من أين تأتي الأفكار وكيف تتكون


- 23:20
الافكار الجديدة
كيفية توليد الأفكار الجديدة؟


يختلف دماغ الانسان عن دماغ الحيوانات بالتفكير وتوليد الأفكار الجديدة. لكن من أين تأتي الأفكار؟ ولماذا تختفي أحيانا من عقل الانسان؟ فقد يلاحظ الانسان مثلا أن عقله يكون أحيانا فارغ تماما من الأفكار، وأحيانا أخرى يجد الأفكار تتدفق في عقله وتتزاحم دون توقف!.

 فما هو مصدر الأفكار؟ وكيف تتكون الأفكار في الدماغ؟ ومن أين تأتي الأفكار بأي حال؟ وكيفية توليد الأفكار الجديدة؟ في هذا الموضوع بمعهد تطوير الذات سنلقي نظرة عن كيف تتكون الأفكار في الدماغ وكيفية توليد الأفكار الجديدة. تابع القراءة.

كيف تتكون الأفكار؟

تتكون الأفكار ideas في دماغ الانسان، والدماغ البشري هو عبارة عن خلايا عصبية مترابطة فيما بينها وتتواصل مع بعضها البعض عن طريق الإشارات الكهربائية والمواد الكيميائية التي تسمى نواقل عصبية.

حياتنا كلها يتم تسجيلها في أدمغتنا تماما كما يتم حفظ أي معلومة بجهاز الكمبيوتر، تتم عملية حفظ  هذه المعلومات والأفكار بالدماغ عن طريق خلق روابط جديدة بين هذه الخلايا العصبية، أنت لو سألتك مثلا عن يومك الماضي منذ الاستيقاظ إلى الآن فإنك ستحكي كل شيء بالتفصيل وستتذكر الألوان والأشكال والأفكار والعواطف، فكيف يتم تخزين كل هذا في الدماغ؟

يتم تخزين كل هذه المعلومات عن طريق خلق روابط جديدة بين الخلايا العصبية، وتوجد لدينا مئات المليارات من الروابط في الدماغ، وهذا فيديو يظهر بالعرض البطيء خلق الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ.

كيفية توليد الأفكار الجديدة؟

دائما يجب طرح الأسئلة الذكية لتوليد الأفكار الجديدة. لكن عملية توليد الأفكار الجديدة هي عملية معقدة. حيث هناك عوامل لا ارادية تتحكم في طبيعة الأفكار وفي عملية التفكير وتوليد الأفكار الجديد، كالجينات والمحيط الاجتماعي والوسط البيئي والتنشئة الاجتماعية وتجارب الطفولة، والمخزون المعرفي. 

 لهذا يجب على الانسان الذي يرغب في توليد الأفكار الجديدة تنمية رصيده المعرفي بالقراءة والمطالعة  وطرح الأسئلة الذكية والتأمل في ما حوله و خوض تجارب عديدة في الحياة ومحاولة إيجاد الحلول للمشاكل بالتفكير المنطقي.


لماذا نشعر أحيانا كأننا بلا أفكار وأحيانا أخرى تتدفق الأفكار بسلاسة؟

لأن الدماغ البشري عضو من أعضاء الجسم تماما كما بقية الأعضاء، وهو يتأثر مثلا بعدم النوم الجيد، عدم تناول الطعام، الإرهاق، العطش، التوتر. 

وبالتالي فإن دماغك لن عمل بشكل جيد في حالاتك الجسدية والنفسية السيئة، كأي عضو آخر بالجسد. اغضاء الجسم لا تعمل بكفاءة إلا عندما تكون في تمام صحتها وكامل عافيتها بما في ذلك الدماغ أيضا.

من أين تأتي الأفكار؟

هناك ثلاث وجهات نظر عامة عندما يتعلق الأمر بأصل الأفكار، وذلك من منظور علم النفس، والفلسفة، وعلم الإنسان.

  • بالنسبة لعلماء النفس: الأفكار مصدرها دماغ الإنسان؛ فتكون نتاج إطلاق التشابكات العصبية، وربط النقاط الإبداعية بين الأفكار والصور والاستجابات الجسدية. والعقل الباطن، حيث يُعتقد أن الأفكار العظيمة موجودة، يضم أيضًا الجزء الأكبر من رؤيتنا الإبداعية. بالإضافة إلى ذلك، من خلال منظور علم النفس، ينمو إبداعنا الفردي بشكل كبير عندما نتعرض للأفكار الإبداعية للآخرين.
  • أما الفلاسفة: أمثال «ديكارت» و«لوك»، يعتقدون أن الأفكار مصدرها الروح. فالأشياء والكلمات العشوائية التي نصادفها يوميًا تتسبب في تكوين الأفكار غير الملموسة، وبسبب ذلك اعتقدوا أن الأفكار هي التمثيل العقلي لجميع الأشياء التي تتجلى في الدماغ. وكانوا يرون أن البشر فقط هم القادرون على امتلاك الأفكار، وأنها تكون تلقائية وانعكاسية؛ فكل ما على المرء فعله هو مجرد التنفس وستتكون فكرة.
  • أما علماء علم الإنسان أو «الأنثروبولوجيا»: وخاصة أصحاب التنوع الثقافي والاجتماعي فيركزون على فكرة كيف تتشكل الأفكار عن طريق تأثرها بمحيط الإنسان. فيرون أن الابتكار والازدهار لأي مجتمع أو مجموعة من الناس ناتج عن فكرة المشاركة، حيث يشارك الأفراد أفكارهم وإبداعاتهم مع بعضهم بعضًا، ويعملون سويًا بدلًا من الانفصال.

لذا ففي المجمل، الأفكار هي مزيج من مدخلات التعلم الخاصة بكل فرد، وأيضًا يعتمد جزء منها على البيئة من حوله وعلى ما يتعرض له من أفكار ومواقف مختلفة، وأيضًا تاريخ نشأته ومعتقداته وطريقة تفكيره التي تعود عليها  الانسان طوال حياته منذ طفولته المبكرة. لذلك نجد الأفكار وطريقة التفكير  تختلف من شخص الى اخر ولا تتطابق تماما.