كيفية التعامل مع الطفل العنيد حسب عمره بالطريقة الصحيحة


- 13:36
كيفية التعامل مع الطفل العنيد حسب عمره بالطريقة الصحيحة
كيفية التعامل مع الطفل العنيد حسب عمره بالطريقة الصحيحة


الطفل العنيد من أصعب الأطفال تعاملًا، فهو يستلزم معاملة خاصة و صبراً كبيرًا نظراً لشكواه الكثيرة سواء في المدرسة أو في المنزل.

إن الطفل العنيد لا يستطيع مواكبة الأنشطة المطلوبة منه، لذلك نقدم لكم عدد من النصائح الهامة التي تساعد على التخلص من بعض العادات السيئة التي يمارسها الطفل العنيد و التي تؤثر تأثيراً سلبياً على نفسية الطفل و على والديه.

لماذا يكون الطفل عنيد؟

ما أسباب عناد الطفل؟ وهل الخطأ يكمن في تربيته؟ الأمر الذي يجب على الوالدين معرفته هو أن الطفل لا ينشأ عنيدًا من نفسه، بل يكسب هذه الصفة مع الوقت نتيجة تصرفات من حوله و طريقة التعامل معه.

أسباب العناد عند الطفل

الطفل العنيد


هناك أسباب عديدة لظهور العناد لدى الأطفال ومن أهمها: 

1. التدليل المفرط والاهتمام الزائد 

يعد التدليل والاهتمام الزائد من أهم أسباب عناد الطفل، يمكن أن ينشأ الطفل عنيدًا إذا اهتمت الأم أو الأب بالطفل اهتماما مبالغًا به. يؤثر هذا التصرف بطريقة عكسية فتتولد فيه ثقته الزائدة بنفسه تسبب العناد فيما بعد. 

هذا الاهتمام المبالغ قد يتكون أيضاً من تدليل مادي مفرط. تدليل الطفل نفسيًا أو ماديًا يجعله يدرك أن جميع طلباته ستكون مُجابة، وأن مهما حدث سيلبى له جميع طلباته. هذا يعزز من مشاعر العند و الثقة الزائدة بالنفس.

قد تكون المشكلة مشكلة تربية في بعض لأحيان. فعدم تربية الطفل على احترام الكبير تعود الطفل على أن يفعل كل ما يحلو له و في أي وقت إلى أن يبدأ في العناد و لا يتقبل آراء الكبار.

2. إهمال الطفل وتجاهل احتياجاته ومشاعره

ابتعاد الأهل عن التحدث مع الطفل و مناقشته في جميع مشاكله اليومية سواء في المدرسة أو البيت قد يؤدي إلى العناد كطريقة للفة اهتمام أهله. 

لهذا السبب إذا فقد الطفل أحد الوالدين أو عامل أحدهما الطفل بطريقة عنيفة، يجب على الطرف الآخر احتواء مشاعر الطفل و تعويضه عما فقده و إلا ستتحول هذه المشاعر لديه إلى مشاعر زعل، عنف أو عناد. (1)

3. التمييز بين الطفل واخوته

إن معاملة الأطفال بطرق مختلفة عن بعضهم أو معاملة أحد الأطفال بطريقة أفضل من أخوته يسبب له ذلك تعلم العناد الذي عرفه من مبدأ التميز عن الآخرين.

وتشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
  1. سوء الفهم. عندما تبدأ بعض الخلافات في المنزل بين الطفل والوالد، يحدث سوء التواصل. 
  2. عدم النضج.  عندما لا يدرك الأطفال ما هو صواب وما هو خطأ. 
  3. الشوق إلى الحرية. عندما يتم قهر الطفل والتضييق عليه ومنه من اللعب وممارسة هوايته
  4. مقارنة مع الأطفال الآخرين. 
  5. الاستهزاء بالطفل والتوبيخ المستمر.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد حسب عمره

كيفية التعامل مع الطفل العنيد حسب عمره
كيفية التعامل مع الطفل العنيد حسب عمره 


إذا كنت تعانين من العناد لدى طفلك، تابعي القراءة كي تتعرفي إلى الحلول، إليك أهم النصائح للتعامل مع عناد الطفل، وكيفية التعامل مع الطفل العنيد بالطريقة الصحيحة سواء كان في عمر 6 سنوات أو 7 سنوات أو 8 سنوات أو 9 سنوات أو 10 سنوات، أو في عمر 11 سنة، أو في عمر 12 سنة  الى عمر 13 :

1- التحدث والإنصات إلى ما يقوله طفلك

يتسم الأطفال منذ خلقتهم بالعديد من السمات العقلية التي توجد في البالغين. إلا أن الفرق يكمن في تمتع البالغين بالقدرة على التحدث و شرح ما بداخلهم بكل سهولة عن الأطفال، لهذا لا بد أن تنصتي لما يقوله الطفل. تبادل الحوار معًا يمنحك معرفة كل ما يشغل باله و يفكر فيه كما يساعدك على تصحيح مفاهيمه الخاطئة.

فلا يمكن للمدرسة أن تقوم بهذا الدور بمفردها مما يجعل الأهل يتفاجؤون ببعض الممارسات الغريبة للطفل. من هنا يحدث الصدام نظراً لعدم تقبل الطفل للمفاهيم الجديدة التي يمليها عليه أبواه و هنا يبدأ السلوك العنيد للطفل، لذلك يجب الحرص على قضاء بعض الوقت يوميًا في التحدث مع طفلك و بناء علاقة صداقة و مودة لبناء شخصية ذات ثقة.

2- تجنبي تقييد طفلكِ واتركي له الحرية

من الضروري عدم التعامل مع الطفل بمحاولة السيطرة عليه حتى لا يلجأ إلى العند، عدم الإنصات أو عدم تطور شخصيته الفريدة. فمثلًا عندما تجبر الأم طفلها على ارتداء الملابس الشتوية و هو يشعر بالحرارة، حينها لن ينصت الطفل إلى هذا الحديث و سوف يكون رد فعله عنيداً للغاية. (2)

ذلك نظراً لأنه يشعر بضرورة الدفاع عن نفسه و التمسك برأيه في وجه الأم المسيطرة. يكون هدف الطفل في الحياة هو حماية نفسه من أن يتم التحكم فيه من قِبل الآخرين.

 لذلك على الأم أن تترك بعض الحرية لطفلها في التعبير عن رأيه و حرية الاختيار بدلًا من إعطائه أمرًا مباشرًا. من الذكاء أن تعطي الطفل اثنين من الخيارات التي تؤدي إلى نفس الهدف.

3- لا تصرخي في وجه الطفل ولا تضربيه

تجنبي الصراخ المستمر و المباشر في وجه الطفل فهذا يجعله أكثر عناداً و قد يخوفه جداً. استبدلي الصراخ بالشرح في وجهه وأنت تنظري إليه بشكلٍ هادئ و تستمعي له و إلى ما يرغب فيه جيداً.

 اذكري في كلامكِ له أنه رجل أو امرأة، أنه قائد أو قائدة، حتى يمكن التوصل إلى اتفاق بينكما ترون أنه أنسب الحلول خلال الوقت الراهن. بالتالي يتم حل المشكلة بأسلوب هادئ، ليس هذا فحسب بل سوف يساهم هذا الأمر في زيادة الثقة بينكما و يتخلى عن فكرة أن الأب أو الأم هما العدو في حياته. 

احرصي على ألا تجبري طفلكِ على أن يتبع و ينفذ الأوامر حتى لا تخلقي منه شخصية ضعيفة ليس لديها ثقة بنفسها.

4- احرصي على إعطاء طفلك الاحترام

هناك العديد من الأفكار المترسخة منذ القدم أن الصغار لا يستحقون الاحترام لأنهم غير واعيين للحدث الذي يعيشون فيه خلال الفترة الراهنة. تعد هذه الأفكار بمثابة كارثة حقيقية فالطفل يعي ويدرك الأمور جيداً منذ يوم ولادته، إلا انه يستدعي أيضًا كل ما حدث له من قبل عند الحاجة إليه أو عند حدوث حقائق متشابهة.

 لذلك من الضروري أن تعطي الطفل الاحترام والتقدير حتى يصبح الاحترام منهجه في التعامل مع الآخرين في حياته. 

تأكدي من أن طفلكِ سوف يتعامل معكِ مثلما تتعاملين معه، فبادري في أن تجعليه يحترمكِ و يحترم ذاته و بالتالي يحترمه المجتمع برمته. احذري من إهانته خاصة أمام الآخرين فالعواقب سوف تكون وخيمة.

5- كوني قدوة جيدة لطفلك

سلوكيات طفلكِ هي انعكاس لسلوكياتكِ، يجب أن تدركي ذلك جيداً. فالأطفال يسعون إلى تقديم أفضل ما لديهم بمساعدتكِ انتِ. فالأم و الأب هما القدوة الحقيقية لأبنائهم و أساس تنمية شخصيتهم. 

فحاولي أن تضبطي تصرفاتكِ أمام طفلك حتى لا يقلدكِ في سلوكٍ خاطئ بمساعدكِ و أنتِ غير مدركة للأمر. 

تربية الطفل العنيد تحتاج الى بعض المجهودات من الأب والأم معًا، حيث يترتب على هذه التربية إما امتلاك الطفل لشخصية سوية أو أن يزداد عناد الطفل و يفقد الأب و الأم السيطرة على افعاله و سلوكياته.

نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

العناد عند الاطفال
نصائح للتعامل مع الطفل العنيد


التعامل مع الطفل العنيد يمكن أن يكون تحديًا، ولكن هنا بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التعامل معه:

1. البقاء هادئًا: 

حاول الحفاظ على هدوءك وتجنب الاستجابة بغضب أو غضب. الطفل العنيد قد يستفيد من رد فعلك العاطفي، لذا من المهم أن تبقى هادئًا ومتحكمًا في نفسك.

2. التواصل الفعال: 

حاول التواصل مع الطفل بشكل واضح ومباشر. استخدم الكلمات البسيطة والواضحة وأعطه توجيهًا واضحًا بشأن ما يجب عليه فعله.

3. تحديد الحدود: 

قم بتحديد الحدود والقواعد الواضحة للسلوك المقبول وغير المقبول. اجعله يعرف ما يمكنه فعله وما لا يمكنه فعله، وضع عواقب مناسبة عندما يتجاوز الحدود.

4. إعطاء الاختيارات: 

قد يشعر الطفل العنيد بالتمرد إذا شعر أنه ليس لديه أي سيطرة. حاول إعطائه خيارات محدودة للتحكم في المواقف، مثلاً: "هل ترغب في ارتداء القميص الأزرق أم الأحمر؟"

5. الاحترام والتقدير: 

حافظ على احترامك للطفل وتقديرك لمشاعره. حاول أن تفهم ما يشعر به وتظهر له أنك تهتم بمشاعره وتفهم تحدياته.

6. الانتقال إلى نشاط آخر: 

في بعض الأحيان، يمكن أن يكون من المفيد تغيير الانتباه عن السلوك العنيد إلى نشاط آخر يمكن للطفل الانخراط فيه بسهولة.

7. التحفيز والمكافأة: 

قدمي تشجيعًا وثناءً للسلوك الجيد لطفلك عندما يتصرف بطريقة صحيحة. استخدم نظام المكافآت والمميزات لتشجيعه على التصرف بطرق إيجابية والامتثال للقواعد والتوجيهات.


8. التفهم والتواصل: 

حاول فهم السبب وراء سلوك الطفل العنيد. قد يكون هناك عوامل مؤثرة مثل التعب، الجوع، الإرهاق، أو الاستجابة لتغيرات في البيئة. كونك متفهمًا ومتعاطفًا معه يمكن أن يساعد على تحسين التواصل وفهم احتياجاته.

9. الاهتمام بالاحتياجات الأساسية: 

تأكد من أن الطفل مرتاح ومستوى احتياجاته الأساسية مُلبَاة، مثل الطعام، الشراب، النوم، والاحتضان. قد يكون السلوك العنيد بسبب شعوره بالتعب أو الجوع.

10. العمل كنموذج إيجابي:

 يتعلم الأطفال بمشاهدة وتقليد البالغين حولهم. حاول أن تكون نموذجًا إيجابيًا من خلال تصرفاتك وردود فعلك، واستخدم الإيجابية والصبر في التعامل مع الصعوبات.

11. ضمّن الهدوء والاسترخاء: 

قد يكون الطفل العنيد يحتاج إلى وقت للاسترخاء وتهدئة الأعصاب. قدم له بيئة هادئة ومريحة حيث يمكنه الاسترخاء والتهدئة.

12. اطلب المساعدة: 

إذا واجهتك صعوبة في التعامل مع سلوك الطفل العنيد، لا تتردد في طلب المساعدة من الأهل أو المحترفين المتخصصين في التربية الصحيحة للأطفال.

خلاصة الموضوع

يجب أن يتم التعامل مع الطفل العنيد بطريقة إيجابية ومحبة، حيث يشعر بالاحترام والتقدير. من المهم أن تكون الحوارات معه مفتوحة ومبنية على الاحترام المتبادل، وأن تعطيه الفرصة للتعبير عن مشاعره وآرائه بطريقة مناسبة.

علاوة على ذلك، يجب أن تكون الحدود والقواعد متسقة وواضحة للطفل. عندما يعرف بالضبط ما يتوقعه وما هو مقبول وغير مقبول، فإنه يصبح أكثر عرضة للتعاون. يمكنك إعطاء الأوامر بشكل إيجابي بدلاً من النهي، مثل "من فضلك، اغسل يديك" بدلاً من "لا تلمس هذا".

يجب أن تتجنب العقاب الجسدي أو الصراخ، وأن تحاول بدلاً من ذلك استخدام تقنيات الانتقال وإعادة التوجيه. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يرفض القيام بمهمة محددة، فاستخدم تقنية التحويل بتوجيهه إلى مهمة أخرى مشوقة يمكنه القيام بها.

أخيرًا، لا تنسى أن الصبر والثبات أمران حيويان. يحتاج الطفل العنيد إلى الوقت لتعلم التحكم في نفسه والتعايش مع القواعد والتوجيهات. كونك مستعدًا لتكرار التوجيهات وتذكيره بالسلوك المتوقع وتوفير الدعم والتشجيع سيساعده في النمو وتحسين سلوكه.

لا تنس أن كل طفل فرد فريد، وما يعمل مع طفل قد لا يعمل مع طفل آخر. قد تحتاج إلى تجربة استراتيجيات مختلفة وضبطها وفقًا لاحتياجات وشخصية طفلك العنيد.