قصة قصيرة حول الاخلاق والفضائل


- 23:53
قصة قصيرة حول الاخلاق والفضائل
قصة قصيرة حول الاخلاق والفضائل

نقدم لك في ما يلي قصة قصيرة جميلة ومؤثرة، وهي قصة قصيرة حول موضوع الاخلاق والفضائل والقيم الإنسانية الجميلة وحسن الخلق.

 وتعتبر هذه القصة القصيرة من من القصص التربوية التي تستحق ان تعاد مرارا وتكرارا، لأنها تعطينا درسا مهما في الاخلاق والفضائل  في الحياة والمجتمع، قراءة ممتعة:

 قصة قصيرة حول موضوع الاخلاق والفضائل 

تقول مديرة مدرسة أثار انتباهي حال معلمة الصف الأول وأنا أتجول في المدرسة، وقد بدا على ملامحها الضيق والغضب والحيرة!!

فقلت لها: صباح الخير، ما المشكلة؟

فقالت المعلمة: سيدة نادية، عندي تلميذ في الصف الأول الابتدائي تصرفاته غير طبيعية ومستفز، وأنا تعبت معه ومن تصرفاته التي صبرت عنها كثيرا!!

المديرة: ماهي مشكلته؟
المعلمة: إنه دائماً يمسك بوجوه الطلاب والطالبات ويتلمَّسها بيديه عندما يحكي معهم !! وحين يحكي معي يقترب من وجهي كثيرا ويتحسس وجهي أيضا! أخبرته أن يترك مسافة بينه وبين أي أحد يتعامل معه ؟!  ولكن من دون فائدة!.

وبعد نقاش طويل وتفاصيل كثيرة، تقول المديرة استدعيت الطالب، وتحدثت معه لأكثر من عشر دقائق حول الأمر؛ لكنه لم يعرني اهتمامه في البداية، ولكن بعد أن عرضت عليه الحلول، اقترب مني على استحياء، ووضع يده على وجهي وابتسم، ثم غادر مكتبي!

شعرت أنه لا بد من استدعاء والديه، فطريقته في التواصل مع من هم في عمره، وحتى مع معلمته مزعجة ومستفزة وغير اعتيادية!!

في اليوم التالي، كنت متأهبة لاستقبال والديه، ولا بد أن الطفل يتعرض للعنف أو ما شابه حتى لو أنكروا لن أصدقهم بسهولة لأن في عقلي الكثير من الأفكار والاستنتاجات.

وصل والد الطفل مع زوجته (وكان رجلا وقورا وقد بدا على ملامحه الاستغراب من استدعائه) وكانت والدة الطفل تمسك بيد زوجها بهدوء وثبات إلى غرفة الاستقبال، وفي نفس اللحظة في ممر الإدارة جرى الطفل مسرعا إلى حضن أبيه، وأخذ الأب يتحسس وجه ابنه وشعره (بنفس طريقة تعامل الطفل مع زملائه ومعلمته في المدرسة) !

قال الأب لابنه: لماذا طلبتني مديرة المدرسة؟؟ ماذا فعلت؟
رد عليه الطفل ببراءة: لا أعرف (وخبّأ وجهه بين يدي والده لعله يشعر بالأمان)

تقول المديرة: هنا فقط اكتملت لدي الصورة، وأدركت كم من الحقائق المهمة لا نراها، لقد كان والد الطالب أعمى، وكانت تلك هي طريقته في التواصل مع ابنه أعز وأقرب الناس إليه.

وأدركت حينها أن الطفل تعلم التواصل عبر التلامس اللطيف بيديه مع من حوله من والده الضرير! وأدركت أنه قد تعلم التعبير عن الحب والشكر بتلك الطريقة من يدي والده ومن ملمس وجهه.

وبعدما دخل الوالدان الى مكتبي وأنا أحاول أن ألملم أفكاري المشتتة، فبادرني والده بالتحية والسؤال: ما هي المشكلة سيدتي؟

وأضاف طفلي خلوق ومؤدب وأعرفه جيدا، صحيح أنا ضرير لا أرى بعيني، لكنني أراه بقلبي وعقلي كل دقيقة، وأتابع كل حركاته وتصرفاته.

بقلب أثقله الدمع والاحراج.. ولسان تلعثم قبل أن ينطق، أجبته:
ابنك شاطر ومميز ومعجبين بأخلاقه الجميلة، ونريد فقط التعرف على والديه لأنكم جزء من تميزه.

العبرة من القصة

حقيقة هذه القصة مليئة بالمعاني والفضائل الإنسانية الجميلة، مثل الرحمة والبراءة والمحبة، والتواضع، والكياسة والنصيحة والوقار، وتعلمنا ان لا نحكم على الأمور الا اذا تعرفنا على الحقيقة كاملة، وهي قصة تربوية معبرة تعلمنا ان لا نتسرع في اطلاق الاحكام على الآخرين. وأن لكل إنسان طريقته في التعبير عن المحبة والشكر. ومن الظلم لوم أي إنسان والحكم عليه بالسوء أو معاقبته قبل معرفة الحقيقة.

وكم نحن جهلة حين نحكم على ظاهر ما نراه ثم تنكشف الحقيقة، فنُصدَم من جهلنا وتسرُّعَنا في الحكم. فالحياة تكون جميلة فقط إذا عاشها الإنسان  بالأخلاق والفضائل والقيم الإنسانية الجميلة. أنظر: لائحة الأخلاق والفضائل المحمودة في الإسلام.

هذه الحياة لم تأتِ على مزاج أحد، سنعيشها بحلوها ومرها، فلا تؤلموا أحداً، وعلينا أن نتمسك بالأخلاق والفضال وحسن الخلق، فكل القلوب مليئة بما يكفيها، وإياكم وكسر الخواطر،  فإنها ليست عظاماً تُجبَر بل أرواحٌ تُقهر.

وقد كانت أخلاق المعلمة والمديرة فوق كل شيء، فهما لم تعاقبا الطالب على سلوكه الغريب أو توبيخه، بل قامتا بالتقرب من الطفل، وتمكنت المديرة بسعة عقلها وحكمتها من تفهم الموضوع والتحول من التأفف من عادة الطالب الي الثناء والشكر عليه وعلى والديه، مما أفرح  الطفل الصغير وأهله معا، وهو موقف يستحق كل الاحترام. وقد كانت هذه القصة درسا في الاخلاق والفضائل الجميلة.

أنظر أيضا قصص قصيرة معبرة: