قصة حزينة من ذكريات الطفولة


- 06:09
قصة حزينة من ذكريات الطفولة
قصة حزينة من ذكريات الطفولة

من ذكريات الطفولة الجميلة، أتذكر الأن قصة حزينة وقعت في إحدى سنواتي في المرحلة الابتدائية، اشترى لي والدي "برّاية" جديدة لأقلامي، لم تكن اعتيادية أو طفولية، كانت براية مكتب تُثبّت فوق الطاولة، تماماً كمكاتب الكبار، لم أتمكن من النوم ليلتها وأنا أتخيل انبهار زملائي بها، أتخيلني وأنا "أبري" قلمي بكل زهو في منتصف الحصة.

براية
برّاية جديدة

قصة حزينة

بدأ اليوم الدراسي، قمت بوضع البرّاية الجديدة فوق الطاولة قبل الحصة الأولى مباشرة، وسط انبهار أصدقائي وتساؤلهم عن ماهية الشيء الجديد، تعمدت كسر سن قلمي عدة مرات ليمكنني استخدامها أمام أعينهم.

في الحصة الأخيرة، رأيت يد فتاة من الصف ترتفع في الهواء وتتوجه نحو زاوية طاولتي، سمعت صوت تهشم وأبصرت قطع صغيرة تنتشر على الأرضية!.

لقد قامت بتحطيم برايتي الجديدة بمنتهى شر الطفولة،😟 لم أتمكن من الاعتراض أو البكاء وقتها، وبحزن عميق لملمت القطع المبعثرة، وأقنعتني معلمتي أنها قابلة للتصليح، رغم أنني أعلم كما تعلم هي أنها انتهت تماماً.

في اليوم التالي، تحديداً وقت "الفرصة" وجميع من في المدرسة كان مشغولا بتناول الغداء واللعب، ذهبت لصفي بخطوات هادئة، وجدت مسطرة تلك الفتاة التي كسرت برايتي، كانت من تلك التي تحتوي على رسوم ألعاب بداخلها، طويلة لدرجة أنها لا تستطيع إغلاق الحقيبة عليها وتترك فتحة صغيرة لها، قمت بتحطيم المسطرة إلى أربع قطع شبه متساوية، ويداي ترتعشان كما لو أنني في منتصف ديسمبر.

انتهت الفرصة وصعد الجميع لصفوفهم، رأيتها تمسك بما تبقى من مسطرتها، تجمّدَت قليلاً من هول الصدمة، ثم انفجرَت باكية 😪، لم أشعر وقتها بأي شعور جيد، لم أشعر بالانتصار الذي تخيلته، لم تقو يدي على لمس كتفها ومواساتها، بينما ظلت هي لنهاية اليوم تشهق من البكاء.

عدت لغرفتي يومها، وبكيت بدوري، لم أدري لمَ أبكي أيضا، لكنني شعرت أن دموعها كانت تسقط من عينيها داخل عيني، تبينت حينها أن دموع الغير ثقيلة، أثقل مما قد يتحمله قلبي وعيناي😔.

العبرة من القصة الحزينة

لقد أدركت ان التسامح أفضل من الانتقام، وقد عاهدت نفسي حينها حتى الأن أنني - ما استطعت- لن أرد الإساءة بمثيلتها، مرت أربعة عشر عاماً، ولا زالت أشكو من ثقل بكاء تلك الطفلة المسكينة، ولا أتحمل تذكر ذلك المشهد المؤثر دون التأثر والشعور بالحزن العميق.
- بقلم: سارة عبد النبي 

شاهد أيضا: