أشهر قصص الحب في التاريخ العربي


- 13:33
أشهر قصص الحب في تاريخ العرب
أشهر وأجمل قصص الحب في تاريخ العرب

عاش الكثير من العشاق العرب، على مر التاريخ العربي، قصص حب رائعة وصادقة وحقيقية، وهي قصص حب قديمة واقعية، ولم ينساها العرب بعد ذلك حتى الأن، وقد وخلّدتها كتب التاريخ والروايات المتوارثة. 

وكان أغلبها قصص حب مؤثرة، انتهت نهاية حزينة بافتراق العشاق من دون أن ينسى الحبيب حبيبه. 

من أجل الحب الحقيقي، إليكم بعضاً من أشهر قصص الحب في التاريخ العربي. وهي من أقدم وأجمل قصص الحب العربية في التراث العربي، قراءة ممتعة:

قصة حب كثير بن عبد الرحمان وعزة

هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود، الشهير بأبي جمعة. عاش في المدينة ويقال إنه عاش في مصر، واحب فتاة جميلة اسمها عزة. ولقصة الحب هذه  أكثر من رواية، من بينها أنه أحبها لكنها تزوجت غيره بإرغام من والدها. 

وحجّ كثير بن عبد الرحمن، وكذلك فعلت عزّة وزوجها، من دون أن يعلم أحد منهما بهذه المصادفة، وخرجت عزّة من الخيمة تبحث عن سمن، فدارت بين الخيام، لتجد نفسها في خيمة كثير بن عبد الرحمان.

 تقول إحدى الروايات إنه عندما عادت إلى زوجها وعلم باللقاء، أمرها أن تخرج وتشتم كُثّيراً علناً. وكتب كثير بن عبد الرحمان في حب عزة قصيدة رائعة خلدها التاريخ:
  • لعزَّةَ إذ حبلُ المودّةِ دائمٌ
  • وإذا أَنْتَ مَتْبُولٌ بِعزَّةَ مُعْجَبُ
  • وإذْ لا ترى في الناسِ شيئاً يفوقها
  • وفيهنَّ حسنٌ- لو تأمّلتَ - مجنبُ
  • هَضِيمُ الحَشا رُودُ المَطا بَخْتَرِيّة
  • جميلٌ عليها الأتحميُّ المنشَّبُ
  • هي الحُرَّةُ الدَّلُّ الحَصَانُ وَرَهْطُها
  • ـ إذا ذُكر الحيُّ ـ الصَّرِيحُ المهذَّبُ
  • رأيْتُ وأَصْحَابي بِأَيلةَ موْهِناً
  • وَقَدْ لاح نَجْمُ الفَرْقَدِ المُتَصوِّبُ
  • لعزَّةَ ناراً ما تبوخُ كأنَّها
  • إذا ما رَمقْناها مِنَ البُعْدِ كَوْكبُ
  • تَعَجَّبَ أصْحَابي لها حِينَ أوقِدَتْ
  • وللمصطلوها آخرَ الليلِ أعجبُ

قصة حب جميل وبثينة

هو جميل بن معمر، عاش في العصر الأموي وأحب بثينة، لكن بثينة تزوجت، ومع ذلك بقيا يتقابلان في السر. تقول الروايات إنه لم يتحمل أكثر فسافر إلى اليمن، لم ينس هواه فعاد فوجدها رحلت، فهاجر من جديد إلى مصر. يقول جميل في مدح بثينة في قصيدة جميلة:
  • أمنَ منزلٍ قفرٍ تعفتْ رسومهُ
  • شَمال تُغاديهِ، ونَكباءُ حَرجَفُ
  • فأصبحَ قفراً، بعدما كان آهِلاً،
  • وجملُ المنى تشتوُ بهِ وتصيفُ
  • ظللتُ، ومُستَنٌّ من الدمع هامِلٌ
  • من العين، لما عجتُ بالدارِ، ينزفُ
  • أمُنصِفَتي جُمْلٌ، فتَعدِلَ بيننا،
  • إذا حكَمَتْ، والحاكمُ العَدلُ يُنصِفُ
  • تَعلّقتُها، والجسمُ مني مُصَحَّحٌ،
  • فما زال ينمي حبُّ جملٍ، وأضعفُ
  • إلى اليوم، حتى سلّ جسمي وشفنين
  • وأنكرتُ من نفسي الذي كنت أعرفُ
  • قَناة ٌ من المُرّان ما فوقَ حَقوِها،
  • وما تحتَه منها نَقاً يتقصّفُ
  • لها مُقْلتا ريمٍ، وجِيدُ جِدايَة،
  • وكشحق كطيّ السابرية أهيفُ
  • ولستُ بناسٍ أهلها، حين أقبلوا،
  • وجالوا علينا بالسيوفِ، وطَوّفوا
  • وقالوا: جميلٌ بات في الحيّ عندها،
  • وقد جردوا أسافهم ثم وقفوا
  • وفي البيتِ ليْثُ الغاب، لولا مخافةٌ
  • على نفس جملُ، وإلالهِ، لأرعفوا
  • هممتُ، وقد كادت مراراً تطلعتْ
  • إلى حربهم، نفسي، وفي الكفْ مرهفُ
  • وما سرني غيرُ الذي كان منهمُ
  • ومني، وقد جاؤوا إليّ وأوجفوا
  • فكم مرتجٍ أمراً أتيحَ له الردى ّ،
  • ومن خائفٍ لم ينتقضهُ التخوفُ
  • أإن هَتَفَتْ وَرقاءُ ظِلتَ، سَفاهَة ً،
  • تبكي، على جملٍ، لورقاءَ تهتفُ؟
  • فلو كان لي بالصرم، يا صاحِ، طاقة ٌ،
  • صرمتُ، ولكني عن الصرمِ أضعفُ
  • لها في سوادِ القلب بالحبَّ منعة ُ،
  • هي الموت، أو كادت على الموت تشرفُ
  • وما ذكرتكِ النفسُ، يا بثنَ، مرة ً
  • من الدهر، إلاّ كادت النفسُ تُتلَف
  • وإلاّ اعترتني زَفرة ٌ واستِكانَة ٌ،
  • وجادَ لها سجلٌ من الدمع يذرفُ
  • وما استطرفتْ نفسي حديثاً لخلة ٍ،
  • أُسَرّ به، إلاّ حديثُك أطرَفُ
  • وبين الصّفا والمَرْوَتَينِ ذكرتُكم
  • بمختلفٍ، والناس ساعٍ ومُوجِف
  • وعند طوافي قد ذكرتكِ مرة ً،
  • هي الموتُ، بل كادت على الموت تضعفُ

قصة حب ليلى وتوبة

هذه المرة كانت المرأة هي مركز القصة، قصة حب جمعت بين ليلى الأخيلية وتوبة بن حمير، اشتهر شعر ليلى على غرار شعر الخنساء، وكانت هي محور قصة الحب، وهي من كتبت القصائد في حب محبوبها توبة.

لكن بالرغم من حبهما، فقد رفض أب ليلى زواجهما، لذا عاشا حباً عذرياً حتى قُتل توبة، فرثته ليلى في قصيدة مؤثرة جدا:  
  • أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً
  • وأحفل من دارت عليه الدوائرُ
  • لَعَمْرُكَ مَا بِالمَوْتِ عارٌ عَلَى الفَتَى
  • إذا لم تصبه في الحياة المعايرُ
  • وَمَا أَحَدٌ حَيٌّ وإِن عاشَ سالِما
  • بأخلد ممن غيبته المقابرُ
  • ومَنْ كانَ مِّما يُحدِثُ الدَّهْرُ جَازعا
  • فلا بُدَّ يَوْمَاً أن يُرى وهو صابرُ
  • وليس لذي عيش عن الموت مقصر
  • وليس على الأيام والدهر غابرُ.

قصة حب عنترة وعبلة

وهي قصة الحب الشهيرة في كتب التراث العربي، التي جمعت بين عنترة بن شداد وعبلة بنت مالك. وقد  أحب عنترة ابنة عمه عبلة، وكان مغرماً بها بجنون.

 لكن الأب اشترط ليقبل تزويجها له أن يجلب له نوق العصافير (من أنواع الجمال)، من الملك النعمان. وقد ذكر عنترة شدة حبه وعشقه لعبلة في أشعاره  برقة وعذوبة، فقال:
  • ألا يا عبلُ قد زادَ التصابيْ
  • ولجَّ اليومَ قومُكِ في عذابي
  • وظلَّ هواكِ ينمو كلَّ يومٍ
  • كما ينْمو مشيبي في شَبابي
  • عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى
  • فَني وأَْبيكِ عُمْري في العِتابِ
  • وَلاقيْتُ العِدى وحفِظتُ قوْماً
  • أضاعُوني وَلمْ يَرْعَوا جَنابي
  • سلي يا عبلُ عنَّا يومَ زرنا
  • قبائل عامرٍ وبني كلابِ
  • وكمْ من فارس خلّيتُ مُلقى
  • خضيب الراحتينِ بلا خضابِ
  • يحركُ رجلهُ رعباً وفيهِ
  • سنانُ الرُّمح يلمعُ كالشَّهابِ
  • قتلنا منهمُ مئتين حرَّا
  • وألفاً في الشِّعابِ وفي الهضابِ

قصة حب قيس وليلى

بعد كل هذه القرون، لم ينسَ العرب قصة حب جمعت قيس بن الملوح وليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر. عاشا في بادية نجد، في العصر الأموي، ولأنها ابنة عمه فقد بدأ حبهما من الطفولة. لكن العلاقة انتهت بتزويج ليلى من رجل آخر.

هنا تحوّل حب قيس إلى جنون، بدأ يجوب الجبال ويمزق ثيابه وينعزل عن الناس ويكلم نفسه وينظم الشعر. وقد أصبح أحد مجانين الحب في التاريخ، ومن قصائده:

  • إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصب
  • أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ
  • لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له
  • حر الصبابة والأوجاع والوصب
  • ضاقت علي بلاد الله ما رحبت
  • ياللرجال فهل في الأرض مضطرب
  • البين يؤلمني والشوق يجرحني
  • والدار نازحة والشمل منشعب
  • كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ
  • عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ.

قصة حب قيس ولبنى

من بين قصص الحب العربية الأقل شهرة تلك التي جمعت بين قيس بن ذريح الليثي الكناني ولبنى بنت الحباب الخزاعية، فقد أحبها أول مرة عندما زار أهلها، طلب الماء فخرجت إليه فأُعجب بها. في البداية، رفض والد قيس تزويجه من لبنى، لأن قيس كان ثرياً ولبنى فقيرة، لكنه وافق في النهاية على مضض.

لكن القصة لم تنتهِ نهاية سعيدة عند الزواج، حُرم الاثنان من نعمة الأطفال، فخاف الأب أن تضيع ثروته وتذهب إلى غير نسله، لذا ضغط عليه بشدة حتى دفعه إلى الطلاق بعد طول محاولات، ومع ذلك ندم ندماً شديداً عبّر عنه في إحدى قصائده الجميلة:
  • فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها
  • مقالة واش أو وعيد أمير
  • فلن يمنعوا عيني من دائم البكا
  • ولن يذهبوا ما قد أجن ضمير
  • إلى الله أشكو ما ألاقي من الهوى
  • ومن كرب تعتادني وزفير
  • ومن حرق للحب في باطن الحشى
  • وليل طويل الحزن غير قصير
  • سأبكي على نفسي بعين غزيرة
  • بكاء حزين في الوثاق أسير".ظتُ قوْماً
  • أضاعُوني وَلمْ يَرْعَوا جَنابي"د كادت مراراً تطلعتْ
  • إلى حربهم، نفسي، وفي الكفْ مرهفُ.

أنظر أيضا: