قصة الضفدع والماء الساخن والعبرة والحكمة منها |
قصة الضفدع والماء الساخن هي قصة مشهورة ومعبرة، وهي من القصص التعليمية الجميلة المتداولة كثيرا على الأنترنت في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي وتسمى أيضا قصة الضفدع المغلي.
وهي قصة قصيرة عن تجربة توضح كيف أن الافراط في التضحية والتحمل المستمر للظروف السيئة أحيانا قد يكون سببا في هلاكنا أو في فقدان إنسانيتنا.
واليك في ما يلي قصة الضفدع والماء الساخن والعبرة والحكمة منها، قراءة ممتعة:
قصة الضفدع والماء الساخن
في تجربة غريبة قاموا بوضع ضفدع في قدر مملوء بالماء البارد، ووضعوا القدر على النار، فكان كلما سخن الماء، يعدل الضفدع درجة حرارة جسمه تدريجيا، كي بتأقلم مع حرار الماء، فتظل المياه عادية ومقبولة لجسمه، إلى أن وصل الماء لدرجة الغليان لم يستطيع احملها، ومات الضفدع في التجربة.وبدأ العلماء القائمون على التجربة في دراسة سلوك الضفدع الذي مع ارتفاع درجه حرارة الماء يعدل حراره جسمه تدريجيا، حتى وصل الى درجة لم يستطيع التحمل وفقد القدرة على الحركة فمات بفعل درجة الحرار العالية.ورغم أن الوعاء الذي وضعوا فيه الضفدع كان مفتوحا من أعلاه، ومع ذلك لم يحاول القفز للخروج من الوعاء حتى في حال غليان الماء إلى أن مات.كانت تجربة غريبة وتوصل الناس إلى أن الضفدع استخدم كل طاقته في معادلة درجة حرارته وتأقلمه مع المناخ من حوله على الرغم من صعوبته، إلى أن وصل لدرجة أنه لم يتبقى لديه أي طاقة للتأقلم ، ولا أي طاقة للحركة لإنقاذ نفسه.واستنتجوا أن الذي قتل الضفدع ليس الماء المغلي، ولكن إصرار الضفدع على التأقلم مع الوسط الذي وجد نفسه فيه، إلى الحد الذي أفقده الطاقة اللازمة للتحرك لإنقاذ حياته.
فيديو تجربة وضع الضفدع في الماء المغلي
تقول القصة أنه إذا وضعت ضفدعًا مباشرة في قدر من الماء المغلي فسوف يقفز على الفور هربا من الماء الساخن. لكن إذا وضعته في إناء مليء بالماء البارد بشكل لطيف وقمت بتسخينه تدريجيًا ، سيبقى الضفدع في الماء يتكيف مع ارتفاع الحرارة حتى الموت.
العبرة من قصة الضفدع والماء الساخن
العبرة من حكاية الضفدع المغلي أنه عندما نصر على البقاء في بيئة مضرة لنا أكثر من كونها مفيدة فإننا نبدأ بخسارة أنفسنا تدريجيًا حتى نصل لخسارتها كليًا.
وهناك بعض الأشخاص مثل الضفدع لا يرون أي باب آخر سوى التحمل والتأقلم حتى لو كانت البيئة غير مناسبة له.
فالكثير من الناس قد يفقدون أنفسهم تدريجيا بالفعل في خضم محاولاتهم للتأقلم مع الظروف السيئة، أو الأشخاص السامة، أو نيل الإعجاب أو تقليد الآخرين، بدل الابتعاد عن كل الظروف والأجواء السامة والتوقف عن واهدار طاقتهم، والعمل على تحرير النفس وتعزيز قيمتهم الحقيقية.
وذلك باستغلال طاقتهم التي يمكنهم زيادتها بالأعمال والعلاقات الإيجابية، بدلاً من هدرها في محاولات يائسة للقبول والتأقلم مع وضع غير صحي وغير مناسب، حتى أنهم لا يدركون وجود مخرج بسبب انشغالهم بمثل هذه المحاولات.
أنظر أيضا: قصة الضفدع والارنب والمغزى منها.
الحكمة من قصة الضفدع والماء الساخن
في حياتك عندما تكون في علاقة، أي نوع من أنواع العلاقات الإنسانية، ولم تكن مستريحا وتحاول أن تأقلم نفسك وتتنازل عن قيمك وتستخدم طاقتك الجسدية، والنفسية والعقلية، والعصبية، إلى أن تصل لفقدان كل طاقتك، بالتالي فقدان نفسك وانسانيتك وتصبح عبدا.
فالعلاقات السامة مهما كان نوعها يجب أن تنتهي لأنها مدمرة، تمتص طاقة الشخص وتقضي عليه تدريجيا، والشيء الذي يفوت الأشخاص أثناء تمسكهم بعلاقات مماثلة هو أنّ الأشخاص السامين الذين يتمسكون بهم لا يتغيرون أبدا والأسوأ أنهم يتغدون على تعاسة غيرهم.
وأيضا غالبًا ما تُستخدم دلالة هذه القصة في الاقتصاد والأعمال والتسويق للإشارة إلى أنه يجب إدخال التغيير تدريجيًا حتى يكون ناجحًا. كما توضح القصة أيضًا جانبًا من جوانب علم النفس البشري: نحن نميل إلى قبول الأشياء التي تتسلل إلينا ببطء ولكن بثبات، حتى عندما تسيطر على حياتنا. لكن ذات يوم نستيقظ ونجد أنفسنا في الماء المغلي. وهذه هي طبيعة الإفراط والاستهتار المستمر.