قصة جميلة عن حسن التربية والتعليم والعبرة منها


- 11:25
حسن التربية والتعليم
قصة جميلة عن حسن التربية والتعليم والعبرة منها

هذه قصة جميلة عن التربية الحسنة والتعليم الجيد، وهي عبارة عن تجربة عن التربية الإيجابية، وتأثيرها القوي وتطوير وتنمية مهارات وقدرات الأطفال الى الأحسن، وهو ما تؤكده هذه القصة التالية.

وتبين هذه القصة أيضا أسلوب بيداغوجي رائع جدا، ويمكن أن يكون منهاج يأخذ في التدريس، وأن طريقة التعامل  الصحيح مع الأبناء والطلاب يمكن أن تكون لها نتائج مذهلة.

ومن الجميل ان ترى نتائج اعمالك في أطفال تم تعليمهم بطريقة ذكية وتربيتهم أحسن تربية، فهم فقط من سيساهمون في تنمية بلادهم وسيردون المعروف يوما ما لمن علمهم احسن تعليم لانهم لا يحملون غير النقاء في قلوبهم.

واليك في يلي هذه القصة القصيرة الجميلة عن حسن التربية والتعليم والعبرة منها، قراءة ممتعة: 

قصة جميلة عن حسن التربية والتعليم

أحد المعلمين يقول:
انتقلت للعمل في مدرسة ابتدائية أخرى، فمنحني المدير قسم السنة الثالثة، واستدعاني إلى مكتبه، وقال لي سأصارحك القول:

نملك ثلاثة أفواج للسنة الثالثة، وهذا الموسم الدراسي قررنا مع باقي زملائك أن نجعل فوجين منهم يضمون أحسن التلاميذ، والفوج الثالث وهو فوجك انت كل تلاميذه ميؤوس منهم ، وعلى الأغلب سيطردون في نهاية العام. فإن استطعت أن تنتشل منهم ثلاثة أو أربعة تلاميذ من الطرد فلك كل التقدير، وإن لم تستطع فلا لوم عليك، فحتى أوليائهم يعرفون ضعف مستواهم.

يقول صاحبنا:
دخلت إلى القسم وسألت كل طالب: "ماذا تحب أن تصبح عندما تكبر ؟".
بعضهم قال ضابطا، وبعضهم قال طبيبا، والآخر قال مهندسا.
ابتهجت في نفسي كثيرا وقلت: "الحمد لله ان أحلامهم لم تمت بعد".

في اليوم الثاني أعدت توزيع جلوس الطلاب بحسب مهن أحلامهم، بحيث يكون الضباط بجانب بعضهم، والأطباء بجانب بعضهم، وكذلك الحال بالنسبة للمهندسين، وهكذا.
وكتبت لكل واحد منهم لقبه على دفتره:
الضابط محمد !
الدكتور مصطفى !
المهندسة شيماء !

وبدأت أمارس مهنتي كمعلم لهؤلاء الطلاب وأنا واضع بذهني أنهم كغيرهم من التلاميذ وليسوا ضعفاء كما يوصفون.

وبالطبع وجدت منهم من يخطئ ومن يتكاسل ومن لا يكتب الواجب الخ الخ.

 وهنا جاء دور العقاب . !!

ولكن عقابي كان مختلفا، فأنا لا أضربهم مثل معظم المدرسين. بل كنت فقط أسحب اللقب من المعاقبين وبالتالي أسحب منهم احلامهم وأجلسهم في مكان خاص بالقسم أسميناه "الشارع" مما يزعجهم ويجعلهم يضاعفون جهودهم للرجوع لمكانهم ولقبهم المفضل.

 وبهذا الشكل ارتفع مستوى الطلاب في الصف و أخذوا يحلون الواجبات المنزلية، ويدرسون باجتهاد كبير وتنافس شريف وكنت أشجعهم أحيانا بهدايا كل واحد هديته تخص مجال حلمه.

ومع انتهاء الثلاثي الأول أحب كل تلاميذي الصف والدراسة والمدرسة والمدرس...وصرت نادرا ما أجلس أحدهم في "الشارع ".

اما بنهاية العام والحمد لله فقد تفوق فوجي على الفوجين الآخرين وبفارق كبير.

سألني المدير وباقي الزملاء: "بربك قل لنا ما هي طريقة التدريس التي غيرت بها من حال هؤلاء التلاميذ و رفعت مستواهم بشكل خيالي؟"

فكان ردي: "طرقتي في التدريس من طرقكم، وأسلوبي لا شك لا يختلف عن أساليبكم، لكن أنا فقط أنا جعلت كل تلميذ يدافع عن حلمه".

العبرة من القصة

التربية والتعليم
التربية الحسنة والتعليم الجيد هما أساس تقدم الأمم

العبرة من ان القصة هي  أن لطريقة تعليم وتربية الأطفال تأثير قوي على نجاح الأطفال وحسن سلوكهم، ومما يلاحظ في بعض البلدان أن نسبة ضعف التعليم من الأول ابتدائي إلى الباكالوريا يرجع الى طريقة التدريس والتربية السيئة والى إهمال بعض السادة الأساتذة القيام بما يتوجب عليهم القيام به على احسن وجه.

ففي كل انسان بذرة خير، وبفضل الله والمعاملة الحسنة، والكلمة الطيبة، والدعم اللازم،  تنتعش وتزدهر وتثمر هذه البذرة وتثمر شجرة طيبة.

فيا معشر الأولياء والمعلمين اجعلوا أبنائكم يدافعون عن أحلامهم بكل الطرق وادفعوهم لتحقيقها دفعا، واحسنوا معاملتهم، والله هو الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.