخجل والخزي: هل تتذكرني يا أستاذي؟

فقال المعلم العجوز: لا يا بني.

فقال الطالب بصوت خافت: كيف لا؟ فأنا ذلك التلميذ الذي سرق ساعة زميله في الصف، وبعد أن بدأ الطفل صاحب الساعة يبكي طلبت منا أن نقف جميعا ليتم تفتيش جيوبنا. أيقنت حينها أن أمري سينفضح أمام التلاميذ والمعلمين وسأبقى موضع سخرية وستتحطم شخصيتي الى الأبد.

أمرتنا أن نقف صفا وأن نوجه وجوهنا للحائط وأيدنا للأعلى وأن نغمض أعيننا تماماً. وأخذت تفتش جيوبنا وعندما جاء دوري في التفتيش اكتشفتَ الساعة في جيبي وسحبتَها بهدوء وواصلت التفتيش الى أن فتشت آخر طالب.

وبعد ان انتهيت طلبت منا الرجوع إلى مقاعدنا وأنا كنت مرتعبا من أنك ستفضحني أمام الجميع. ثم أظهرت الساعة وأعطيتها للتلميذ صحابها لكنك لم تَذْكر اسم التلميذ الذي أخرجتها من جيبه!

تم ألقيت علينا  درسا عن السرقة وكيف أنها حرام ومن أسوا السلوكيات القبيحة التي تضر المجتمع وبينت لنا فضل الأمانة والصدق والثقة.

وطوال سنوات الدراسة الابتدائية لم تحدثني عن الأمر أو تعاتبني، ولم تحدث أحدا عني وعن سرقتي للساعة. ولذلك يا معلمي زاد حبي  واحترامي لك كثيرا وقررت منذ ذك الحين ألا أسرق أي شيء مهما كان صغيرا.

فكيف لا تذكرني يا أستاذي وأنا تلميذك وقصتي مؤلمة ولا يمكن أن تنساها أو تنساني؟

ربت المعلم على ظهر تلميذه وابتسم قائلا: بالطبع أتذكر تلك الواقعة يا بني، صحيح أنني تعمدت وقتها أن أفتشكم وأنتم مغمضي أعينكم كي لا ينفضح أمر السارق أمام زملائه،  لكن ما لا تعلمه يا بني هو أنني أنا فتشتكم وأنا مغمض العينين أيضا ليكتمل الستر على من أخذ الساعة ولا يترسب في قلبي شيء ضده.

العبرة من القصة

 العبرة من القصة هي أن التصرف الحكيم مع ابسط الأمور هو ما يبني الانسان وخاصةً الأطفال، ولهذا في اليابان المرحلة الابتدائية هي فقط دروس في الاخلاق وبناء شخصية الأطفال، قد ينقص توجيه الطفل مع والديه كثير من الأمور تبعاً لثقافتهم، إلا ان المدرسة تكمل المهمة وتقوم بالباقي، لذلك يجب اختيار معلمين للابتدائية مؤهلين  لتربية الأطفال أحسن تربية وبنائهم بناء سليم. 

وعبرة أخرى من القصة وهى الاروع ان المعلم أمر التلاميذ بغمض أعينهم جميعا حتى لا تتدمّر نفسية وكرامة التلميذ المخطئ وتنكسر أمامهم عندما ينكشف أمره، وغمض هو أيضا عينيه كي لا يعرف من السارق حتى لا يضعف يوماً ويبوح بالسر، اما نحن فننقل السر الى شخص آخر ونطلب منه الحفاظ على السر بينما نحن لم نحافظ عليه!

هكذا هو المعلم الحقيقي وهذه هي التربية الصحيحة، وهؤلاء هم المربين العظماء والأساتذة  العباقرة واصحابين الضمائر الحيه.

أنظر أيضا: