قصة اجتماعية قصيرة والعبرة منها


- 12:28
قصة اجتماعية قصيرة والعبرة منها
قصة اجتماعية قصيرة والعبرة منها

هذه قصة اجتماعية قصيرة ذات عبرة،  وهي احدى القصص الواقعية من الحياة،  وتعتبر من أجمل القصص الحقيقية القصيرة والمؤثرة.

ويمكن أن نستنتج من القصص الاجتماعية الكثيرة من العبر، وتظهر الأبحاث أن القصص الاجتماعية الواقعية هي أفضل طريقة للتعلم في الحياة.

وفي ما يلي نقم لك أحدى هذه القصص الاجتماعية القصيرة والعبرة منها، قراءة ممتعة: 

قصة اجتماعية قصيرة ذات عبرة

كان هوارد كيلي الطفل الفقير يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، وفي أحد الأيام وجد نفسه أنه لا يملك سوى عشرة سنتات في جيبه، ولا تكفي لسد جوعه، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر به. 

ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة ذات ملامح مميزة، وكأنه أحس بالإحراج، وبدلا من أن يطلب وجبة طعام دافئة، طلب منها مرتبكا كأس من الماء.

وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من اللبن الدافئ، فشربه ببطء، وقد كان ذا طعم لا يُنسى بسبب الجوع القارس الذي أطفأه ذلك الكوب، ثم سألها: بكم أدين لك؟

فأجابته الفتاة: لا تدين لي بشيء. لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير. فقال: أشكرك إذاً من أعماق قلبي.

وعندما غادر الطفل هوارد كيلي المنزل، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط، بل أن إيمانه بالله وبوجود أُناس طيبين قد ازداد، بعد أن كان يائسا ومحبطاً.

بعد مرور سنوات، تخرج الطفل من الجامعة وأصبح طبيبا كبيرا، وفي أحد الأيام تعرضت تلك الشابة لمرض خطير، مما أربك الأطباء المحليين، فأرسلوها لمستشفى المدينة، حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر.

وقد أستدعي الدكتور هوارد كيلي للاستشارة الطبية، وعندما سمع اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب وأنتفض في الحال عابراً المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها، وقد ارتدى زيه الطبي، لرؤية تلك المريضة.

وعرفها بمجرد أن رآها، من خلال ملامح وجهها المميزة، فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء، عاقداً العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها، ومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماما خاصا بحالتها.

وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه، وطلب الدكتور كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها، فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة.

كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد ثمن هذه الفاتورة.

أخيراً .. نظرت إلى الفاتورة، وأثار انتباهها سطران قد كُتبا في الحاشية، فقرأت تلك الكلمات:
"مدفوعة بالكامل مقابل كأس من اللبن-التوقيع: د. هوارد كيلي"

اغرورقت عيناها بدموع الفرح، ورددت متمتمة بسرور هذه الكلمات: "شكرا لك يا إلهي، شكرا لك على فيض حبك ولطفك الغامر".

العبرة من القصة

كن فاعلا للخير فلا تدري متى تنال جزاء هذا الخير اضعاف مضاعفة، أخي الحبيب، أُختي الغالية، لقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الحديث الصحيح الذي صححه الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: 
"أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس. و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد، (يعني مسجد المدينة) شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل" - (حديث صحيح صححه الالباني).

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة" - (حديث صحيح رواه مسلم)
فلا تبخلوا بفعل الخير واجعلوا النية دائماً وابداً خالصةً لوجه الله تعالى، وتذكروا أنه بفعل الخير تُنار الدروب وتُفرج الكروب، وتزول الهموم ويوسع في الرزق ويُبارك في الأموال والاهل والأولاد.

اقرأ أيضا قصص اجتماعية قصيرة ذات عبرة: