قصة قصيرة عن العطاء والحكمة منها


- 04:23
العطاء
قصة جميلة عن العطاء والحكمة منها

العطاء من أعظم الفضائل التي حث عليها الإسلام، فعلى الرغم من أن معظمنا يعتقد أن العطاء يعود بالفائدة على المتلقي أكثر من المانح، إلا أن الدراسات العلمية تثبت باستمرار أن العطاء له نفس الفوائد (إن لم يكن أكثر) للمتبرع بما في ذلك السعادة والصحة النفسية. 

فضلا عن ذلك فالعطاء يعزز التواصل الاجتماعي بين الناس. تشير الدراسات إلى أنه عندما تعطي للآخرين، فإن كرمك غالبًا ما يستمر في الخط إلى شخص آخر، أو يعود إليك بالنفع من حيث لا تدري.

وفي ما يلي قصة قصيرة عن العطاء والعبرة منها، ونتمنى أن تنال هذه القصة القصيرة اعجباك وتستنج الحكمة منها بنفسك، قراءة ممتعة:

قصة قصيرة عن العطاء

في احد أحياء المدينة الكبيرة عاش رجل بخيل، كان يعيش  بالأرز والماء فقط في معظم الأيام، لم تكن زوجته تستطيع الحصول منه على ما يكفيها من الطعام لتناول وجبة كاملة، ولا ما يكفي لشراء بعض الحطب لطهي الطعام وإبقائه دافئاً في الليل.

وكان الرجل البخيل ينام فوق الأرض مع قطعة قماش فقط لتغطيه. كانت حياته صعبة، لكنه اعتاد عليها مع مرور السنوات.

في أحد الأيام، سمع الرجل البخيل أخباراً أن الإمبراطور كان قادمًا إلى المدينة في زيارة نادرة.

قال الرجل في نفسه:

"أنا متأكد من أن الإمبراطور سوف يرى كيف أعيش، وسوف يعطيني هدية سخية. فالملوك يظهرون التعاطف لرعيتهم لا سيما عندما يكونون في وضعي هذا"

كان يخطط للجلوس في الطريق الذي سيقطعه الإمبراطور، حتى لا يفوته أن يلاحظ بؤسه. جمع بعض ممتلكاته البالية ووضعها في ذلك المكان من الشارع قبل ليلة من مرور الموكب.

اقتربت القافلة الملكية وتوقفت أمامه في حوالي منتصف النهار. في حين كان الرجل البخيل  يتوقع أن ينال  هدية أو عطاءًا  من الامبراطور لمساعدته في حياته، إلا أنه كان عاجزًا عن الكلام عندما توقف الموكب بجانبه، وبرز إليه الحاكم العظيم بنفسه.

اقترب الإمبراطور من الرجل البخيل وصافح يده، لمسه الإمبراطور برفق على كتفه ونظر في عينيه، وأخد وعاءً كان مع أغراض البخيل فوجد به بعض الأرز، فقال للبخيل: "أخبرني أيها الرجل، هل لي بهدية صغيرة من الأرز؟"

اندهش البخيل من كلام الإمبراطور، ولم يفهم ماذا يقصده الامبراطور، وكان يشير إلى وعاء الأرز الذي كان مع أغراض البخيل، وكرر الامبراطور سؤاله: "هل يمكنك أن تعطيني بعض حبات الأرز؟"

لم يكن بمقدور البخيل أن يصدق ما كان يحدث له. كان يتوقع من الإمبراطور العظيم أن يسأله عن حاله أو يمنحه هدية شفقة على حاله. وهو الذي لم يكن لديه سوى حفنة من الحبوب، وسأله الإمبراطور إياها. 

أخذ المتسول ببطء وعاء الأرز في يديه وأخذ يحدق فيه. كان يعلم أنه لا يستطيع أن يرفض طلب الإمبراطور بأي وسيلة. فكان بالكاد قادراً على إخفاء سخطه، لكنه أحصى على مضض خمس حبات من الأرز وأسقطها في يد الإمبراطور.

شكره الإمبراطور وصافح يده مرة أخرى وذهب في طريقه. شاهد البخيل الذي كان مرتبكًا ومتألما وغاضبًا القافلة تختفي في الغبار، وقد تركوه بمفرده دون أي شيء أكثر مما كان عليه من قبل، فشعر بغضب شديد.

في تلك الليلة، بينما كانت زوجة البخيل تنظف الأرز لإعداد العشاء، لاحظ شيئًا يتوهج في وعاء الأرز. ألقت نظرة عن قرب باستغراب وقد انصدمت ما رأته! 

لقد وجدت قطعة من الذهب من الوعاء، كانت هذه القطعة الذهبية الواحدة كافية بأن تعيش بها مع زوجها في رخاء لعدة شهور.

فلما أخبرت زوجها البخيل بذلك فرح بشدة وقال في نفسه: “ربما يكون هناك المزيد منها”، وبدأ في فحص الأرز بحثًا عن المزيد من الذهب. فوجد أربع قطع أخرى من الذهب داخل وعاء الأرز.

وبينما كان يحدق في ثروته الصغيرة في وعائه، رأى أنه أصبح لديه خمس قطع ذهبية، واحدة عن كل حبة من الأرز التي كان قد قدمها للإمبراطور. وفهم أنه لو لم يمنح حبات الأرز ما كان لينال هذه الجائزة.

العبرة من القصة

فقط بالعطاء يمكننا أن نتلقى أكثر مما كان لدينا من قبل. ففي بضعة بذور من الأرز كان هناك الخير الوفير، وفي العطاء يكمن الأجر الكثير، وهذا الدرس هو ما أراد الامبراطور تلقينه للرجل البخيل.

 وقد لا يستطيع هذا البخيل في القصة تفسير الجائزة التي حصل عليها من الامبراطور لو لا حبات الأرز، وهو بذلك عرف أن ما حصل عليه هو نتيجة العطاء وسوف يعوضه وزوجته عن الأيام التي عاشها في فقر وحاجة.