قصة صنع اول فرشاة اسنان للأطفال والدرس المستفاد منها |
قصة صنع اول فرشاة اسنان للأطفال هي درس تعليمي لكل رائد اعمال، ولكل صاحب مشروع جديد، حيث تتضمن سر من اسرار النجاح في ريادة الاعمال.
كما تبين لنا هذه القصة الفرق بين التفكير النظري والتفكير العملي التجريبي، وتؤكد لنا أهمية التفكير العملي والتطبيقي، وتوضح لنا ان التفكير النظري وحده غير كافي للنجاح سواء في ريادة الاعمال او في في الكثير من الأمور في الحياة.
قصة صنع اول فرشاة اسنان للأطفال
في بداية القرن العشرين بدأت الشركات تتنافس في بيع معجون الأسنان وفرشاة الأسنان للبالغين. وبعد بضع سنوات، كانت هناك متطلبات جديدة في السوق لفرشاة الأسنان للأطفال.
أدركت بعض الشركات جيدًا أن الشركة التي ستخرج بالمنتج أولاً، سيكون لديها احتمالية أكبر للسيطرة على السوق.
لذلك بدأت الشركات في التنافس لإنتاج فرشاة خاصة بالأطفال.
اتبعت الشركات الأولى التفكير النظري والنهج المنطقي المجرد، بدلاً من التفكير العملي التجريبي.
وافترضت انه نظرًا لأن البالغين لديهم أيدي كبيرة، فهم بحاجة إلى فرشاة أسنان طويلة. بينما الأطفال لديهم أيدي أصغر، إذن فإنهم يحتاجون إلى مقبض صغير ورقيق وفرشاة أسنان قصيرة.
لذلك، دون أي تفكير ثانٍ وللحصول على حصة أكبر في السوق، قامت هذه الشركات بالإسراع الى تصميم وإنتاج فرشاة أسنان الأطفال في غضون أسابيع قليلة بناء على التفكير النظري فقط وطرحتها في الاسواق.
على الجانب الآخر، اعتمدت احدى الشركات التفكير العملي التجريبي وأجرت بحثًا ميدانيًا مكثفًا. وذهب أصحابها إلى عشرات الأطفال ولاحظوا كيف يمسكون فرشاة الأسنان وينظفون أسنانهم.
كما أنهم أخذوا تعليقات من الأطفال مباشرة حول رغباتهم واستمعوا لملاحظاتهم.
بعد البحث والتحري، قررت هذه الشركة أن الأطفال يحتاجون إلى فرشاة أسنان مماثلة للبالغين في طول المقبض لكن مع مقبض سميك ورأس صغير وشعيرات قصيرة.
والسبب هو تشبث الأطفال بفرشاة الأسنان بكامل قبضتهم بدلًا من إمساك فرشاة الأسنان بأصابعهم كبالغين.
وهكذا، بدلًا من صنع فرشاة أسنان صغيرة بمقبض رقيق وقصير، استخدموا فرشاة أسنان بمقبض طويل وسميك، مما يساعد الأطفال على إمساك الفرشاة بفعالية والتحكم فيها جيدا.
بالإضافة إلى ذلك، أضافوا ألوانًا مختلفة ورسومات وشخصيات كرتونية إلى فرشاة الأسنان لجعلها أكثر جاذبية للأطفال.
أطلقوا فرشاة الأسنان في السوق، وكانت المفاجأة أن باعت هذه الشركة عددًا قياسيًا من فرشاة الأسنان الخاصة بها في غضون بضعة أشهر. بدأت بالسيطرة على الأسواق ثم أصبحت لها حصة الأسد في السوق، في حين تراجعت مبيعات الشركات الأولى بشكل مهول.
الدرس المستفاد من القصة
التفكير العملي التجريبي والتطبيقي هو سر النجاح في ريادة الأعمال وليس التفكير النظري المجرد، بحيث يجب أن نعتمد التفكير العلمي والتجريبي في بناء معرفتنا وفهمنا لما هو مطلوب لتحقيق أهدفنا.
يساعد الوقت الجيد الذي نقضيه في المراحل الأولية في التفكير العملي على اكتساب الثقة على المدى الطويل.
لا تذهب للاختصارات والتنظيرات المجردة. فالتفكير النظري المجرد وحده غير كافي ، سوف يمنحنا فقط نجاحًا فوريًا ثم يتلاشى. لكن للمحافظة عليه باستمرار، نحتاج إلى التفكير العملي التجريبي في حياتنا.