الفرق بين الكسل والإكتئاب


- 03:09
الفرق بين الكسل والإكتئاب
الفرق بين الكسل والإكتئاب

احيانا قد تشعر بعدم القدرة على فعل أي شيء، مثل عدم القدرة على الدراسة نهائيا، أو عدم الرغبة في الصلاة ..الخ.  ولا تعرف هل أنت كسول أم أنك تعاني من الاكتئاب؟ 

تابع قراءة هذه المقالة للتعرف على الفرق بين الكسل والإكتئاب بالتفصيل.

الفرق بين الكسل والإكتئاب

من الضروري أن كلا منا قد استيقظ في يوم من الأيام وهو لا يملك الرغبة في القيام بأي شيء، سواء كان ملزما بعمل أو مدرسة.

لكن الأمر الذي يلفت النظر هو المدة التي تبقى فيها على تلك الحالة وأنت تقول: أريد أن أرتاح إلى وقت آخر، حتى يطول بك الأمر وتبدأ في التفكير في، هل يعقل أن تكون تعاني من اكتئاب؟؟ أم أنه مجرد شعور مؤقت بالكسل؟.

هنالك العديد من الناس الذين لا يستطيعون التمييز بين الكسل واكتئاب، وفي الحقيقة لا نستطيع أن نلوم أي أحد لأنهما بالفعل متشابهان؛ والدليل أن كليهما يحولونك من شخص منتج إلى شخص مستهلك فقط لا يملك حتى الرغبة لترك سريره (بصيغة أخرى: كل من هما يدمران حياتك ببطء).

ومهمتي أن أقدم لك بعض الخطوات للتميز بين الكسل والإكتئاب.

1- المدة الزمنية:

هل تستمر معك هذه الحالة من عدم الرغبة بالقيام بأي شيء، لفترات معية أم جزء من اليوم أم تستمر طول اليوم أو تستمر لأيام طويلة؟!.

أذا كانت تستمر لأكثر من أسبوعين مثلا، وفي هذه الأثناء تشعر وكأنك في قاع محيط من إحباط ولا تدرك ما تريد فعله في حياتك.

في هذه الحالة قد تكون فعلا تعاني من الاكتئاب.

لأن الاكتئاب: هو شعور متواصل من الحزن والوحدة اللذين يولدان فراغا كبيرا في داخل صدر الإنسان ويستمر مع هذا الشعور لمدة طويلة.

بينما الكسل: هو حالة جسدية مؤقت يحتاجها الجسم لاستعادة جزء من طاقته.

مثال: 

لنفترض أنك قد استيقظت في الصباح الباكر وذهبت للعمل وعدت إلى منزلك بعد دوام دام لمدة 8 ساعات، ووجدت منزلك في حالة فوضى لأنك لم ترتبه وليست لديك أي رغبة في ترتيبه.

هذا كسل وليس اكتئابا لأنك لو كنت تعاني من الاكتئاب لما استيقظت من الأساس.


2- التحفيز:

الشخص المكتئب: حتى لو كان يملك كل محفزات العالم بأكمله، لم تستطع جعله يتحمس للقيام بأي عمل؛ كما لو كانت هنالك طاقة خفية تكبح من القيام بأي شيء ولا تترك لك رغبة إلى في النوم.

بينما الشخص الكسول: لو عرضت عليه المال على سبيل المثال، سيقوم بذلك العمل على أكمل وجه.

مثال: 

لنفترض أنك حظيت بعدة فرص جيدة لتغيير حياتك بالكامل للأفضل، ولكن ليست لديك الرغبة في القيام بذلك العمل، على الرغم من أنك تدرك ما ستحققه منه من فوائد عظيمة؛ فهذا ليس كسلا بل قد تعدى الكسل بملايين المرات ليصبح اكتئاب.
في هذه الحالة أنت لست كسولا؛ أنت تعاني من الإكتئاب.

3- طريقة التفكير:

طريقة تفكيرك في هذه الحالة مهمة، لأن الناس الذين يعانون من اكتئاب، يفكرون دائما في الأفكار السلبية وفي أسوأ الأمور التي قد تحصل لهم ويعيشون في الماضي فقط.

ولا تظن أن التفكير في أناس يعانون من مصاعب أكبر، سيفيد الشخص الذي يعاني من الاكتئاب للخروج من هذه الحالة؛ بل سيزيد الطين بلة، لأن طريقة تفكيره ستؤول كلامك على أنه مجنون لأن كل ما يشعر به هو بداخله. 

خصوصا أن هناك بعض الاشخاص يعانون من أمور أكبر بكثير من الاكتئاب ولكنهم ليسوا مكتئبين.
أما الناس الطبيعيين  تكون طريقة تفكيرهم طبيعية ومنطقية.

مثال: 

أنت شخص لا ترغب في الدراسة؛ لكنك تدرك وتذكر أنك لو استمررت على هذا المنوال سترسب في الامتحانات وقد تكرر السنة الدراسية.
هذا التفكير منطقي وعقلاني مما يعني أنك كسول فقط.

4- الصحة:

للأسف الاكتئاب لا يؤثر بطريقة سلبية على صحتك العقلية فقط بل قد يصل الأمر إلى صحتك البدنية أيضا، لأنه يسبب قلة أو زيادة كبيرة في شهية تجاه الطعام، وعدم الرغبة في ممارسة الرياضة حتى لو كنت تعشقها، وكذلك ضعفا في الجهاز المناعي وقلة التركيز، على عكس الإنسان الكسول فلا يعاني من أغلب هذه الأمور.

5- الاختيارات:

هذه من الأهم الخطوات  للتمييز بين الكسل والاكتئاب.
لأن الكسل هو أمر شبه اختياري، تقوم به وأنت واع بكل تصرفاتك، على عكس من الاكتئاب، لأنك لست من تملك القرار للدخول أو الخروج منه، لأن الأمر معقد بكثير من مسألة الرغبة، بل هو مسألة متعلقة بعقلك أنت والهرمونات التي يفرزها جسمك.

مثلا: هرمون الحزن والندم والتوتر.
أي أن كل فكرة سلبية يطلقها دماغك تتوغل داخل أنحاء جسدك.

كيف تساعد من يعاني من الإكتئاب؟

كيف تساعد من يعاني من الإكتئاب؟
كيف تساعد من يعاني من الإكتئاب؟

قد تظن أن الاكتئاب أمر بسيط بسبب الطريقة التي قمت بشرحها، لكن الموضوع معقد أكثر من الظاهر؛ خصوصا أن المجتمع الحالي الذي نعيش فيه لم يفتح بعد على فكرة وجود أمراض نفسية، وأنه كما يذهب إلى طبيب مختص عندما يمرض؛ فعليه الذهاب إلى طبيب نفسي عندما يشعر أن نفسيته محطمة.

يجب علينا التخلي عن فكرة؛ أن كل شخص يرتاد الطبيب النفسي فهو مجنون.

بالإضافة أنه من أحسن الطرق لتساعد شخصا مصابا بالاكتئاب، هي محاولة إخراجه من حالته الانعزالية ودمجه في المجتمع.

كيف ذلك؟

من منظوري الشخصي؛ أفضل طريقة هي الإكثار من الخروج وممارسة نشاطات رفقة أصدقاء تثق بهم، هذا الأمر سيجعلك تكسر حالة الصمت التي أنت عليها، وتبدأ في انفتاح على المجتمع تدريجيا والعودة للحياة الطبيعية.

الكاتب: مراد فرح.