هكذا يدمر الاباء أطفالهم بالاحباط


- 08:06
يعتبر الاحباط أسوأ شعور ممكن أن يصيب الاطفال ، لأن الشعور بالإحباط والانكسار هو سبب جل المشاكل النفسية التي تصيب الطفل، و أيضا جل الانحرافات الشائعة على مستوى الاسرة أو المجتمع سببها في الغالب هو الاحباط  الذي لازم الكثير في طفولتهم بسبب سوء تعامل الابوين معهم و شعورهم  بعدم الفائدة من وجودهم ، خصوصا عندما يحاول الطفل القيام بعمل جميل فيعاقب عليه بسبب خطأ تافه ويُرفض ويصنف شرا، هذا السلوك يسبب إحباط شديد للطفل و انكفاء على الذات  كلما  حاول تقديم أحسن ما لديه  حسب قدرته  فيُرفض ويُستهزأ به و يُسخر منه ، إذا ماذا يفعل ؟

شخصيا أتألم لطفل أصيب بالاحباط  بسبب الاخرين أشد من ألمي لطفل جائع أو خائف ، إن تدريب الطفل  على الثقة بالنفس هو أهم شيء  يجب على الابوين الحرص عليه لانها مصدر قوته في المستقبل ،  فإذا فقد الطفل ثقته في نفسه فكيف سيواجه مشكلاته عندما يكبر ؟ يقول مثل صيني عظيم : من يجعلك تخسر بعض المال فهو قد أخسرك هذا المال  فقط ، لكن من يجعلك تخسر ثقتك بنفسك فقد أخسرك كل شيء .

احباط الاطفال

هكذا يدمر الابوين اطفالهم بالاحباط 

 من واجب الابوين تشجيع اطفالهم وليس تحبيطهم باي شكل، تخيل طفلا يحاول ترتيب مكانا ما في البيت حسب قدرته ومعرفته ثم يفاجأ بصراخ أمه أو ضربها له وتعنيفها له وأخذها ما بيده، هذا السلوك  أعتبره أسوأ سلوك  يبدأ به الطفل حياته مع عالم الإحباط ، إنه حاول فعل أحسن ما عنده وكافؤوه بأسوأ ما عندهم ،  (ومن هنا تنشأ عقد النقص والإحباط  لدى الطفل و التي تستمر أحيانا طول الحياة) ، هل تخيلت انسحاب ذلك الطفل دليلا وإنغراس ذلك الموقف في ذاكرته ؟ إنه سيفقد ثقته بنفسه حتى في نية فعل الخير وهنا المصيبة !! عندما يفقد الطفل الاستحسان كلما حاول فعل الخير فما بعد ذلك إلا الشر،  وهذا أصبح موجود  اليوم بكثرة  في عالم الكبار الذين مروا بتجارب سيئة في طفولتهم مع الاحباط . خمس أخطاء شائعة في تربية الاطفال

أسوأ انواع الاحباط 

أسوأ أنواع الاحباط هو التوبيخ الجماعي للطفل مع تفضيل غيره عليه ، كأن تقول له كامل الاسرة : أنت سيء جدا و إبن الجيران أفضل منك، هو لن يحاول ان يصبح مثل ابن الجيران كما تظن لان لكل طفل شخصيته الخاصة، بل سيشعر بالاحباط الشديد ، بل احباطين إذا صح التعبير : احباط عدم رضى الاخرين عنه و احباط المقارنة .يدهب  كل تفكيره في لماذا يعاملونه هكذا، فكيف سينهض هذا الطفل و هو في هذا الوضع من الإحباط الشديد و العائلة  لا ترى ولا ميزة جيدة فيه كي ينطلق منها معتزا  بها، فينكفئ المسكين على نفسه حتى لو تظاهر بغير ذلك حيث يظن نفسه فاشلا سيئا لا ميزة له بالتالي مع التكرار يفقد ثقته في نفسه  .

كيف تتجنب إحباط طفلك 


توجد قاعدة هامة للتعامل الصحيح مع الاطفال وهي : لا تعامل الطفل بمنطق الكبار. بمعنى ضررورة مراعة عقله "الصغير"، للاسف هناك بعض الابوين يتعاملان مع اطفالهم متوقعين منهم ان يتصرفوا بنضج و اتقان مثل الكبار، و هذا خطأ، إبتعد عن التوبيخ المفرط و شجع طفلك ، شجعه متى يعمل اي شيء جيد حتى لو كانت نسبة الجيد 1 في المائة فقط .. شجعه متى يبادر .. شجعه متى يكتب أو يرسم أو يتعلم .. شجعه متى يسأل و يفكر .. لا تطالبه بالكمال لأنه في البداية .. لا تنظر اليه على حاله بل تخيل ما يمكن أن يصل إليه  وأعجب به بناء على ذلك ، فلا يهم إجادته للعمل ولا أخطاؤه، المهم هو المحافظة عليه كإنسان سليم ودفعه للانطلاق مادام في إطار الخير،  وتشجيعه الدائم نحو الأفضل، و تذكّر أن صناعة الإنسان أهم من صناعة الطائرات والسفن، وسلامته النفسية والعقلية  أهم من سلامة الأغراض والأشياء المادية في البيت .