قصة علمته الرماية فلما اشتدَّ ساعِدهُ رَماني كامله


- 08:21
الرماية بالقوس مثل عربي
قصة علمته الرماية فلما اشتدَّ ساعِدهُ رَماني كامله


ستجد في هذا الموضوع  قصة المثل العربي علمته الرماية فلما اشتدَّ ساعِدهُ رَماني كامله، وهو مثل عربي قديم يتداول بضيع مختلفة منها أيضا، علمته الرماية فلما اشتد عضده رماني. ومنها أيضا: علمته نظم القوافي فهجاني، وهو من الأمثال العربية الشهيرة والمعبرة.

ويتداول أيضا في شكل بيت شعري: 
  • أعلِّمُه الرمايةّ كلّ يــومٍ
  • فلمّا اشتدّ ساعدُه رماني 

وتُعرّف الأمثال العربية القديمة على انها جملة أو عبارة قيلت في مجلس أو مناسبة خاصة، ثمّ صارت مثلا يذكر في كل مناسبة  لما فيها من حكمة بليغة.

 ولكي تصير أي جملة أو عبارة مثلاً شائعا بين الناس، فلا بد من اشتمالها على الإيجاز وحسن التشبيه، وإصابة المعنى وحسن الكناية.


ومن هذه الامثال المشهورة، الدائرة بين الناس قولهم المثل الآتي عندما يتنكر الفرد لمن أحسن إليه:
أعلِّمُه الرمايةّ كلّ يـــومٍ
فلمّا اشتدّ ساعدُه رماني

وقد اختلف الرواة في نسبة هذا البيت، فقال بعضهم هو لمالك بن فهم الازدي، وزعم بعضهم انه لأوس بن معن المزني، والغالب في كتب الأدب انه لمعن بن اوس المزني.

قصة علمته الرماية فلما اشتدَّ ساعِدهُ رَماني

فأما الرواة  الذين زعموا ان هذا البيت الشعري لمالك بن فهم، فقد قالوا أن مالك بن فهم حكم هو وعشيرته في احدى المناطق، وكان له عدة أولاد.

 وفي يوم من الأيام جعلهم يتناوبون على الحراسة في كلّ ليلة، وكان اصغرهم هو المقرّب لديه واسمه سليمة، فغار منه اخوته وكادوا له عند أبيه، فقالوا له ان سليمة ينام اثناء حراسته لك.

 فقام مالك بالتخفّي للتأكد مما قاله أبناؤه عن سليمة، فأحسّ الأخير بصوت بين الظلام، فتناول سهمه وقوسه ليرمي، فناداه ابوه أن لا ترمِ انا ابوك، فأجابه يا ابت لقد بلغ السهم مقصده، ورمى والده وكان السبب في موته.

 فقال ابوه وهو في آخر رمق من حياته الأبيات المشهورة التالية:

علمته الرماية فلما اشتدَّ ساعِدهُ رَماني كامله

  1. فيا عجباً لمن ربيت طفلاً
  2. أُلقّمه بأطراف البنانِ
  3. أعلِّمه الرمايةَ كلّ يومٍ
  4. فلما اشتدّ ساعدُه رماني
  5. وكم علّمتُه نظْمَ القوافي
  6. فلمّا قالَ قافيةً هجاني
  7. أُعلّمُه الفتوّةَ كلّ وقتٍ
  8. فلمّا طرّ شاربُه جفاني
  9. رمى عيني بسهم أشقذيّ
  10. حديدٍ شفرتاهُ لهذُمان
  11. توخّاني بقدحٍ شكّ قلبي
  12. دقيقٍ قد برَته الراحتانِ
  13. فلا ظفرتْ يداه حين يرمي
  14. وشلّتْ منه حاملةُ البنانِ
  15. فابكوا يا بنيّ عليّ حولاً
  16. ورثّوني وجازوا من رماني
  17. جزاهُ اللهُ من ولدٍ جزاءً
  18. سليمةَ إنه شراً جَزاني

معنى علمته الرماية فلما اشتدَّ ساعِدهُ رَماني

هذا المثل العربي أو الأبيات تضرب مثلاً لمن يجازي الاحسان بالسوء، وعلى الرغم من فعل هذا الرجل بوالده الا اننا نلحظ ان الشاعر أراد ان يعطي فرصة لابنه للهروب من عقاب اخوته، حينما طلب منهم ان يبكوه عاما كاملاً ثم يحاسبون قاتله وهو ابنه.

قصة أخرى للمثل

اما الذين قالوا بان الابيات منسوبة للشاعر معن بن أوس، فقالوا انه قالها في ابن اخت له كان قد احسن اليه وقربه الا انه لم يكن كما ظنوا به، فقال الشاعر تلك الابيات.

وفي جميع الأحوال يظل هذا المثل العربي القديم من أروع الأمثلة في الثقافة العربية، فالمثل اذاً عبارة فنية سائرة بين الناس مصاغة لتصوير موقف او حادثة تُستخلص منها خبرة إنسانية يمكننا استعادتها في حلة أخرى مشابهة لها، وهو ما يستوفيه هذا المثل العربي تماما.