قصة ومعنى المثل الكلاب تنبح والقافلة تسير


- 00:37
قصة ومعنى المثل الكلاب تنبح والقافلة تسير
قصة ومعنى المثل الكلاب تنبح والقافلة تسير

الكلاب تنبح والقافلة تسير، هو مثل عربي قديم، وتتجلى رمزية ودلالة هذا المثل في عدم تأثير كلام الحاقدين والسلبيين في مسيرة الانسان الواثق من نفسه نحو النجاح، بالرغم من محاولة الحاقدين إفشال هذا النجاح بكلامهم وانتقاداتهم المغرضة. أي مهما طال نباح الكلاب (أي أعداء الناجحين) ستكمل القافلة مسيرتها (نجاحها).

وقد جاء هذا المثل العربي القديم  من ظاهرة تحصل للقوافل. حين تمرّ القافلة بالقرب من مجمعات سكنية ريفية أو بدوية، فإن كلاب الحراسة في تلك المجمعات تنبح لأنها مدرّبة على النباح حين يقترب أي غريب.

وأليك في ما يلي  قصة ومعنى المثل الكلاب تنبح والقافلة تسير، وشرح أصل هذا العربي القديم، ومن القائل، ومعناه بالإنجليزية والفرنسية، وفي النهاية ستجد أمثال عربية أخرى مشابهة في المعنى، وأبيات شعرية من نفس المنوال، قراءة ممتعة:

الكلاب تنبح والقافلة تسير من القائل؟

تنسب هذه المقولة الشهيرة والحكمة البليغة إلى الإمام الشافعي رحمه الله عليه، وقد اختلفت بعض المصادر في قصتها، غير أنها تؤكد أن أصلها الأول جاء بالعبارة التالية "دع الكلاب تنبح والقافلة تسير". 

وهناك روايات مختلفة لأصل المثل: الكلاب تنبح والقافلة تسير، منها رواية تقول أنه يرجع أصل هذا المثل إلى أحد مقولات الإمام الشافعي، حيث يعد الإمام الشافعي ثالث الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، وكانت كلماته ميزان من الذهب، لذا فقد أشتهر بذكائه وفطنته وسداد رأيه، وفي يوم من الأيام أغضبه أحد الأشخاص الحاقدين عليه، فرد عليه الإمام الشافعي بأبيات من الشعر قائلاً:
  • قل ما شئت بمسبتي ...
  • فسكوتي عن اللئيم هو الجواب
  • لست عديم الرد لكن ...
  • ما من أسد يجيب على الكــــلاب

حيث قصد الإمام الشافعي بهذه الابيات، أنه لا يوجد مانع بأن يقوم الحاقدون بسب الناجحين، لأنهم في نهاية الأمر، هم أعداء النجاح، كما يرى أن عدم الرد عليهم هو أفضل جواب، لأنهم لا شيء فحديثهم مثل نباح الكلاب، لن تؤثر في مسيرة نجاح وتفوق الناجحين، ومن هنا جاءت مقولة "القافلة تسير والكلاب تنبح" حسب الرواية.

ولكن هناك روايات أخرى حول أصل  وقصة هذا المثل العربي القديم، منها هذه القصة: 

قصة المثل الكلاب تنبح والقافلة تسير

رغم أنه يقال بأنه لا توجد قصة واقعية للمثل الكلاب تنبح والقافلة تسير. لكن هناك قصة أوردها احد الخطباء عن أصل هذا المثل، وهي كالتالي: 
كان هناك في قديم الزمن تاجر كبير يقود قافلة من الجمال محملة بالبضائع، وبينما كانت القافلة تمر على قرية بالطريق رأتها مجموعة من الكلاب، فبدأت تنبح القافلة، فقال طفل صغير لجدته إن الكلاب تبح القافلة، فقالت الجدة: الكلاب تنبح والقافلة تسير، بمعنى أنه لا تأثير لنباح الكلاب على سير القافلة نحو وجهتها،  فأصبحت مقولة الجدة مثلا يتوارثه الناس.

أنظر أيضا: قصة المثل العربي: ليس كل مرة تسلم الجرة .

معنى المثل الكلاب تنبح والقافلة تسير

معنى المثل العربي الكلاب تنبح والقافلة تسير يشير إلى فكرة أنه لا تأثير لكلام الناس الحاقدين على عزيمة الانسان الذي يسعى للنجاح والذي يسير بباث نحو هدفه.

المقصود بالمثل حرفيا هو أن نباح هذه الكلاب لا يؤثر على مسير القافلة، فهي تستمر في طريقها رغم النباح. وهذه الكلاب ستستمر بالنباح حتى تبتعد القافلة، توقف القافلة لن يمنع الكلاب من النباح.

المقصود مجازا هو أن كلام الحاسدين والحاقدين والعوازل بحد ذاته لن يؤثر على الأفعال العظيمة أو الإنجازات القيمة، وما يؤثر في الحقيقة هو التوقف عن العمل خوفا من كلام هؤلاء لا الكلام نفسه.

وهذا التوقف لن يُسكت الأعداء  والمحبطين، بل ما سوف يسكتهم هو الابتعاد عنهم والوصول إلى الهدف وتحقيق النجاح. 

والكلام هنا يُشبَّه بنباح الكلاب (بالطبع لا يُقصد به النصائح المخلصة بل التعليقات الحقودة أو الغيورة أو الحسودة) والعمل بالقافلة.

وهذا المثل العربي هو الرد الوحيد على الأشخاص الحاقدين والحاسدين، أحيانا تجد هناك مجموعة من الأشخاص ينتظرون أخطاءك للإيقاع بك مهما كنت متميزا وناجحا عنهم، فهؤلاء الحاقدون يعانون من جميع الأمراض النفسية والعصبية التي أصيبوا بها نتيجة لإحساسهم بالعجز امام ما تفعله انت، إن هؤلاء الحاقدين مصابون بالنقص وجميع أعراض الغيرة والتشهير . وإن هذا المثل يعير تماما عن موقفهم عندما يحاولون احباط  من يخطو نحو النجاح.

الكلاب تنبح والقافلة تسير بالانجليزي

من المحتمل أن يكون هذا المثل العربي القديم ، قد أنتقل حرفيا الى  العديد من اللغات الأوروبية والآسيوية، ونجده في الإنجليزية بهذا التعبير: 
The dogs bark, but the caravan goes on
أو
The dog barks, the caravan progresses

الكلاب تنبح والقافلة تسير بالفرنسية


تمت ترجمة هذا المثل العربي الى الفرنسية أيضا وهو متداول في الكتابات الفرنسية بهذه الصيغة: 
Les chiens aboient et la caravane avance

الكلاب تنبح والقافلة تسير بالعامية

في العامية يقال "الكلب بيعوي وبعدين بيسكت" واستعماله هنا يكون لغرض ان الشخص قد يتكلم كثيرا حتى يمل و يسكت أخيرا عندما يدرك أن لا تأثير لكلامه السلبي على عزيمة وإرادة وانجازات الناجحين.

الكلاب تنبح والقافلة تسير تويتر

دع الكلاب تنبح كما تشاء..
 فلا يهز الأسود نباح الكلاب..
 فالأسود اسود والكلاب كلاب
مهما حاولت تقليد زئير الأسود
تبقى الكلاب تنبح والقافلة تسير
- يعقوب بن يوسف twitter

الكلاب تنبح والقافلة تسير فيس بوك

يحب رواد الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي كتابة معاني هذا المثل العربي بصيغ أخرى في منشوراتهم وبوستات الفيس بوك وتلقى اعجابا و تفاعلا كبيرا ومنها مثلا: 

لا يرعب السباع نباح الكلاب في الدجى
دع الكلاب تعوي والرجال تمضي للعلى
السباع مجموع سبُع وهي الأسود الضارية، والدجى هو الظلام الدامس.

وهناك الكثير من الامثال المشابهة لهذا المثل العربي القديم، وبل وهناك الكثير من الأبيات الشعرية التي قبيلة على منوال هذا المثل، ومنها:

دع الكلاب تعوي والرجال تمضي للعلى

من الابيات الشعرية التي صيغت على منوال "القافلة تسير و الكلاب تنبح " هي " دع الكلاب تنبح كما تشاءُ فلا يهزنّ نباحَ الكلاب أسودُ "  وأيضا "دع الكلاب تعوي و الرجال تمضي للعُلى".

وهذه الأمثال أو بيوت الشِعر معناها الجوهري يتجلّى في ترفُعك عن الحاسدين و الحاقدين و عدم تضييع الطاقة في مناقشتهم أو النزول عند مستواهم للتبرير أو الشرح.

 فغايتك الأسمى هي المُضيّ لِلعلا و تحقيق النجاح ، فتوصيف الأسود هو للدلالة على القوّة و الحكمة أما القافلةُ فللدلالة على السعي و راء الهدف (بقوله تسيرُ)، أمّا توصيفُ الكلابِ فللأسف لم يأتِ موضع وفاءٍ هذه المرة و إنما موضع أعداءِ النجاح التي تسعى لإفشال عزيمة الآخرين بدل تشجيعهم و تعزيز معنوياتهم.

 كخلاصة لا يجبُ عليك أن تأبهَ و لو لجزءٍ من الثانية لنباح الكلاب البشرية في حياتك ، لأنك الخاسر الوحيد إن فعلت ذلك أما الكلاب فهي متعودة على النّباح .

لا يضر السحاب نبح الكلاب

هذا القول العربي يشبه المثل الكلاب تنبح والقافلة تسير، لكن يختف عنه في المعني، فهو مثل يضرب عندما يهجو وضيع رفيعا إذ هو كناية عن عدم الاهتمام بكلام السفيه يتعرض به لذي المنزلة الرفيعة – فهذا المثل تعبير اصطلاحي شاع استعماله بهذا المعنى.

قال الجاحظ في كتاب (الحيوان) تحقيق هارون، ص35: "والكلب إذا ألحَّت عليه السحائب بالأمطار في أيام الشتاء (أصابه نوع جنون) فمتى أبصر غيما نَبَحَه؛ لأنه قد عرف ما يلقى من مثله".