5 أكاذيب و خرافات منتشرة عن المثلية الجنسية Homosexuality


- 05:06
جرت العادة لدى الكثير من الشعوب على  إدانة المثليّة الجنسيّة Homosexuality واعتبارها انحراف و شيء غير مقبول. 

وهنا نحن نتكلم عن المثلية الجنسية (Homosexuality) وليس عن الشدود الجنسي العابر بين شخصين، حيث هناك خلط كبير لدى الناس بين المثلية الجنسية وبين الشدود الجنسي العابر.

 فالمثلية الجنسية حالة وراثية  تلازم صاحبها ولا إرادة له فيها، اما الشدود الجنسي العابر هو سلوك اضطراري  لتفريغ الطاقة الجنسية  بسبب عدم توفر الشريك الطبيعي  بسبب المنع  او العزل  أو غير ذلك من الأسباب وهو انحراف طبعا وشيء غير طبيعي.

وفي بعض المجتمعات أصبحت فوبيا المثليّة والاعتداء على المثليين جنسياً شيء عادي، في ظلّ سيطرة مجموعة من الاعتقادات الخاطئة والأكاذيب  والخرافات التي حاكوها حول المثليين الجنسيين. بسبب الخلط بين المثلية الوراثية وبين الشذوذ الجنسي العابر.

 فلقد سمع جلنا اتهامات من قبيل المثلية حالة مرضية وشيء مشين وغير طبيعي واتهام المثليين بعدم القدرة على الزواج، الأبوّة / الأمومة، عدم القدرة على إقامة علاقات دائمة، بل حتى اتهامهم بان لديهم ميل لجنس الغلمان أكثر من الأشخاص الطبيعيين. 

مع هذا، جرى تحقيق كثير من الأبحاث العلمية  التي تردّ على كل هذا الأكاذيب وتفنيدها، وفي ما يلي ستتعرّف على أكبر الأكاذيب والخرافات حول المثليّة الجنسيّة والتي يعرِّيها العلم بشكل كامل.

 5 أكاذيب و خرافات منتشرة عن المثلية الجنسية 

الكذبة والخرافة الأولى: "المثليّة الجنسيّة مرض  يمكن علاجه"

الفكرة القائلة بأنّ المثلية الجنسية ما هي إلّا مرض أو رغبة منحرفة : تشكِّل فكرة ساذجة، لدرجة التسبُّب بالضحك، إنه طرح رائج تقليديّ في أوساط المتدينين بمختلف الأديان. يعتقد الكثير من الناس بأنّ الكائن المثليّ جنسياً يمكنه الاختيار أو يشكِّل حالة مرضيّة " وأنّ اتباع الطريق المناسب، من خلال الحبّ يمكنه أن يتعافى منه ". 

في الواقع، وانطلاقاً من مختلف فروع العلوم وحصرياً من علم الوراثة: فقد جرت الإشارة أنّ المثليّة الجنسيّة أبعد من خيار واختيار، بل يوجد تراكم بالأدلة على أنّ الانجذاب المثليّ الجنسيّ هو من جانب قضيّة وراثيّة / جينيّة، ومن جانب آخر يكون ذو علاقة وثيقة مع قاعدة بيولوجيّة.

لأجل اختبار صلة الجينات بالمثليّة الجنسيّة عند الأشخاص، حقّق الباحثون وقارنوا بين توائم متطابقة { تتقاسم كل الجينات} وبين توائم مختلفة {تتقاسم ما يقرب من 50% من الجينات}. 

أثبتت الدراسات بأنّه عملياً كل التوائم المتطابقة تسلك بذات الاتجاه الجنسيّ، سواء كان مثليّ جنسيّ، ثنائيّ جنس أو غيريّ جنسيّ، وهو ما لا يحصل كثيراً عند التوائم المختلفة. اذاً تُشير تلك النتائج بوضوح لإمكان وجود عامل وراثي / جيني يقوم بتحديد الاتجاه الجنسيّ عند شخص ما.

أشارت دراسات أخرى أنّ عوامل بيولوجيّة محددة، كالتعرُّض لهرمونات الرحم: يمكنها التأثير في الاتجاه الجنسيّ للفرد. وفق مصطلحات أخرى، فروقات فيزيولوجية من قبيل وجود أشكال مختلفة في الأذن الداخليّة بين إناث مثليات جنسيا وغيريات جنسياً: تساهم وتقوّي الفكرة أكثر. 

أخيراً أشارت الدكتورة Sandra Witelson الأخصائيّة بالعلوم العصبيّة من جامعة McMaster في أونتاريو أنّه:" تساعد النتائج بدعم النظرية القائلة بأنّ الفروقات في الجهاز العصبيّ المركزيّ قائمة بين الأفراد المثليين والغيريين جنسياً، وأنّ تلك الفروقات بالإمكان ربطها بعوامل باكرة في النموّ الدماغيّ ".

الكذبة والخرافة الثانية: "المثليّة الجنسيّة شيء غير طبيعيّ"

المثلية الجنسية  موجودة لدى الكثير من الكائنات الحية في الطبيعة و لا يقتصر وجودها لدى البشر هناك ، العديد من أنواع الحيوانات الممتلكة لسلوك مثليّ جنسيّ ، فالفكرة التي تعتبر المثلية الجنسيّة شيء غير طبيعيّ،  تكون خاطئة. لأنّ الانسان، من بين أكثر من 1500 نوع حيّ، كلها تمتلك علاقات مثليّة جنسية، يمكننا تعداد بعضها، على سبيل المثال لا الحصر: الشمبانزي، البطاريق، البجع، الثيران، الزرافات، وطيور متنوعة. وتُشير عالمة الأحياء Janet Mann من جامعة جورج تاون:" أنّه ليس كل سلوك جنسيّ يمتلك وظيفة تكاثريّة ".

الكذبة والخرافة الثالثة: "العلاقات المثليّة الجنسيّة عارضة ولا تدوم"

من أكبر الحجج التي تُساق ضدّ المثليين جنسياً homosexuales: أنّ علاقتهم عارضة وغير دائمة، بل وحتى " ليست حقيقية كثيراً " مثل العلاقات بين الغيريين جنسياً heterosexuales، وبالتالي يقدمون صورة نمطيّة تفتقر لأيّ دليل. فقد أجرى عالم النفس والبروفيسور بجامعة واشنطن John Gottman ومعاونيه سلسلة من الدراسات التي تعرِّي هذه الكذبة عبر تفاصيل دقيقة.

فلقد جرى خلال 12 عام جمع تفاصيل ذات صلة بنموّ، ارتباط وعمل العلاقات المثليّة الجنسيّة: وقد حصل علاقات عارضة ظرفيّة بما نسبته 20% من تلك العلاقات المثليّة. والمثير أنّ معدّل استمرار العلاقة المثليّة بعمر 40 لمدة قصيرة: يكون أقلّ من معدله عند الغيريين جنسياً بذات العمر. أكّد البروفيسور Gottman بأنّه يتوجّب التحرُّر من تلك الصور النمطيّة الكاذبة تجاه العلاقات المثلية جنسياً وامتلاك احترام أكبر لها بوصفها: علاقات جديّة.

الكذبة والخرافة الرابعة: "غالبيّة المتحرشين بالأطفال جنسياً هم مثليين جنسياً"

يُعتبر الاعتداء الجنسيّ على الأطفال pedofilia من أسوأ الجرائم الموجودة، ويتم إلصاقه بالمثليين جنسيا بصفاقة. فكثير من الدراسات حول هذا الاتهام: قد بيّنت نتائجها بأنّ الأمر عارٍ عن الصحة. 

ففي العام 1989، أجرى الفيزيائيّ والاختصاصيّ بعلوم الجنس Kurt Freund التشيكي- الكنديّ في معهد علم الطبّ النفسيّ Clarke في كندا بحثاً: يقوم على عرض صور أطفال ومراهقين من كلا الجنسين على رجال مثليين وغيريين جنسياً، وتمّ تسجيل الاستثارات الجنسيّة لديهم خلال زمن العرض للصور، أشارت النتائج أنّ استثارة الغيريين جنسياً كانت نسبتها أكبر من استثارة المثليين جنسياً، خصوصا تجاه الطفلات الإناث.

في العام 1994، أجرت أخصائيّة الأطفال والاستاذة بجامعة كولورادو Carole Jenny  لقاءات مع حوالي 270 طفل، كانوا قد تعرّضوا لتحرشات جنسيّة من قبل بالغين. 

كان ما يقارب 82% منهم قد تعرّض للاعتداء من قبل مُعتدي قد امتلك علاقة غيريّة جنسيّة وينتمي لدائرة قريبة من الطفل، كان هناك اثنان فقط من ال270 طفل قد تعرّض للاعتداء من مثليّ جنسيّ: أحدهما ذكر والأخرى انثى. 

أشار الدكتور Gregory M. Herek كأستاذ تحليل نفسيّ بجامعة كاليفورنيا في Davis: لأنّ البحث التجريبيّ لا يبيِّن بأنّ المثليين جنسيا أو ثنائيي الجنس bisexuales لديهم ميل أكبر للاعتداء الجنسيّ على الأطفال، بل كل ما هو عكس هذا.

الكذبة والخرافة الخامسة: "لا يمكن للأبوين مثليي الجنس القيام بتربية الأطفال"

من المألوف أن مُناهضي الزواج المثليّ: كذلك يناهضون فكرة التبنّي للأطفال من قبل قسم من المثليين جنسياً، بحيث يقولون بأنّ أبوين من ذات الجنس ليس جيداً للطفل " فالطفل يحتاج أب وأم لكي ينمو كشاب سليم ". 

لكن من جديد، تُثبت الدراسات الإحصائية بأنّ هذه الكذبة كبرى، وليس هذا فقط، بل بأنّه في الواقع حين تجري تربية الطفل من قبل أبوين من ذات الجنس سيكون الحال أفضل مما لو جرت تربيتهم من قبل أبوين مختلفي الجنس. 

ففي وقت قريب، جرى تحقيق دراسة قد امتحنت 90 مراهق، 45 قد عاشوا مع أزواج سحاقيات كسؤولين عن تربيتهم، و45 آخرين قد عاشوا مع أزواج مختلفي الجنس. وبتحليل مختلف العوامل المؤثرة بحياتهم اليومية ودورهم في المجتمع: لوحظ إبراز كلا الفريقين لذات النتائج تقريباً، وتسجيل فارق يتمثّل بأنّ أولئك الذين قد عاشوا مع أبوين من ذات الجنس قد حصلوا على نتائج مدرسيّة أفضل!!

مع ذلك، حدّدت دراسات أخرى مشابهة، بأنّ الأطفال الخاضعين لتربية أبوين ذكرين أو أنثيين: قد كانوا أقلّ ميلاً لتحقيق أنشطة تخريبية وارتكاب حماقات { خناقات، سرقة، اعتداء على ملكية خاصة، .. الخ } مقارنة بأطفال تربوا من قبل أبوين ذكر وأنثى. يقول الأخصائيّ بعلم النفس Timothy Biblarz:" يُثبت العلم بأنّ الأطفال الخاضعون لتربية أبوين من ذات الجنس يكافئون أو أفضل من الأطفال الخاضعين للتربية من أبوين مختلفي الجنس".

المراجع: wikipedia- webmd - apa