قصة عن الظلم وعاقبة الظالم


- 12:59
صياد السمك قصة
قصة عن الظلم وعاقبة الظالم - قصة الصياد الكادح


لقد حذَّرنا الله عزو وجل من الظلم في كتابه العزيز، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من أجل ذلك أحببتُ أن أحذِّرَ نفسي وإخواني من هذا الأمر الخطير. 

فقد قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم)، يعني: اجعلوا وقاية بينكم وبين الظلم، وحاجزاً بينكم وبين الظلم؛ وقال صلى الله عليه وسلم ( إيَّاكم والظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ ) أنظر أيضا: أعظم أقوال وأحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

والظلم هو الاعتداء على الغير باي شكل من الاشكال وعدم العدل وانتهاك الحقوق الناس، وإليك في ما يلي  قصة عن الظلم وعاقبة الظالم، قصة تربوية للأطفال أيضا، ونرجو ان تنال اعجابكم.

قصة عن الظلم 

يحكى أن صيادا في قديم الزمان كان لديه زوجة وثلاثة أبناء صغار، ولم يرزقه الله بالصيد عدة أيام حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابرا محتسبا، وبدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لم يصيد شيء، وظل على هذا الحل عدة أيام.

 وبعد محاولات عديدة شعر بثقل في شبكة الصيد فاستبشر وفرح، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا لم ير مثلها في حياته، فأمسكها بيده وسار مسرعاً إلى البيت.

وأثناء السير متوجها نجو بيته مسرورا، اوقفه جنود الملك وطلبوا منه إعطائهم السمكة، لأن الملك أعجب بها، فلقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها، فأمر جنوده بإحضارها.

رفض الصياد إعطائهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة، بأمر من الملك، وفي القصر طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء.

وبعد أيام أصاب الملك داء يسمى (الغرغرينا) فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع إصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه، فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له.

 وبعد مدة أمر بإحضار الأطباء من خارج مدينه، وعندما كشف الأطباء عليه، أخبروه بأنه يجب عليه بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها. ولكنه أيضا عارض بشدة.

 بعد وقت ليس بالطويل كشف الأطباء عليه مرة ثالثة فرأوا أن المرض قد وصل لركبته، فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه، لكي لا ينتشر المرض أكثر، فوافق الملك أخيرا وفعلا قطعت ساقه.

في هذه الإثناء حدثت فوضى في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون، وفي المساء شب حريق ضخم في مطبخ القصر، فاستغرب الملك من هذه الأحداث السيئة المتتابعة، أولها المرض، وثانيها الاضطرابات ثم الحريق الكبير. 

فاستدعى أحد حكماء المدينة وسأله عن رأيه فيما حدث؟ فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحدا من رعيتك؟

فأجاب الملك باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي ..فقال الحكيم: تذكر جيدا فلا بد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد.

فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد، وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور، فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك فأحضروه للملك.

فخاطب الملك الصياد قائلا: أصدقني القول ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟
فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئا، فقال الملك: تكلم ولك الأمان.
فاطمأن قلب الصياد قليلا وقال:
توجهت إلى الله بالدعاء قائلا: "اللهم لقد أراني قوته عليّ فأرني قوتك عليه.

عاقبة الظالم

إياك ان تظلم أحدا، فإن عاقبة الظالم العذاب الشديد في الدنيا، وإن لم يكن في الدنيا فعذاب الآخرة أشد بأساً وأشد تنكيلا، وتذكر انّ دعوة المظلوم مستجابة وأنّ عين الله لا تنام، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة.

 وأنَّ الله لا يحب الظالمين، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾

ولا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظالمين، وإنما يؤخرهم لأجل، وأن الله يمهل للظالمين ولا يهملهم حتى إذا أخذهم حق عليهم العذاب الأليم. 

وقد قال عمر بن عبدالعزيز: "إذا دَعَتْكَ قدرتك على ظلم الناس، فاذكر قدرة الله تعالى عليك"؛ [سير أعلام النبلاء، ج: 5، ص: 131]

وقد وروى مسلمٌ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: (يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا؛ فَلَا تَظَالَمُوا) [ رواه مسلم]