أدعية النبي محمد صلى الله عليه وسلم المستجابة مكتوبة


- 05:55
ادعية الرسول النبي محمد

من فضل الله عز وجل على عباده المخلصين أن أمرهم بالتضرع إليه بالدعاء، وتكفله سبحانه بالاستجابة لدعائهم، كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله، أن الله سبحانه وتعالى، نَدَب عبادَه إلى دعائه، وتكفَّل لهم بالإجابة.

وقد جاء في القرآن الكريم، قول الله  العظيم، في سورة غافر: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [الآية: 60].

وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، كثير الدعاء، وقد روى الصحابة والتابعين الكثير من أدعية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته.

والدعاء عبادة؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة))؛ أخرجه أصحاب السنن.

ومن فضل الله على عباده أن جعل الدعاء عبادة يسيرة سهلة، مَنْ وُفِّقَ لها أصبَح لسانه يَلهَجُ بالدعاء ثناءً وتمجيدًا لله، وسؤالًا له من خيري الدنيا والآخرة.

والدعاء المستجاب نعمة كبيرة من الله، والعبد إن أُعطِيَ ما سأل حمِد الله وشكَر، وإن لم يُعْطَ صبرَ، ولم ينقطِع عن الدعاء؛ لعلمه أن الكريم أراد له الخير.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "قال بعض السلف: يا بنَ آدمَ بُورِكَ لك في حاجة أكثَرت فيها من قَرْعِ باب سيِّدك، وقال بعض الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه، فيفتَح لي مِن لذيذ معرفته، وحلاوة مُناجَاتِه، ما لا أُحِبُّ معه أن يُعجِّلَ قضاءَ حاجتي، خشيةَ أن تنصرف نفسي عن ذلك؛ لأن النفس لا تريد إلا حظَّها، فإذا قُضِي انصرَفتْ".

والعبد لن يرجع من دعاء ربِّه خائبًا؛ فالله عز وجل إما أن يستجيبَ له، وإما أن يدفَع عنه مكروهًا، وإما أن يدَّخِرَ له الثواب في الآخرة، فهو رابحٌ على كل حال، فالحمد لله.

أدعية النبي محمد صلى الله عليه وسلم

دعاء النبي
دعاء النبي
وفي ما يلي نقدم لك مجموعة من الادعية المستجابة مكتوبة، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو بها ربه في حياته، في الصباح والمساء، وقد اخترنا اقصر الادعية التي يسهل حفظها، مع تبيان متى يكون الدعاء بها، قراءة ممتعة

1. دعاء النبي لطلب العلم

لا إِلهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبحمدِكَ، أسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبيِ، وأسألُكَ رَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ زِدْنِي عِلْماً، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتني، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.

2. دعاء النبي عند لبس الثوب 

مَنْ لَبِسَ ثَوْباً فَقالَ: الحَمْدُ للّه الذي كَساني هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقنيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَ لا قُوَّة، غَفَرَ اللّه لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.

3. دعاء النبي للتعود من الظلم والجهل

باسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ على اللَّهِ، إني أَعُوذُ بِكَ ربّي أنْ أضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أوْ أزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أوْ أجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عليَّ .

4. دعاء النبي للاستغفار

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلي وَإسْرَافِي في أمْرِي، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي؛ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جَدّي وَهَزْلي وَخَطَئي وَعَمْدي وَكُلُّ ذلكَ عِنْدِي؛ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ ومَا أخَّرْتُ وَمَا أسْرَرْتُ وَما أعْلَنْتُ وَما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنّي، أنْتَ المُقَدِّمُ وأنْتَ المُؤَخِّرُ وأنْتَ على كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

5. دعاء دخول الخلاء

اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبْثِ والْخَبَائِثِ

6. دعاء الخرج من الخلاء

الحَمْدُ لِلَّه الَّذي أذَاقَنِي لَذَّتَهُ، وأبْقَى فِيَّ قُوَّتَهُ، وَدَفَعَ عَنِّي أَذَاهُ.
عن عائشة أم المؤمنين، كان إذا خرج منَ الغائطِ قال : غُفْرانَكَ.

7. دعاء التواضع 

الحمدُ للهِ الَّذي تواضع كلُّ شيءٍ لعظمتِه، وذلَّ كلُّ شيءٍ لعزَّتِه، وخضع كلُّ شيءٍ لمُلكِه، واستسلم كلُّ شيءٍ لقدرتِه.

8. دعاء التأمل والفراغ 

سُبحانَ اللَّهِ وبِحمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، َوزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِماتِهِ.
عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث، أم المؤمنين رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً، حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: (مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟) قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)

9. دعاء الاستخارة عن النبي

اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأسألُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لي فِي دِيني وَمَعاشِي وَعاقِبَةِ أمْرِي وآجِلِهِ، فاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لي، ثُم بارِكْ لي فِيهِ، وَإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي وَمعاشِي وَعاقِبَةِ أمْرِي وآجِلِهِ، فاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ .

 10. دُعَاء الامتحان ومواجهة الصعاب

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: 

اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ سَهْلًا إِذَا شِئْتَ.

والحَزْنَ  هو الشيء الصعب (المصدر)


11. دعاء جلاء الحزن وذهاب الهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ فقال:

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمُ، أنا عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ؛ أسألُكَ بِكُلّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أوْ عَلَّمْتَه أحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أوِ اسْتَأثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أنْ تَجْعَلَ القُرآنَ نُورَ صَدْرِي، وَرَبِيعَ قَلْبِي، وَجلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمّي. إلا أذهب الله همَّه وحُزنه وأبدلَه مكانه فرجًا، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.

في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول:
 لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم.

12. دعاء قضاء الدين

اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمَّن سواك.

13. دعاء زيارة المريض

دعاء زيارة المريض
دعاء زيارة المريض

أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ من سقمك.

اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً 

لا بأس طهور إن شاء الله
عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: ((لا بأس طهور إن شاء الله)) فقال له: ((لا بأس طهور إن شاء الله)) قال: قلت: طهور؟ كلا، بل هي حمى تفور - أو تثور - على شيخ كبير، تُزِيرُهُ القبور. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فنعمْ إذًا)).

 

14. دعاء البركة والاستفتاح

بِسْمِ اللَّهِ على نَفْسِي ومَالي ودِينِي، اللَّهُمَّ رضّنِي بِقَضائِك، وباركْ لي فِيما قُدّرَ لي حتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أخَّرْتَ ولا تأخيرَ ما عَجَّلْتَ.

 

15. دعاء طلب الرحمة

اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُوْ فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلِّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.

 

16. دعاء طلب الغنى 

اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الهُدَى والتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.

17. دعاء طلب الرزق

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَاهْدِني وَعافِني وَارْزُقْني.

 

18. دعاء الاستغاثة

 يَا حَيُّ يَا قَيُّوْمُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيْث

 

19. دعاء قبل الأكل

بِسْمِ اللهِ الَّذِيْ لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي الْسَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ.

 

20. دعاء الطاعة

اللَّهُمَّ يا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنا على طاعَتِكَ.

21. دعاء القوة

اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِك مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ وَالبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحيَا وَالمَماتِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرّجالِ.

22. دعاء تجنب الأخطاء

اللّهُمَّ أنْتَ ربّي لا إلَه إلاّ أنتَ خلقْتَني وانا عبدُك وانا على عهدِكَ ووعْدِكَ ما استطعت أعْوذُ بِكَ مِنْ شرِّ ما صنعتْ ابُوءُ لكَ بِنِعْمَتِكَ عليّ وابُوء بذنبي فأغفِر لي فإنهُ لا يغفر الذُنوبَ إلا أنت.

 انظر أيضا: لائحة الأخلاق المحمودة في الإسلام.

23. دعاء ركوب الدابة 

الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين.

 

 24. دعاء دخول القرية أو المدينة

عَنْ صُهَيبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَرَ قَرْيَةً يُرِيدُ دُخُولَهَا إِلا قَالَ حِينَ يَرَاهَا:

 اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا. رَوَاه الحَاكِمُ– وَصَحَّحَهُ، ووافقه الذهبي، وَحَسَّنَهُ الحَافِظُ .


25. دعاء المسلم

عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجلٌ مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.

26. دعاء المؤمن

اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ وَمَنْ فِيهنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ، لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرضِ وَمَن فيهن، وَلَكَ الحَمْدُ، أنْت نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنَّ، ولكَ الحَمدُ، أنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وَإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إِلاَّ أنتَ سُبحانك.


27. دعاء النبي بعد الصلاة 

(لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولا نعبُدُ إلَّا إيَّاهُ، له النِّعمةُ وله الفضلُ، وله الثَّناءُ الحَسَنُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصينَ له الدِّينَ ولو كرِهَ الكافرونَ) رواه مسلم .

كما كان الني صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفِر لي" في الركوع والسجود.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر أن يقول في ركوعه وسجوده: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغْفِرْ لي))؛ متفق عليه.

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: المعنى: أُسبِّحُك تسبيحًا مصحوبًا بالحمد، والحمدُ: وصفُ الله تعالى بالكمال حُبًّا وتعظيمًا، لعُلُوِّ صفاته، وجزيل هِباته، وفي ذكره مع التسبيح جمْعٌ بين نفي النقص عن الله سبحانه، وإثبات الكمال لهُ تعالى.

 قال العلامة السعدي رحمه الله: كان يقول هذا في الفرض والنَّفْل، والمناسبة في ذلك أنه لَمَّا دَنَتْ وفاتُه، أمره الله تعالى أن يختم عمرَه بالتسبيح والاستغفار.

أنظر أيضا: أعظم أقوال وأحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

دعاء قصير 

  1.  رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ 
  2. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 
  3.  يَا حَيُّ يَا قَيُّوْمُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيْث ‏
  4. يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك‏ 
  5. لا إلهَ إلا أنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِيْنَ

أدعية كان النبي  يكثر من الدعاء بها

دعاء الرسول قصير
دعاء الرسول قصير

لقد سأل العباس رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عن شيءٍ يدعو اللهَ به، فقال له عليه الصلاة والسلام: ((أكْثِرِ الدُّعاء بالعافية))؛ أخرجه الحاكم؛ قال العلامة المناوي رحمه الله: أكْثِرْ يا عباس الدعاءَ بالعافية؛ أي: بدوامها، واستمرارها عليك، فإنَّ مَنْ كمَلت له العافية، عَلِقَ قلبُه بملاحظة مولاه، وعُوفي من التعلُّق بسواه.

لقد كان أفضل البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو ربَّه ويُناجيه، وقد جاءت النصوص بأدعية كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يُكْثِرُ من الدعاء بها، ومنها:

1. الدعاء بالحسنة في الدنيا والآخرة والوقاية من عذاب النار:

عن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: 

اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذابَ النار - متفق عليه.

 قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: جمعتْ هذه الدعوة كلَّ خيرٍ في الدنيا، وصرَفت كلَّ شَرٍّ، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية، ودارٍ رَحْبة، وزوجة حسنة، ورزق واسعٍ، وعلم نافعٍ، وعمل صالح، ومركب هيِّن، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها.

فإنها كلَّها مندرجةٌ في الحسنة في الدنيا، وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة، وتوابِعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرضات، وتيسير الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشُّبهات والحرام؛ ولهذا وردت السُّنة بالترغيب في هذا الدعاء.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قال عياض: إنما كان يُكثِر الدعاء بهذه الآية لجمعها معانيَ الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة، فسأل نعيمَ الدنيا والآخرة، والوقاية من العذاب، نسأل الله تعالى أن يمُنَّ علينا بذلك ودوامه.

وذكر الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله أن ثابت كان عند أنس رضي الله عنه، فقال له: إن إخوانك يحبُّون أن تدعو لهم، فقال: ((ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذابَ النار))، وقال: إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، ووقاكم عذاب النار، فقد آتاكم الخير كلَّه.

2. الدعاء للتعوُّذ بالله من: الهَمِّ والحَزَن والكَسَل والبُخْل والجُبْن

عن أنس رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنتُ أسمعُه يُكثِر يقول: 

اللهمَّ إني أعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن، والعَجْز والكَسَل، والبُخْل والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبَة الرجال - متفق عليه.

 قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: يفيد قوله: (يُكْثِر) وقوع ذلك من فعله كثيرًا، (الهَم): ما يتصوَّره العقل من المكروه في الحال، (الحَزَن): لِما وقع في الماضي، (العَجْز): ضدُّ الاقتدار، (الكَسَل): ضدُّ النشاط، (البُخْل): ضدُّ الكرم، (الجُبْن): ضد الشجاعة، (ضَلَع الدَّيْن) المراد به: ثقل الدين وشِدَّته، وقال بعض السلف: "ما دخل همُّ الدَّيْن قلبًا إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه، قوله: (غلبة الرجال)؛ أي: شِدَّة تسلُّطهم؛ كاستيلاء الرعاع هَرَجًا ومَرَجًا... استعاذ من أن يغلبه الرجال لما في ذلك من الوهن في النفس والمعاش.

3. الدعاء بالثبات على الدين:

عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر أن يقول: 

يا مُقلِّبَ القلوبِ، ثبِّتْ قلبي على دِينك

فقلت: يا نبي الله، آمَنَّا بك، وبما جئتَ به، فهل تخاف علينا؟ قال: (نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله، يُقلِّبها كيف شاء)؛ أخرجه الترمذي.

 قال الإمام المبارك فوري رحمه الله: (ثبِّت قلبي على دِينك)؛ أي: اجعَله ثابتًا على دينك، غير مائلٍ عن الدين القويم، والصراط المستقيم.

ومَنْ يرى ويسمع ما يقع للبعض مِن تقلُّبٍ لهم، وعدم ثبات على الدين، يعلم مدى شفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أُمَّته؛ حيث علَّمهم هذا الدعاء، فالعبد لا بُدَّ أن يكون خائفًا من عدم الثبات، وكيف لا يخاف ورسول الله صلى الله عليه وسلم خاف على صحابته رضوان الله عليهم؟! فقد قال له أنس رضي الله عنه: أتخاف علينا؟ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (نعم).

اللهم إنا نسألك الثبات على الدِّين، ونسألك حُسْنَ الخاتمة، وأن تُوفِّقَنا لمتابعة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في جميع أعمالنا القولية والفعلية.

اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمدٌ، صلى الله عليه وسلم؛ وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، وأنت المستعان، وإياك نعبد؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

المراجع: alukah - sharia