قصة قصيرة عن الظلم والحكمة منها


- 10:32
قصة قصيرة عن الظلم
قصة قصيرة عن الظلم والعبرة منها

قصة بائعة السمن والرجل الظالم والشيخ الحكيم، هي قصة جميلة هادفة ومعبرة جدا من التراث العربي، وهي قصة قصيرة عن الظلم، وإنصاف المظلوم.

وفي ما يلي نص هذه القصة القصيرة عن الظلم، وهي قصة اجتماعية قصيرة، للأطفال والكبار، تحكي القصة عن بائعة السمن الأرملة والشيخ الحكيم، وفي نهاية القصة ستجد شرح الحكمة منها، ونرجوا ان تنال هذه القصة المعبرة إعجابك وتستنتج منها العبرة بنفسك، قراءة ممتعة: 

قصة بائعة السمن والشيخ الحكيم 

كانت إمرأة أرملة تطوف في الأسواق وتبيع السمن في جرة من الفخار، وذات يوم بينما كان تطوف في السوق  فمر بها رجل فلما رآها وهي تحمل فوق رأسها جرّةً من الفخّارٍ القديم.

فقال لها الرجل: ماذا تبيعين يا إمرأة؟
قالت: أبيع السمن! فطلب أن يُعاين البضاعة بنفسه ويراها بعينيه.

وبينما هي تُنزل جرّة السّمن من فوق رأسها، إذ وقعَ منها بعض السمن على ثيابه! هنا غضب الرجل غضباً شديداً وهدّد وتوعّد المرأة، ثم قال لها: أعطيني ثمن الثوب الذي أفسدته يا امرأة إلا أخد منك جرة السمن!!

إعتذرت منه المسكينةُ وأخبرته أن جرة السمن هو كل ما تملكه وتريد بيعها لشراء القوت لأبنائها،  ولكن دونما جدوى. وهنا سألته المرأة المسكينة عن ثمن الثوب فقال لها: 1000 دينار!
فقالت له: ومن أين لي بألف دينار ياسيدي؟! ارحمني ولا تفضحني.

وبينما هو يتهدد ويتوعد، سمعهما شيخ حكيم عليه ملامح الوقار كان بالقرب منهما، فسأل المرأة عن شأنها!!
فقصّت عليه الأمر وبيّنته.

قال الشيخ الحكيم للرجلِ أنا أدفع لك ثمن الثوب، وأخرج ألف دينار وبدأ يعدّها على العلن وأعطاها للرجل.
أخذ النقود وهمّ بالرحيل، ولكن الشيخ الحكيم استوقفه وسأله من جديد: هل أخذت ثمن الثوب؟
أجاب الرجل: نعم.
قال الشيخ الحكيم: فأعطني الثوب؟
قال الرجل: ولم !؟
قال الشيخ الحكيم: أعطيناك ثمنه فأعطنا ثوبنا!!
قال الرجل: وهل أسير عارياً!؟
قال الشيخ الحكيم: وما شأني أنا!!
قال الرجل: وإن لم أعطك الثوب؟
قال: تعطينا ثمنه.
قال الرجل: تقصدُ 1000 دينار؟
قال الشيخ الحكيم: لا، بل الثمن الذي نطلبه؟!
قال له الرجل: ولكنك دفعت لي ألف دينار منذ قليل!!
فقال الشاب: والآن أريد ثمنه 2000 دينار.
فقال له الرجل: ولكنّ هذا كثير!!
قال الشيخ الحكيم: فأعطنا ثوبنا.
قال الرجل: أتريد أن تفضحني!
قال الشيخ الحكيم: كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة قبل قليل!
فقال الرجل: هذا ظلم!
قال الشيخ الحكيم: الآن تتكلم عن الظلم؟!! وما قمت به ألا يسمّى ظلماً (بل هو عين الظلم  والبادئ أظلم).

خجل الرجل من فعلته أمام الناس، فدفع المال للشيخ الحكيم كما طلب.
ومن فوره أعلن الشيخ الحكيم على الملأ أن المال هديةٌ للمرأة المسكينة بائعة السمن وإنصافًا لها من الظلم الذي لحقها من الرجل الجشع.

الحكمة من القصة

الحكمة من القصة أن الظلم يعود على صاحبه، وأن إدارة النزاعات تتطلب الحكمة والفطنة لحلها بطريقة تكون درسا للظالم وإنصافا للمظلوم.

ألا ليتَ كل ظالمٍ يفكر للحظةٍ أنه لو دارت عليه الدنيا وصار في مكان المظلوم يوماً فكيف سيكون حاله.