قصة اللصوص الثلاثة والفلاح البسيط والحكمة منها


- 10:43
للأدب الروسي الشهير ليو تولستوي، الذي عاش زاهدا في بداية القرن العشرين، قصة عن السرقة قصير ومؤثرة بعنوان: اللصوص الثلاثة والفلاح البسيط.

وقد قام بترجمة هذه القصة القصيرة عن السرقة المعبرة الى اللغة العربية، الكاتب العربي صياح الجهيم، ونعرض لك في ما يلي نص القصة والحكمة والمغزى منها، قراءة ممتعة:

قصة اللصوص الثلاثة والفلاح البسيط 

قصة اللصوص الثلاثة والفلاح البسيط
قصة اللصوص الثلاثة والفلاح البسيط  والمغزى منها


كان فلاح بسيط يقتاد حماراً وعنزاً مرقّطا إلى المدينة ليبيعهما. وكان للعنز جلجل معلق برقبتها.
رأى ثلاثة لصوص الفلاح يمر.  

فقال اللص الأول:
ـ سأسرق العنز، دون أن يحس الفلاح بذلك.
 
وقال اللص الثاني:
ـ وأنا! سأنتزع منه حماره دون أن يقاومني.

فقال اللص الثالث:
ـ أما أنا فسأسرق  ثيابه التي يلبسها  جميعاً. وهذا ليس صعباً أيضاً!.

اقترب اللص الأول خفية من العنز، ونزع عنها جلجلها، وربطه بذيل الحمار، واقتاد العنز إلى أحد الحقول.
وعند منعطف في الطريق، ألقى الفلاح نظرة خاطفة وراءه، فرأى أن العنز المرقّط قد اختفت؛ فانطلق يبحث عنها. 

ذهب اللص الثاني إليه وسأله عمّ يبحث. أجابه الفلاح أن عنزه المرقّط قد سُرقت منه للتو.

فقال له اللص:
-عنزة مرقّطة، رأيتها منذ لحظة فقط، هنا، في هذه الغابة. رأيت طفلا يمشي ومعه عنزة مرقّطة. ومن اليسير اللحاق بهم.

جرى الفلاح للحاق بعنزه بعد أن طلب من اللص أن يحرس حماره. فساق اللص الثاني الحمار وهرب به.

عندما عاد الفلاح يائسا من الغابة إلى حماره، رأى أن الحمار قد اختفى أيضاً، فانفجر باكياً وتابع سيره عائدا الى قريته.

ذهب اللص الثالث الى حافة بحيرة صغيرة على الطريق وجلس هناك يبكي ويصرخ. فسأله الفلاح عما به.

أجاب اللص:
 أنـا تاجر مجوهرات كنت أحمل كـيـس مملوء ذهبـاً إلى المدينة للتجارة، وأنه جلست على حافة البحيرة للشرب منها، فأنزلق مني الكيس وسقط في المـاء.

سأله الفلاح: 
لماذا لا تنزل إلى الماء لإنتشاله.

أجاب اللص:
ـ إني أخاف أن أغرق في الماء، ولا أعرف السباحة. لكني سأعطي عشرين قطعة ذهبية لمن ينتشل لي كيسي من البحيرة.

إبتهج الفلاح البسيط وقال في نفسه: «إن الله قد خصني بهذه النعمة ليعوضني عن فقدي عنزي وحماري».

فخلع الفلاح البسيط  ثيابه ونزل إلى الماء، وبدأ يبحث عن كيس الذهب، لكنه لم يجد كيساً مملوءاً بالذهب. وعندما خرج من الماء، وجد ثيابه أيضا أختفت مع الرجل!.
وكانت تلك  خطة اللص الثالث الذي استطاع أن يسرق حتى ثيابه أيضا!

الحكمة من القصة:

الحكمة من هذه القصة والمغزى منها واضحة، وهي أن هذه القصة القصيرة تبرز لنا أكثر المواقف والمواضع التي نتأذى منها في الحياة من طرف الأشرار من الناس وهي: الغدر والكذب والاستغلال والسرقة.
  1. فأما الأولى فكانت طعنة غدر من الخلف في لحظة إطمئنان منا.
  2. وأما الثانية فهي موضع الناصح الكاذب الذي يدس السم في نصيحته لنا ونحن نحسب أنه يحسن صنعًا.
  3. وأما الثالثة ففي موضع إستغلال ضعفنا ومعاناتنا دون رحمة والإقتتات منها وسرقتنا.