ما هي لحظة كوداك وكيف تتجنب الوقوع فيها


- 02:39
قبل شرح ماهي لحظة كوداك المعروفة ايضا بـ (فخ كوداك)، وقبل عرض كيف تتجب الوقوع فيها بالتفصيل، يجب أولا أن  نلقي لمحة سريعة على شركة  كوداك Kodak من اجل فهم الموضوع جيدا.

 " أنت تضغط على الزر، ونحن نفعل الباقي." كانت هذه العبارة هي الكلمات المؤثرة والرفيق الشهير لشعار شركة  كوداك Kodak الإعلاني الأول.  الذي صاغه جورج إيستمان، المؤسس الأيقوني لشركة كوداك في عام 1888 ، واستمر هذا الشعار بعبارته بارزا في كل مكان تقريبًا في العالم لمدة 120 عامًا، تربعت خلالها  شركة كوداك على عرش التصوير الفوتوغرافي التناظري

واليوم أصبح نطق هذه الكلمات يثير شعورًا عاطفيًا بالحنين إلى الماضي الزاهر للشركة. بعدما تقهقرت شركة إيستمان كوداك ( Eastman Kodak) للخلف حتى وصلت حافة الإفلاس، لسوء الحظ، بسبب خطأ بسيط هو تركيزها وإعتمادها على التصوير التناظري  فقط وإهمالها إستباق ومواكبة وإعتماد التصوير الرقمي المستجد في مجال التصوير الفوتوغرافي . ما تسبب في انهيار الشركة تدريجيا حتى وصولها حافة الافلاس بعد ظهور شركات اخرى هيمنت على سوق التصوير الرقمي مثل شركة سوني وغيرها.

 فأصبحت تلك اللحظة الفاصلة في تاريخ الشركة تُعرف بـ لحظة كوداك (Kodak Moment) ،  وقد دخلت عبارة "لحظة كوداك" الى المعاجم الاقتصادية المشتركة لوصف حدث يستحق أن يُسجل للأجيال القادمة وأن يدرس في الجامعات.

ماهي لحظة كوداك : 

لحظة كوداك Kodak Moment
شرح معنى لحظة كوداك بالتفصيل


لحظة كوداك (Kodak Moment) يُطلق عليها أيضاً  عبارة "فخ كوداك" (Kodak Trap)، هي عبارة تُستخدم للتعبير عن الفترة التي تفشل فيها الشركة في مواكبة أو إستباق التحولات التي ستحدث في مجال نشاطها، والتي عادة ما تكون تكنولوجية أو عادات إستهلاكية جديدة، وتتراجع إثر ذلك من مركز المهيمن في السوق إلى لاعب ثانوي أو إلى شركة على حافة الإفلاس.

 يرجع أصل العبارة إلى الفترة الزمنية التي ظهر فيها التصوير الرقمي، واختارت شركة كوداك عدم اعتماده حتى بعد فوات الأوان. بصفة عامة، تُشير "لحظة كوداك" إلى فشل الشركات التي كانت مهيمنة في الماضي في مسايرة الابتكارات المزعزعة الجديدة، لا سيما التكنولوجية منها، ما يؤدي بالشركة الى الهاوية.

شركة نوكيا NOKIA خير مثال كذلك للشركات التي ضيّعت المنعطف الاستراتيجي وخرجت من السوق بعد أكثر من 150 عاماً من النشاط، فقد اعتمدت كثيراً على سمعة علامتها التجارية وتجاهلت التغيير التكنولوجي القائم على الهواتف الذكية والشاشات التي تعمل باللمس، وهو ما ركّزت عليه آبل وأصبحت رائد السوق الجديد بدون منازع؛ وانهارت مجموعة "توماس كوك" (Thomas Cook) للسفر التي يبلغ عمرها 178 عاماً، وأعلنت إفلاسها في عام 2019 لأنها استمرت في تقديم خدماتها عبر وكالات السفر التقليديّة المكلّفة في حين كان جلّ المسافرين يحجزون رحلاتهم بأنفسهم عبر الإنترنت.


سبب الوقوع في فخ كوداك 

اتضح أن هناك سببين لوقوع الافراد والشركات في فخ كوداك. أولاً ، يتعلق الأمر بالتعلق بالمألوف والنفور من التغيير ونعلم جميعًا أن التغيير أمر شاق نفسيًا وجسديًا. ثانيًا ، الاستهانة بالمستجدات عدوم الشعور بالإلحاح للتغيير الذي لا يحظى بتقدير كبير أو أنه غير موجود بصراحة بين العديد من الشركات الجامدة.

في كلتا الحالتين ، فإن المستقبل المرير والمفاجئ في كثير من الأحيان الذي يلوح في الأفق للمديرين والاستراتيجيين المتقاعسين أو غير المبالين أمر مؤكد.

كيف تتجنب الوقوع في فخ كوداك

إذا أدركت أن لحظة كوداك (Kodak Moment) هي تلك اللحظة التي تفقد فيها أنت الملاءمة مع تطورات السوق في مجالك، أو تفقد فيه شركتك الملاءمة مع اخر اتجاهات وتطورات السوق الجديدة في مجالها بعدم مواكبة اخر المستجدات في مجالها، إذن بالتالي اذا كنت مستثمرا  أو رجل اعمال فلا بد أن تدرك ضرورة تجنب الوقوع في فخ كوداك أو لحظة كوداك  بمتابعة اخر مستجدات السوق  ومواكبة اتجاهات السوق الجديدة وعدم  تجاهلها أو الاستهانة بها. إقرأ أيضا:  قصة نجاح مؤسس شركة نايك فيليب نايت.

خلاصة الموضوع 

لحظة كوداك هي تلك اللحظة التي يفشل فيها التنفيذيون في إدراك كيف يتغير المستهلكون وكيف ستتطور الأسواق في نهاية المطاف في اتجاهات جديدة بدونهم. لحظة كوداك اليوم، هي شيء يعرفه كل المدراء التنفيذيون اليوم جيدًا، فكن واحدا منهم.