الفرق بين الاستعمار والاحتلال ومعنى كل منهما


- 02:12
الفرق بين الاستعمار والاحتلال ومعنى كل منهما
الفرق بين الاستعمار والاحتلال ومعنى كل منهما

تتداول وسائل الإعلام كثيرا مصطلحي الاستعمار والاحتلال، دون ان يدرك الكثير من الناس ما هو الفرق بين الاستعمار والاحتلال؟

 وقد يظن البعض أن لهما نفس المعنى، ولكن في الحقيقة هناك فرق جوهري في المعنى بين مفهوم الاستعمار ومفهوم الاحتلال.

إليك في هذا المقال شرح الفرق بين الاستعمار والاحتلال ومعنى كل منهما، قراءة ممتعة:

الفرق بين الاستعمار والاحتلال

الاستعمار والاحتلال عبارة عن مصطلحين يشيران إلى وجود قوة خارجية تسيطر على بلد أو منطقة. ومع ذلك، هناك فروق بين الاثنين.

الاستعمار هو عملية سياسية واقتصادية تتمثل في سيطرة دولة أو إمبراطورية على بلد آخر أو منطقة، وتحويلها إلى جزء من إمبراطورية الدولة المسيطرة. وعادة ما يتم تحقيق ذلك عن طريق استخدام القوة العسكرية والاقتصادية والثقافية لإجبار السكان على الاندماج في النظام الاستعماري المفروض عليهم والخضوع له.

أما الاحتلال، فهو سيطرة عسكرية مؤقتة على بلد أو منطقة معينة من قبل قوة خارجية، وبشكل عام يتم تحقيق ذلك عن طريق الغزو أو الاجتياح. ويهدف الاحتلال في الغالب إلى تحقيق أهداف عسكرية أو سياسية محددة، وعادة ما يتم احتلال الأراضي الأجنبية لفترة مؤقتة لأهداف معينة.

ومن أهم الفروق بين الاستعمار والاحتلال أن الاستعمار عادة ما يتم بشكل دائم ولفترات طويلة، بينما يعتبر الاحتلال مؤقتًا وقد يستمر لفترة قصيرة. كما أن الاستعمار يتضمن عادة تحكمًا شاملا في الاقتصاد والحكم والثقافة، بينما يقتصر الاحتلال على السيطرة العسكرية والحكم الإداري المؤقت دون تغيير هوية البلد المحتل.

معنى الاستعمار

الاستعمار Colonization كما سلف ذكره، هو عملية سياسية واقتصادية وثقافية شاملة تتمثل في سيطرة دولة أو إمبراطورية على  بلد آخر، وضمه بالقوة الى حكمها واستغلاله. 

وعادة ما يتم تحقيق ذلك عن طريق استخدام القوة العسكرية والاقتصادية والثقافية لإجبار سكان البلد المستعمَرة على الخضوع والاندماج في حكم الدولة المستعمِرة.

وتتضمن عملية الاستعمار عادة تحكمًا شاملا في الاقتصاد والحكم والثقافة، حيث تستغل الدولة المستعمرة الموارد الطبيعية والعمالة الرخيصة لتحقيق مكاسب اقتصادية وزيادة النفوذ السياسي والاستراتيجي.

وعادة ما يتم تحقيق ذلك عن طريق السيطرة على المؤسسات والمنشآت الرئيسية وتعيين مسؤولين موالين للدولة المستعمرة.

وتعتبر عملية الاستعمار من أبرز الممارسات الاستعبادية التي تعرضت لها البشرية على مر التاريخ، حيث تسببت في تدمير الثقافات الأصلية وتهجير الملايين من السكان وتحويلهم إلى عمال رخيصين في خدمة الدولة المستعمرة. 

ورغم أن الاستعمار قد تلاشى بشكل عام من جل بلدان العالم اليوم، إلا أن آثاره لا تزال قائمة على المجتمعات المستعمرة في شكل اضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.

معنى الاحتلال

الاحتلال Occupation أو الاحتلال العسكري Military occupation هو عملية عسكرية يتم فيها السيطرة على بلد أو منطقة معينة مؤقتا من قبل قوة عسكرية خارجية، وتستخدم الاجتياح والقوة العسكرية غالبا لتحقيق هذا الهدف.  وغالبا ما يكون الاحتلال عسكريا. (1)

وعادة ما يتم احتلال منطقة معينة بعد حرب أو صراع، وتشمل عمليات الاحتلال استيلاء المنطقة المحتلة على السيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية والقانونية.

ويتميز الاحتلال عن الاستعمار بأن الدولة المحتلة لا تهدف إلى إدارة المنطقة المحتلة كجزء من أراضيها، بل تستخدمها لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية. وغالبًا ما يتم تحقيق ذلك من خلال توسيع النفوذ والتأثير على المنطقة المحتلة وإضعاف قدرتها على المقاومة.

وتترتب على عمليات الاحتلال تداعيات سلبية على السكان المحليين، حيث يتم مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم وحرمانهم من حقوقهم وحرياتهم الأساسية. كما يتم تشكيل المنطقة المحتلة وفقًا لمصالح الدولة المحتلة دون اعتبار للثقافة والهوية والحقوق الأصلية للسكان المحليين.

ويعتبر الاحتلال غير قانوني وغير أخلاقي ويتم معارضته بشدة على المستوى الدولي، حيث ينتهك الحقوق الإنسانية الأساسية ويؤدي إلى تفاقم الصراعات والانقسامات في المنطقة المحتلة.


الفرق بين الاستعمار والاحتلال في القانون الدولي

الاستعمار والاحتلال كلمتان تشيران إلى وجود قوة أجنبية في دولة أخرى، ولكنهما تختلفان في القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.

الاحتلال يحدث عندما تقوم قوة مسلحة بدخول دولة أخرى والسيطرة على أراضيها ومواردها بالقوة. وتكون هذه القوة غير شرعية بموجب القانون الدولي. 

ويتعين على القوة المحتلة احترام القانون الدولي وحقوق السكان المحليين،  والاعتراف بسيادة الدولة الأصلية، أو حق تقرير المصير.

أما الاستعمار فهو عملية تستغرق وقتًا أطول وتشمل استعمار الأراضي والموارد والسيطرة الاقتصادية والسياسية على دولة أخرى. ويتم الاستعمار عادةً بطرق غير شرعية، مثل القوة العسكرية والهيمنة الثقافية والسيطرة على الاقتصاد والتجارة. وتكون السيطرة الاستعمارية مؤسسية ورسمية، ولا تقتصر على الأراضي والموارد فحسب، بل تمتد إلى الثقافة والتعليم والسياسة والحكومة والمجتمع.

يجرم القانون الدولي الاستعمار والاحتلال، ويعتبرهما انتهاكًا لحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ويطالب بالحفاظ على سيادة الدولة الأصلية وحقوق سكانها.

تم تحديد قانون الاحتلال بشكل أساسي في لوائح لاهاي لعام 1907 بشأن قانون الحرب على الأرض وأيضًا في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949. الاستعمار ، من ناحية أخرى ، غير قانوني لأن الاستعمار هو في الأساس إنكار لحق الشعب لتقرير المصير الذي تضمنه مواثيق الأمم المتحدة. وقد حدد المجتمع الدولي ثلاثة أنظمة معادية لحقوق الإنسان - الاستعمار والفصل العنصري والاحتلال الأجنبي. (2)

الاستقلال ومقاومة الاستعمار

قاومت جل الشعوب المستعمَرة الاستعمار وطالبت بالاستقلال، ويعد القضاء وإنهاء الاستعمار في العالم من أهم أهداف الأمم المتحدة، فعندما أسست الأمم المتحدة في عام 1945، كان نحو 750 مليون نسمة، أو ما يقرب من ثلث سكان العالم وقتئذ، يعيشون في أقاليم تابعة لقوى استعمارية. 

واليوم استقلت الكثير من البلدان من الاستعمار، ولم يتبق من تلك البلدان الأقاليم المستعمرة سوى سبعة عشرة إقليما يعيش فيها أقل من مليوني نسمة. (3)

وقد ظهرت موجة إنهاء الاستعمار، التي غيرت وجه المعمورة، مع ظهور الأمم المتحدة وتعد أول نجاح كبير لهذه الهيئة العالمية. (4)