كيف تكتسب الحماس لتنفيد أهدافك |
يعتبر الحماس Enthusiasm أحد أهم الشروط في الحياة لتنفيذ الأهداف وتحقيق الاحلام على ارض الواقع، لكن للأسف الكثير من الناس يصابون بفقدان الحماس أو بفتور الحماس في احسن الأحوال.
في هذا هذا الموضوع ستتعرف على كيف تكتسب الحماس في حياتك من أجل تنفيد أهدافك وتحقيق احلامك في الحياة، وتتخلص من التسويف ومن تأجيل المهام نهائيا.
كيف تكتسب الحماس في حياتك
كي تكتسب الحماس في حياتك يجب أولا أن تبدأ بالتفكير بشكل إيجابي في حياتك مع التفاؤل والأمل. فمثلا إذا أعطاك أحدهم اختبارًا في الرياضيات وقال لك: "هذا الاختبار مستحيل تنفيذه. حظًا سعيدًا " كيف سيكون هذا الشعور؟ شاق جدا، وستتوقف عن محاولة حل الاختبار على الأرجح.
أما إذا قال لك بدلاً من ذلك، "هذا الاختبار سيكون صعب قليلا، لكنه قابل للتنفيذ " فماذا تعتقد بعد ذلك؟ ستكون متحمسًا أكثر وستشعر بتحسن كبير في خوض هذا الاختبار القابل للتنفيذ!
الشيء نفسه ينطبق على الحماس في الحياة بصفة عامة. لن تكون متحمسًا بشأن شيء ما إذا كان فظيعًا وتعتقد أنه مستحيل وصعب جدا!
فكر في الأمر. ما مدى سهولة أن تكون متحمسًا لشيء قابل للتنفيذ وتعلم أنك قادر على تحقيقه؟ من الصعب جدًا أن تكون متحمسًا للأشياء التي نعتقد بشكل مباشر أنها لن تتحقق أبدًا. وما الفرق غالبًا؟ طريقة تفكيرنا. في بعض الأحيان ، يكون هذا حرفياً هو العقبة الوحيدة.
يقول الامبراطور نابليون بونابرت:
خذ الوقت الكافي للتدبير، لكن عندما يحين وقت العمل، توقف عن التفكير، ونفّذ بحماس.
أنظر أيضا: من أسرار النجاح: الرغبة المتأججة.
لكي تكتسب الحماس في حياتك أيضا، لابد من وضع الخطط المنطقية والواقعية القابلة للتنفيذ أولا، ويجب أن تكون هذه المرحلة مرحلة مليئة بالآمال والأحلام والطموحات والحماس، ولا نستطيع أن ننكر أنها يجب أن تكون مرحلة ممتعة أيضًا، وهذا من أجل أن شعر بنفس الإحساس بالحماس وقت البدء في تنفيذ تلك الخطط.
ربما يتملكنا الحماس في البداية ولكن مع أول تحدي يواجهنا، يتراجع حماسنا وربما يفتر. ولكي تتجنب هذا الفخ، لابد من تفادي أسباب ضعف وفتور الحماس، فيا ترى ماهي أسباب فتور حماسنا في مرحلة التنفيذ؟
أسباب ضعف وفقدان الحماس
إليك في ما يلي أهم أسباب فتور وضعف الحماس لدى جل الناس والتي يجب عليك تجنبها حتى لا تفقد حماسك:
1- الأهداف المبالغ فيها
يعني الأهداف التي يصعب تحقيقها أو تفوق طاقتك، وهنا سأذكركم بشروط الهدف الذكي لتجنب وضع أهداف يصعب عليك تنفيذها.
الهدف الذكي SMART هو:
- هدف محدد وواضح Specific
- قابل للقياس Measurable
- قابل للتنفيذ Achievable
- له صلة برؤيتك وخطتك الاستراتيجية Relevant
- هدف محدد بفترة زمنية، يعني له تاريخ بدء وتاريخ انتهاء Time-Bound
2- التركيز والتحفيز في مرحة البداية فقط
تركيز كل طاقتك على المرحلة الأولى فقط، هو من أسباب فتور الحماس لديك، لأنه يجب ان تركز كل طاقتك على تنفيد الهدف ككل وليس في مرحلة البداية فقط، مع التحدي والإصرار، والتحفيز الذاتي المستمر.
3- دخول أهداف عاجلة
بمجرد دخول هدف عاجل وهام على قائمة أولوياتك سوف تؤجل -مجبرا- هدفك الأساسي، وهذا التسويف مع الأسف يُضعف حماسك نحوه تدريجيًا.
لكن التوقف عن الهدف الأساسي بسبب هدف عاجل ليس تسويف أبدًا في حد ذاته، فوفقًا لمصفوفة إيزنهاور المهام تقسم وفقًا لأهميتها وعاجلة أم لا، لذا تنفيذ الهدف العاجل أولًا لأهميته ثم العودة مرة أخرى للأهداف الحالية هذا حسن متابعة وقدرة على تولي الأهداف المتعددة.
4- التعلق بحلم جديد
هنا الوضع مختلف عن النقطة السابقة؛ فوجود هدف طارئ شيء لا دخل لك به كالاشتراك في مسابقة عاجلة فتؤجل بسببها كل خططك السابقة، ولكن هنا يتم الامر برغبتك - بإرادتك الحرة - في السير نحو هدف جديد وتأجيل الهدف السابق، فتدحل وفي حلقة مفرغة من التسويف والتأجيل لا نهاية لها.
5- عدم الاستعداد للتحديات المحتملة
التحديات التي ستواجهك لو لم تستعد لها؛ فلا داعي لتكملة المشوار، لأن طريق النجاح مليء بأشواك التحديات، فإن لم تحصن ذاتك جيدًا بإرادة قوية ستعود الى أول الطريق وستشعر بالخمول وتفقد حماسك.
أنظر أيضا: من أسرار النجاح .. تحدي صعوبة البداية
6- إهمال التغذية الصحية
تلعب التغذية دورا مهمها في الشعور بالحماس أو عدمه، حيث يسبب سوء التغذية في الشعور بالتعب والإحباط والخمول، لهذا يجب الحرص على تناول الوجاب الغذائية الغنية بكل العناصر الغذائية خصوصا الفيتامينات والاملاح المعدنية والكربوهيدرات التي يحولها الجسم الى طاقة.
متى تنتهي مرحلة التفكير وتبدأ مرحلة التنفيذ ؟
الآن متى تعرف أن الوقت قد حان لتتوقف عن التفكير وتبدأ في التنفيذ بحماس؟
بعد مرحلة وضع الخطة والتوكل على الله، تأتي مرحلة التنفيذ؛ فبعد وضوح الرؤية ورسم طريقك ومعرفة كل الوسائل التي ستساعدك على الوصول لهدفك لن تعد أمامك حجة للقلق أو التفكير الزائد.
وكل ما يجب أن تفعله هو الذهاب في طريقك والشروع في تحقيق الهدف، ولو ضللت الطريق يجب أن تسأل حتى تصل لوجهتك، مع التركيز أيضا على سؤال الآخرين للتأكد من السير في الطريق الصحيح فقط لكي تتجنب الإحباط والفشل والعودة الى نقطة الصفر.
اقرأ أيضا: كيف تحقق النجاح في كل شيء موضوع سيغير حياتك
كيف تزيد الحماس لديك؟
قبل سنوات كان هنالك بحث لجامعة سكرانتون الأمريكية أفاد بأن 92% من الأشخاص يفقدون حماسهم ولا ينفذون خططهم التي يضعونها في كل عام ولو قرأت دراسة صدرت قبل عام على موقع US News، ستجد أنّ 80% من الأشخاص يتخلون عن أهداف كل عام وخاصة وذلك بعد شهرين بداية العام، ربما هذا يذكرني بمسألة تراجع حماس البدايات.
نعم هذا يحصل كثيرًا، غالبًا يعمل الشخص جاهدًا على خطته وعلى نجاحها بشكل نظري ويقضي وقت كبير أثناء مرحلة التخطيط، لكن لا يعطي نفس الاهتمام لباقي مراحل المشروع والتنفيذ على أرض الواقع فيفقد الحماس مما يؤدي إلى تعثر التنفيذ والكثير ويستسلم أمام التحديات الغير مُخطط لها مما يؤدي إلى جعل الخطة غير منطقية على أرض الواقع وصعب تنفيذها بنفس الكفاءة النظرية.
دراسة التحديات المحتملة قبل البدء، هو من الأمور المهمة جدًا، حتى لا تفقد حماسك، وتعطي الجاهزية لمواجهة أي مشكلة والتعامل معها، فلا أحد يتوقع المرور بسلام دون أي عقبات، لذا عند البدء لابد أن ندرك ذلك، وهذا يجب أن يكون من ضمن عملية التخطيط ودراسة الأهداف والمخاطر والعقبات المحتملة و هو أفضل الطرق لتحقيق الهدف دون مشكلات كبيرة.