القصيدة الزينبية دع الصبا مكتوبة كاملة


- 00:10
القصيدة الزينبية قصيدة عربية دع الصبا
قصيدة دَعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُه مكتوبة كاملة

قصيدة فدَعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ، وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ، هي قصيدة جميلة رائعة، وتسمى هذه القصيدة بالقصيدة الزينبية (نسبة لمطلعها حيث تُذكر زينب) هي لعلي -كرم الله وجهه-، ويقال أيضا أنها للشاعر صالح بن عبد القدوس، وقد وردت القصيدة في ديوانَي كل منهما، باختلاف يسير.

وهي قصيدة رائعة كلها حكم وأمثال ونصائح يحتذى بها، وهي قصيده معبرة ورائعة وكلها نصائح ذهبية لمن ينتصح. تشرح كيف تعيش سنين عمرك مرتاح البال قصيدة تستحق القراءة.

وهذه القصيدة مشهورة لدة الادباء، لكن القصيدة لدى اغلب الناس لم يشتهر منها غير بيت واحد وهو:
  • يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
  • ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ 

 رغم أهمية البيت الذي يليه ولكن الناس لم تعره بالا:
  • وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
  • فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ

وفي الحقيقة كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتاب !! أقرأها جيدا؛ فهي إحدى القصائد الخالدة التي تستحق القراءة اكثر من مرة، ومن روعتها تنسب القصيدة لشخصين، للشاعر صالح بن عبدالقدوس أحد شعراء الدولة العباسية، وهناك من ينسبها للإمام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه.

واليك الأن  القصيدة الزينبية دع الصبا مكتوبة كاملة، وتمعن في كلمات القصيدة ومعانيها وتدوق جمالها، و يمكنك الاستماع لها بصوت جميل mp3 هنا.

القصيدة الزينبية

  1. صَرَمتْ حِبالَكَ بعد وَصلكَ زيـنبُ 
  2. والـدَّهرُ  فـيهِ تَـغيَّرٌ وتَقَلُّبُ
  3. نَـشَرتْ ذوائِبَها التي تَزهـو بـها 
  4. سُـوداً ورأسُك كالثُّغامَةِ أشيَبُ
  5. واستـنفرتْ لـمّا  رأتْكَ وطـالما 
  6. كانتْ تحنُّ إلى لقاكَ وتَـرغبْ
  7. فدَعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ 
  8.  وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ
  9. ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودةٍ 
  10.  وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ
  11. دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا 
  12.  واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يـا مُذنـبُ
  13. واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه
  14. لابَـدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُبُ
  15. لم ينسَـهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ 
  16. بـل أثبتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعـبُ
  17. والرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أودعتَهـا
  18. ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ
  19. وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها 
  20.  دارٌ حقيقتُهـا متـاعٌ يذهـبُ
  21. والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا
  22.  أنفاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ
  23. وجميعُ مـا خلَّفتَـهُ وجمعتَـهُ 
  24.  حقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ
  25. تَبَّـاً لـدارٍ لا يـدومُ نعيمُهـا
  26. ومَشيدُها عمّا قليـلٍ يَـخـربُ
  27. فاسمعْ هُديـتَ نصيحةً أولاكَها
  28. بَـرٌّ نَصـوحٌ للأنـامِ مُجـرِّبُ
  29. صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً
  30. ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ
  31. لا تأمَنِ الدَّهـرَ الخؤون  فإنـهُ 
  32. مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ
  33. وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِهـا
  34.   مَضَضٌ يُـذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَـبْ
  35. فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ
  36. إنّّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ
  37. واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا
  38. إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ
  39. واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ
  40. واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـبُ
  41. فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ
  42. فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ
  43. وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ
  44. منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ
  45. واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً
  46. فالليثُ يبدو نابُـهُ إذْ يغْـضَـبُ
  47. إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ
  48. فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ
  49. وإذا الصَّديـقٌ لقيتَـهُ مُتملِّقـاً 
  50. فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ
  51. لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ
  52. حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ
  53. يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ
  54. وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ
  55. يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
  56. ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ
  57. وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
  58. فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ
  59. واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً
  60. إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ
  61. واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ
  62. بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا
  63. ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً
  64. إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ
  65. وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ
  66. ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ
  67. واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ
  68. فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ
  69. والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ 
  70. إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ
  71. وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ
  72. نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ
  73. لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ 
  74. في الرِّزقِ بل يشقى الحريصُ ويتعبُ 
  75. ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً
  76. والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ
  77. كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ
  78. رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ
  79. وارعَ الأمانةَ * والخيانةَ فاجتنبْ
  80. واعدِلْ ولا تظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ
  81. وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا 
  82. مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ
  83. وإذا رُميتَ من الزمانِ بريبـةٍ 
  84. أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ
  85. فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ 
  86. يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ
  87. كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ
  88. إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ
  89. واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ 
  90. يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
  91. واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
  92. واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ
  93. وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ
  94. وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ
  95. فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا
  96. طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ
  97. فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي
  98. فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ

قصيدة دع الصبا بصوت القارئ مشاري بن راشد العفاسي




وتدعى هذه القصيدة: القصيدة الزينبية، لأن بها اسم زينب. وتنسب القصيدة الزينبية للامام علي بن ابي طالب، رضي الله عنه، وينسبها الكثيرون الى الشاعر العباسي صالح بن عبد القدوس.

وتوجد هذه القصيدة  في ديوان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. كما توجد ي ديوان الشاعر صالح بن عبد القدوس.

من هو الشاعر صالح بن عبد القدوس

الشاعر صالح بن عبد القدوس الأزدي الجذامي، أبو الفضل قتيل شعره، عاصر الخليفتين المهدي والرشيد. واصيب بالعمى في اواخر حياته، كان متكلماً يعظ الناس في البصرة، وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات عدة. 

يتميز شعره بنبرة تشاؤمية ولا غرابة ان يكون كذلك بالنسبة لإنسان عاش في حقبة مليئة بالقلاقل السياسية والاضطرابات، وهو مجمله أمثال وموعظة وحكم تدور حول الترهيب من الدنيا، والزهد في العيش، والحثّ على التقوى ومحاسبة النفس.

 من سماته قوة الألفاظ وجمال التعبير وروعة التصوير والالتجاء الى المحسنات البديعية للتدليل على تيمتي الخير والشر، والعذاب والحساب الى غير ذلك .

وقد ذكر الثعالبي الشاعر صالح بن عبد القدوس  في كتابه " لباب الآداب " وقال عنه : كل شعره حكم وأمثال.

يُعد صالح بن عبد القدوس من الشعراء الذين قتلهم شعرهم حيث اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد سنة 179.

ويقول ابن الاثير في تاريخه: "كانت تلك التهمة في زمنه وسيلة للإيقاع والانتقام" وقد اعدم العديد من الشعراء والمفكرين بتهم ظنية تقوم على الوشايات الكيدية الكاذبة.

" يروي ابن القارح في رسالته الى ابي العلاء المعري: "أحَضرَ - أي المهدي- صالح بن عبد القدوس واحضرَ النطْعَ (شبيه بكرسي الإعدام) والسيافَ، فقال صالح: عَلامَ تقتلني ؟!
فاخذ غفلته السيافُ فاذا راسه يتدَهدأُ على النطعِ ". 

وفي هامش "رسالة الغفران" التي حققتها د. عائشة عبد الرحمن يذكر ان " المهدي" نفسه ضربه بالسيف فشطره شطرين، وُصلب بضعة أيام ثم دفن عام 778. 

يظل سؤال بن عبد القدوس: علامَ تقتلني ؟! عالقاً في الاذهان وشاخصاً في صفحات التاريخ المشوهة والمخفية ليومنا هذا ليشكل ادانة قوية وفاضحة لكل عصور الاستبداد التي نهشت العقل والقلب والجسد.