قصة إبن الفلاح المغفل واللصوص والمغزى منها


- 05:00
قصة عن السرقة
قصة عن السرقة

قصة إبن الفلاح المغفل واللصوص هي قصة جميلة عن السرقة من التراث الهندي القديم، وفي ظاهرها تتكلم هذه القصة القصيرة عن السرقة وخدع وحيل اللصوص.

لكنها في مضمونها تحمل عبرة وحكمة بليغة، ونرجوا ان تنال هذه القصة إعجابك و تستنتج منها العبرة والحكمة التي أراد مؤلفها إيصالها من خلالها.

وإليك في ما يلي قصة إبن الفلاح المغفل واللصوص والمغزى منها:

قصة إبن الفلاح المغفل واللصوص

قصة إبن الفلاح المغفل واللصوص
قصة إبن الفلاح المغفل واللصوص

في قديم الزمن، عاش هناك فلاح بسيط وعائلته في قرية صغيرة في الهند. كان للفلاح إبن يسمى ميترا. ذات مرة طلب منه والده شراء ماعز لتربيته في القرية. طلب منه زيارة سوق الماشية في قرية مجاورة وشراء ماعز صحي لهذا الغرض.

زار إبن الفلاح سوق الماشية واشترى ماعزًا صحيًا وسمينًا. علق الماعز على كتفه وعاد إلى منزله.

كان هناك ثلاثة لصوص يتجولون في السوق، بهدف وحيد هو خداع التجار والمشترين وسرقتهم. عندما رأوا إبن الفلاح  يعود إلى منزله مع الماعز، فكروا في خطة للحصول على الماعز من خلال استخدام أساليب المكر والخداع.

وقال اللصوص لبعضهم:
"هذه الماعز ستعد وجبة لذيذة لنا جميعًا. دعونا نحصل عليها بطريقة ما." 

ناقش اللصوص الثلاثة الأمر فيما بينهم وأتفقوا على خطة لئيمة. ثم انفصلوا عن بعضهم البعض واتخذوا مواقع للاختباء في ثلاثة أماكن مختلفة على طريق عودة إبن الفلاح.

بمجرد أن وصل إبن الفلاح إلى مكان منعزل، خرج أحد اللصوص من مخبأه وقال لإبن الفلاح بنبرة مندهشة: "سيدي، ما هذا؟ لا أفهم لماذا يحمل رجل عاقل مثلك كلب على كتفيه! "

صُدم إبن الفلاح لسماع هذه الكلمات، فصاح في وجه اللص قائلا: "ألا يمكنك أن ترى؟ إنه ليس كلبًا بل عنزة، أيها الأحمق."

فقال اللص: "أرجو منك الاعتذار يا سيدي. لقد أخبرتك بما رأيت. أنا آسف إذا لم تصدق ذلك"، وذهب بعيدًا.

بالكاد سار إبن الفلاح مائة متر أخرى حتى خرج اللص الثاني من مخبأه وقال له: "سيدي ، لماذا تحمل كلبا ميتا على كتفيك؟ يبدو أنك شخص عاقل وحكيم. مثل هذا الفعل محض حماقة منك".

إندهش  إبن الفلاح وصاح قائلا:" كيف تظن أن الماعز الحي الذي أحمله هو كلب ميت؟"

أجاب اللص الثاني: "سيدي ، يبدو أنك مخطئ للغاية في هذا الصدد. إما أنك أتيت من بلد لا يوجد فيه الماعز ولا تعرف شكل الماعز، أو تفعل ذلك عن قصد. لقد أخبرتك  فقط بما رأيت. " وذهب اللص الثاني ضاحكا.

سار إبن الفلاح  مسافة اخرى والشكوك تراوده. لكن مرة أخرى، لم يقطع مسافة صغيرة حتى واجهه اللص الثالث. فقال له اللص الثالث وهو يضحك  وينظر إليه: "سيدي  هل جُننت!؟ لماذا تحمل كلبا أسودا على كتفك؟ هذا يجعلك أضحوكة بين الناس"، قال اللص هذا وبدأ يضحك مرة أخرى.

أصبح إبن الفلاح عند سماع كلمات اللص الثالث قلقًا للغاية. "هل هي حقا عنزة أم كلب!" بدأ يفكر. "هل هو نوع من الأشباح!"

خاف إبن الفلاح. لقد اعتقد لنفسه أن الحيوان الذي كان يحمله على كتفيه قد يكون بالتأكيد نوعًا من الأشباح ، لأنه تحول من ماعز إلى كلب، ومن كلب إلى ماعز،  ومن ماعز الى كلب ...!!!

ثم شعر إبن الفلاح بالرعب لدرجة أنه ألقى الماعز على جانب الطريق وهرب الى بيته!

قبض اللصوص على الماعز وذبحوه وتغذوا عليه بسعادة.

العبرة والحكمة من القصة 

العبرة من القصة أن تكرار الاكاذيب يمنكن أن يجعلها تبدو مثل الحقائق لدى الكثير من العوام والبسطاء من الناس أحيانا.

 لهذا يجب الانتباه جيدا لأقاويل الناس التي يصدقها الكثير من الناس لمجر أن الناس تكررونها، وينبغي عدم التأثر بها، ويجب إعتماد العقل والتفكير المنطقي في فحص كل ما يقال قبل تصديقه، وليس الاحتكام الى عدد القائلين.