قصة واقعية جميلة ومؤثرة والعبرة منها


- 08:43
قصة واقعية جميلة ومؤثرة والعبرة منها
قصة واقعية جميلة ومؤثرة والعبرة منها

هذه القصة الواقعية يرويها أحد الطلاب بنفسه، وهي قصة واقعية جميلة ومؤثرة جدا، وتحمل في طياتها درس بليغ ومهم لجميع الناس العقلاء.

وفي ما يلي نعرض هذه القصة الواقعية المؤثرة كما رواها صاحباها، وفي نهاية الصفحة نبرز العبرة منها،  قراءة ممتعة ومفيدة: 

قصة واقعية جميلة ومؤثرة: 

في إحدى المدارس، حلت معلمة جديدة ﻣﻜﺎﻥ معلمة أﺧﺮى ﻗﺪ ﻏﺎﺩﺭت بإجازة أمومة. وفي اليوم الذي ﺑﺪﺃت ﻓيه العمل وخلال ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺪﺭﺱ للتلاميذ، طرحت ﺳﺆﺍلا على تلميذ منهم. فضحك ﺟﻤﻴﻊ ﺍلتلاميذ الأخرين. ذهلت المعلمة الجديدة ﻭﺃﺧﺬتها ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ والاستغراب!

بعد برهة ﺃﺩﺭكت هذه المعلمة ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻈﺮﺍﺕ التلاميذ ﺳﺮ ﺍﻟﻀﺤﻚ، ﻭﺃﻥ ﺍلتلاميذ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻟﻮﻗﻮﻉ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻰ تلميذ "ﻏﺒﻲ" ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ .

تظاهرت المعلمة بعدم الإهتمام، وبعدما ﺧﺮﺝ ﺍلتلاميذ.  ﻧﺎدت ﺍلمعلمة على ﺍلتلميذ "الغبي" ﻭﺍختلت ﺑﻪ ﻭكتبت ﻟﻪ ﺑﻴﺘﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﻪ ﻭﻧﺎﻭلته ﺇﻳﺎﻩ، ﻭﻗﺎلت: ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍلبيت حفظاً ﻛﺤﻔﻆ ﺍﺳﻤﻚ ﻭﻻ ﺗﺨﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﺬﻟﻚ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ كتبت ﺍلمعلمة ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺒﻮﺭﺓ ﻭقامت ﺑﺸﺮﺣﻪ مبينةً ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ .. ﺇﻟﺦ، ﺛﻢ مسحت ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻗﺎلت لتلاميذ: من ﻣﻨﻜﻢ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ.

ﻟﻢ ﻳﺮﻓﻊ ﺃﻱ تلميذ ﻳﺪﻩ ﺑاﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍلتلميذ "الغبي" ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﻭﺗﺮﺩﺩ ، ﻗﺎلت ﺍﻟﻤﺪﺭسة ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺃﺟﺐ.
ﺃﺟﺎﺏ ﺍلتلميذ ﺑﺘﻠﻌﺜﻢ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺃثنت ﻋﻠﻴﻪ ﺍلمعلمة ﺛﻨﺎﺀً كبيرا ﻭﺃﻣﺮت ﺍلتلاميذ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻟﻪ.

صفّق ﺍلتلاميذ ﺑﻴﻦ ﻣﺬﻫﻮﻝ ﻭﻣﺸﺪﻭﻩ وﻣﺘﻌﺠﺐ ﻭﻣﺴﺘﻐﺮﺏ. ثم ﺗﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﺗﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻹﻃﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍلمعلمة وﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ بأمر من المعلمة.

ﺑﺪﺃﺕ ﻧﻈﺮﺓ ﺍلتلاميذ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺍلتلميذ، وﺑﺪﺃﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍلتلميذ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻟﻸﻓﻀل، وﺑﺪﺃ ﻳﺜﻖ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻏﺒﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎنت تصفه معلمته السابقة وكذلك التلاميذ.

ﺷﻌﺮ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ.

وعندما ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ، ﺍﺟﺘﻬﺪ وﺛﺎﺑﺮ وﻧﺠﺢ ﻓﻲ جل ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ.

ثم ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺑﺜﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻫﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، وﺯﺍﺩ ﺗﻔﻮﻗﻪ وﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻝ ﺃﻫﻠﻪ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ. ثم واصل دراسته ﺍﻟﺠﺎﻣﻌية ﺑﺘﻔﻮﻕ حتى ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ.

هذه القصة المؤثرة ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺤﻒ، ﺩﺍﻋﻴﺎً ﻟﻤﺪﺭسته ﺻﺎحبة ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻥ يثيبها ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.

العبرة من القصة: 

هذه القصة الواقعية تبين أن الناس نوعين: 

النوع الأول: إيجابي

هذا النوع الإيجالي ﻳﺤﻔﺰك ويشجعك وﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻙ وﻳﻤﻨﺤﻚ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ، وﻳدرك مشاعر ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ وهو ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺒﺪﺃ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ وأخلاق نبيلة.

النوع الثاني: سلبي

هذا النوع السلبي يثبطك ويفشلك، وﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻬﻤﺔ ﺳﻮﻯ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺟﺎﺩ، ﺩﺃﺑﻪ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻭ ﺍﻟﺘﺬﻣﺮ ﻭﺍﻟﻀﺠﺮ ﻭﻧﺪﺏ ﺍﻟﺤﻆ.

ﺍلتلميذ ﻛﺎﻥ ﺿﺤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ في البداية،  ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺨﺮﺕ ﻟﻪ ﻣﺪﺭسة ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ..
ﻓﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ.