احذر من صناعة المعاق في بيتك وأنت لا تعلم


- 23:50
المراهق الكسول في البيت - تربية الأبناء
احذر من صناعة المعاق في بيتك وأنت لا تعلم

أبدع الكاتب السعودي المرموق مشعل أبو الودع الحربي في مقالة بعنوان "أبناؤنا.. ضيوف في المنزل أم معاقون!
" !

ينبه فيها الى بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض الوالدين في تربية أبنائهم وخطورة ذلك على مستقبلهم. مثل الدلال المفرط الذي يولد فيهم الكسل والاتكالية.

وإليك في ما يلي نص هذه المقالة الجميلة، فلطفاً، اقرأها بالكامل، فقد يكون في بيتك معاقون وأنت لا تعلم. وفي اخر الصفحة ستجد بعض أهم فوائد التربية الصحيحة للأبناء، قراءة ممتعة.

احذر من صناعة المعاق في بيتك

«هل في منزلنا ضيوف أم هم معاقون»، لطفا اقرأها للآخر فقد يكونون في بيتك وأنت لا تعلم.. فإنه مشهد يتكرر في كل بيت: شاب - أو شابة - في مقتبل العمر موفور الصحة يعيش في بيت ذويه، يستيقظ صباحا ويترك فراشه دون ترتيب.. فالخادمة من سيتولى ذلك.

 يستبدل ملابسه ويتركها متناثرة في أي زاوية أو ركن.. فالخادمة أو الأم من سيتولى جمعها وغسلها وكيها وإعادتها لخزانة ملابسه. 

يقدم له الطعام جاهزا ليتناوله فلا يتعب نفسه بعد ذلك بغسل كوب أو طبق.. فالخادمة من سيتولى كل ما يترتب على ذلك.

يذهب لوظيفته أو لكليته ويعود لينام أو يسهر على سناب شات أو تويتر أو انستقرام أو مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد، تتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة وكل ما عليه هو أن «يأخذ بريك» ويمد يده ليأكل، «جزاه الله خير على ذلك»، ويعاود التسمر أمام شاشة هاتفه أو الايباد أو اللابتوب.

وأحيانا في أوقات فراغه قد يتكرم بالجلوس مع بقية أفراد أسرته كالحاضر الغائب يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضرا وقريبا من أصحابه الذين يقضي معهم جل أوقاته حتى لا يفوته - لا سمح الله - تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون.

صاحبنا هذا لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل. يترك المكان في فوضى ويبدي تذمره إن لم يعجبه العشاء، وإذا ما رأى في البيت ما يستوجب الإصلاح أو التبديل يمر مر السحاب، لأن التصليحات مسؤولية والده.. وهو سيهتم بمثل هذه الأمور متى ما تزوج، وحتى يحين ذلك الوقت «يصير خير».

تفكرت فيما أراه حولي وتوصلت لنتيجة واحدة: أظن أننا نجحنا في خلق جيل معوق.. نعم جيل معاق وبتفوق، جيل أغلبه يتصرف وكأنه ضيف في منزله، لا يساعد ولا يساهم ولا يتحمل أي مسؤولية حوله من سن المدرسة إلى الكلية وحتى بعد حصوله على الوظيفة.

هو وهي يعيشان في بيت والديهما كـ(ضيفين)، ولا يعرفان من المسؤولية غير بطاقة الصراف الآلي ورخصة قيادة السيارة.

ويبقى الأب والأم تحت وطأة المسؤوليات عن البيت حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد، وهما (ما يبون يتعبون الأولاد)، والأبناء (لما يتزوجون إن شاء الله بيسوون).

تقدير وتحمل المسؤولية تربية تزرعها أنت في أولادك « لا تنخلق فيهم فجأة بعد العرس أو الشغل»، لأنهم بعد الزواج سيحملون الثقافة التي اكتسبوها من بيوت أهلهم إلى بيوت الزوجية، وأي ثقافة تلك؟.. ثقافة الإعاقة والاتكالية.

 وبالتالي جيل لا يعتمد عليه أبدا في تحمل مسؤولية زوجة وأبناء.. وبيت وأسرة. (فهل هكذا نشأت وتربيت أنت «أو أنتِ» في بيت أهلك.. وإن كانت الإجابة بنعم فما نتائج تلك التنشئة والتربية)؟

ورسالتي للوالدين: أن تعود أبنائكما على تحمل بعض المسؤوليات في البيت يساعد في بناء شخصيتهم وبناء جيل مسؤول اجتماعيا، فتحمل المسؤولية يجعلهم أقوى ويعينهم على مواجهة ما سيأتيهم مستقبلا، ويساعدكما أنتما في الاعتماد عليهم ويساعدهم هم في التفكير بالآخرين، ما يجعلهم أقل أنانية وأكثر تقديرا وفاعلية في بيوتهم ومحيطهم ومن ثم وظيفتهم ومجتمعهم مستقبلا. 

في حين اتكالهم عليكما أو على الخادمة فذاك يجعلهم أكسل وأضعف وأكثر سطحية ولا يعدهم للمستقبل، وأستغرب أن نتساءل بعد ذلك عن ارتفاع معدلات الطلاق في جيل اليوم «وليش ما فيهم صبر!»

وأخيرا، إن لم تربيا ابنكما على تحمل المسؤولية في منزلكما، ستعلمه الدنيا، ولكن!! دروس الدنيا ستكون صادمة ومتأخرة وأقل حنانا وأكثر قسوة.

لا تربيا أبناءكما ليكونوا ضيوفا في بيتكما بل ربوهم ليكونوا عونا لكما، فاعلين في بيتكما وثم في بيوتهم ومجتمعهم.. ونسأل الله أن يعيننا على التربية الصالحة.. ويصلح حالنا وحال فلذاتنا. - بقلم: مشعل أبو الودع الحربي. (1)


فوائد التربية الصحيحة للأبناء

التربية الصحيحة للأبناء لها العديد من الفوائد الهامة والتي تؤثر إيجابياً على نموهم وتطورهم الشخصي والاجتماعي وتساعدهم على الاعتماد على النفس. وإليك في ما يلي بعض أهم فوائد التربية الصحيحة للأبناء:

1. تطوير الشخصية: 

التربية الصحيحة تساعد الأطفال والمراهقين على تطوير شخصياتهم وبناء هويتهم الذاتية. تشجعهم على فهم من هم وماذا يريدون في الحياة.

2. بناء القيم والأخلاق: 

تعلم الأطفال القيم والأخلاق الصحيحة من خلال التربية الجيدة. يتعلمون مفاهيم مثل الصدق والأمانة والاحترام والعدالة.

3. تطوير مهارات التواصل: 

يتعلم الأطفال كيفية التواصل بفعالية مع الآخرين وفهم مشاعرهم وتعبيرهم عن أفكارهم بوضوح.

4. بناء الثقة بالنفس: 

تبني التربية الصحيحة في الأطفال والمراهقين مهارة الاعتماد على الذات، كما يعزز التفهم والدعم الذي يحصل عليه الأطفال من والديهم من زيادة ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.

5. تنمية المهارات الاجتماعية: 

يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين بشكل صحيح وبناء علاقات إيجابية في المجتمع.

6. تطوير التفكير النقدي: 

يشجع الوالدان على تنمية مهارات التفكير النقدي لدى أطفالهم من خلال تشجيع الاستفسار والتفكير النقدي في الأمور.

7. تعزيز الاستقلالية: 

يتعلم الأطفال مهارات الاستقلالية والإعتماد على الذات وكيفية التحمل المسؤولية من خلال مشاركتهم في مهام يومية واتخاذ القرارات.

8. تعزيز الصحة النفسية:

التربية الصحيحة تساهم في تعزيز صحة الأطفال النفسية وتعلمهم كيفية التعامل مع التحديات العاطفية والضغوط الحياتية.

9. تحقيق النجاح الأكاديمي: 

يمكن للأطفال الذين ينمون في بيئة تربوية صحيحة تحقيق أداء أفضل في الدراسة وتطوير مهارات التعلم.

10. بناء علاقات عائلية قوية: 

يساعد التفاعل الإيجابي والتفهم المتبادل بين الوالدين والأطفال في بناء علاقات عائلية صلبة ومستدامة.

باختصار، التربية الصحيحة تساعد في تطوير أطفال سعداء وصحيين ومسؤولين وقادرين على تحمل المسؤولية وتحقيق نجاح في حياتهم.