قيمة العطاء في حياة الإنسان وفوائده وأنواعه


- 06:05
العطاء والصدقة
قيمة العطاء في حياة الإنسان وأهميته في الاسلام

لا ينكر أحد قيمة العطاء في حياة الإنسان، والفوائد الصحية للعطاء ومنح الآخرين ما يساعدهم على التخفيف من معاناتهم مؤكدة علميا. 

وقد أكد الإسلام على أهمية العطاء والصدقة بشدة وآيات القران الكريم والاحاديث النبوية تؤكد ذلك، كما يمكن أن يكون العطاء لمن هم أقل حظًا منك فوائد جسدية ونفسية طويلة الأمد.

حيث يمكن للعطاء والمنح والهبة والصدقة والأعمال الخيرية أن تعزز الصحة العقلية والجسدية. تظهر الأبحاث أن أولئك الذين يستمتعون بالعطاء ويتطوعون لمساعدة غيرهم يعيشون لفترة أطول ويعيشون حياة أكثر سعادة. 

وفي هذا المقال سيتم شرح  قيمة العطاء في حياة الإنسان و تبيان مفهوم العطاء الحقيقي وفوائده، وأجمل أنواع العطاء، مع لمحة عن العطاء في الإسلام كما جاء في القرآن والاحاديث النبوية، قراءة ممتعة

فوائد العطاء

فوائد العطاء
فوائد العطاء

يقدم العطاء الخيري مجموعة من الفوائد للنفس وللجسم والدماغ. لذلك سواء كنت تعطي وقتك أو أموالك ، يمكنك الحصول الفوائد التالية:
  1. العطاء الحقيقي يخفض ضغط الدم.
  2. العطاء يساعد على تخفيف مستويات التوتر.
  3. يساعد العطاء على تقليل القلق والاكتئاب.
  4. العطاء يعزز زيادة احترام الذات لدى الانسان.
هناك شيء آخر يتحدث عنه العلماء، الإنسان حينما يعطي يسعد نفسيا، هناك من يسعد بالأخذ، وهناك من يسعد بالعطاء، الذي يسعد بالعطاء هو الأريحي، يرتاح للعطاء، والحقيقة الدقيقة أن حجم الإنسان عند الله بحجم عطائه، لا بحجم أخذه.

 قيمة العطاء في حياة الإنسان

قيمة العطاء في حياة الإنسان
 قيمة العطاء في حياة الإنسان
للعطاء قيمة عظيمة في حياة الانسان، وله منافع عظيمة للنفس للمجتمع الإنساني، وهو من أهم الأعمال الصالحة في الحياة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. 
  • العطاء يجعلك تشعر بالسعادة. حيث يتم تحفيز دوائر المتعة في عقلك من خلال الأعمال الخيرية وتطلق مواد كيميائية "للشعور الجيد" مثل الإندورفين، والتي تمنحك إحساسًا بالنشوة، والأوكسيتوسين ، الذي يعزز الهدوء والسلام الداخلي.
  • العطاء مفيد لصحتك النفسية. الإجهاد هو العامل المساعد للعديد من المشكلات الصحية المعروفة. ثبت أن العطاء يخفض ضغط الدم ويقلل التوتر. هذا التخفيض يعزز حياة أطول وصحة أفضل.
  • العطاء يعزز التواصل الاجتماعي. تشير الدراسات إلى أنه عندما تعطي للآخرين، فإن كرمك غالبًا ما يستمر في الخط إلى شخص آخر، أو يعود إليك. هذا يقوي علاقاتنا مع بعضنا البعض.
  • العطاء معدي. عندما يعطي شخص ما، فإنه يلهم الآخرين لفعل الشيء نفسه.
يقول احد الحكماء:
 ‏عندما تتصدق على احد المحتاجين فأنت لا تنفق نقودك بل ترسلها إلى نفسك في زمنٍ آخر

أجمل أنواع العطاء

في الحقيقة جميع أنواع العطاء كلها جميلة، ولا يمكن المفاضلة بينها، فقط تأتي بعض أنواع العطاء في المقدمة ومنها:
  1. مساعدة الفقراء والمحتاجين 
  2. التخفيف من معاناة المساكن
  3. رعاية الايتام ومساعدة الارامل
  4. التبرع للمؤسسات الخيرية
والعطاء لا يكون بالمال فقط، بل له صور كثيرة جداً، منها عطاء بالمال، وعطاء بالنفس، ومنها عطاء بالنصيحة، ومنها صور كثيرة جداً، لكن أعظم عطاء يعطيه الله عز وجل للإنسان هو عطاء العلم، وهو عطاء ما بعده عطاء، من أوسع ما يعطى العبد في الدنيا أن يعطى العلم ، وأن ينشر العلم بين الناس.

إِنَّ ثَمَّةَ جَوَانِبَ كَثِيرَةً وَمَوَاقِفَ عَدِيدَةً، يَظهَرُ فِيهَا العَطَاءُ وَيَبرُزُ السَّخَاءُ، وَيُعرَفُ بها جُودُ النُّفُوسِ وَيُمَيَّزُ كَرَمُهَا، فَتَعلِيمُ النَّاسِ الخَيرَ، وَقَضَاءُ حَاجَاتِهِم، وَحُسنُ الخُلُقِ مَعَهُم وَالتَّوَاضُعُ لَهُم، وَالصِّدقُ في الوَعدِ وَالوَفَاءُ بِالعَهدِ، وَالدُّعَاءُ لِلآخَرِينَ بِصِدقٍ، وَالعَفوُ عَنِ الإِسَاءَةِ وَالصَّفحُ عَنِ الخَطَأِ وَتَنَاسِي الزَّلاَّتِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَلِينُ الجَانِبِ مَعَ الأَقَارِبِ، وَالإِحسَانُ إِلى الجَارِ وَإِكرَامُ الضَّيفِ، وَالتَّلَطُّفُ لِلزَّوجَةِ وَالعَطَفُ عَلَى الأَبنَاءِ، وَالتَّخفِيفُ عَلَى العُمَّالِ وَالخَدَمِ وَالأُجَرَاءِ، وَزِيَارَةُ المَرضَى وَمُوَاسَاتُهُم، وَخِدمَةُ المُوَظَّفِ لِمُرَاجِعِيهِ بِأَرِيحِيَّةٍ وَتَيسِيرُ أُمُورِهِم.

 كُلُّ ذَلِكَ هو عَطَاءٌ وَأَيُّ عَطَاءٍ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " تَبَسُّمُكَ في وَجهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وَأَمرُكَ بِالمَعرُوفِ وَنَهيُكَ عَنِ المُنكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرشَادُكَ الرَّجُلَ في أَرضِ الضَّلالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الأَذَى وَالشَّوكِ وَالعَظمِ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفرَاغُكَ مِن دَلوِكَ في دَلوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

العطاء في الإسلام

العطاء في الإسلام
العطاء في الإسلام

لقد أعطى الإسلام أهمية كبرى للعطاء، وقد جعل من العطاء فريضة وركن من أركان الإسلام وهي الزكاة بالإضافة الى الصدق لوجه الله وهما أرقى أنواع العطاء، وقد جاء في كتاب الله عز وجل: ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فسنيسره لليسرى﴾.

والمسلم الحقيقي هو من بنى حياته على العطاء والصدقة، يعطي من وقته كما، ومن ماله، ومن جهده، ومن علمه، ويسعده العطاء لا يسعده الأخذ.

وفي حديث عائشة رضى الله عنها: أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي ﷺ: ما بقي منها؟، قالت عائشة: ما بقي منها إلا كتفها، فقال صلى الله عليه وسيلم:  بل بقي كلُّها غير كتفها. رواه الترمذي، وقال: حديث صحيح.

ويعتبر العطاء في الإسلام من العبادات، ومن أعظم الفضائل، كما دَعا الإسلام إِلى محبَّةِ الخَير للآخَرِين، حيثُ قَال - صلى الله عليه وسلم - في الحديثِ المُتَّفَقِ علَيهِ: "لا يُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفسِهِ".

العطاء الحقيقي

ان مفهوم العطاء الحقيقي هو العطاء بغير منة ولا رياء أو شكر، بل يكون لوجه الله غَيرَ مُنتَظِرٍ مِنَ النَّاسِ جَزَاءً وَلا شُكُورًا، إِنَّهُ لا يَبلُغُ امرُؤٌ حَقِيقَةَ العَطَاءِ وَهُوَ لا يُعطِي إِلاَّ مَن أَعطَاهُ، وَلا يُحسِنُ إِلاَّ لِمَن أَحسَنَ إِلَيهِ، وَلا يَصِلُ إِلاَّ مَن وَصَلَهُ.

 فَذَاكَ في الحَقِيقَةِ مُكَافِئٌ قَدِ استَوفى حَقَّهُ مِنَ النَّاسِ، فَوَجَبَ عَلَيهِ حَقُّهُم بِلا مَنٍّ مِنهُ وَلا تَكَرُّمٍ، وَإِنَّمَا المُعطِي عَلَى الحَقِيقَةِ هُوَ مَن وَصَلَ مَن قَطَعَهُ، وَأَعطَى مَن حَرَمَهُ، وَعَفَا عَمَّن ظَلَمَهُ، بَل وَأَحسَنَ إِلى مَن أَسَاءَ إِلَيهِ، وفي هذا الصدد قال الشاعر الحكيم:
  • لَيسَ الكَرِيمُ الَّذِي يُعطِي عَطِيَّتَهُ 
  • عَلَى الثَّنَاءِ وَإِنْ أَغلَى بِهِ الثَّمَنَا 
  • بَلِ الكَرِيمُ الَّذِي يُعطِي عَطِيَّتَهُ 
  • لِغَيرَ شَيءٍ سِوَى استِحسَانِهِ الحَسَنَا

أمثلة عن العطاء: