الفرق بين طاعة الوالدين وبر الوالدين


- 00:05
الفرق بين طاعة الوالدين وبر الوالدين
الفرق بين طاعة الوالدين وبر الوالدين


الطاعة والبر كلمتان تستخدمان في الإسلام للإشارة إلى مفاهيم مختلفة في التعامل مع الوالدين، ولكن لكل منهما معنى ودلالة خاصة. فهل تعلم الفرق  بين طاعة الوالدين وبر الوالدين؟

إليك في هذا المقال شرح الفرق بين طاعة الوالدين وبر الوالدين، وحتى تعلم من هو المطيع لوالدية ومن هو البار بوالديه. قراءة مفيدة:

الفرق بين طاعة الوالدين وبر الوالدين

طاعة الوالدين وبر الوالدين
الفرق  بين طاعة الوالدين وبر الوالدين

طاعة الوالدين تعني الانقياد والالتزام  بأوامر الوالدين وتنفيد طلباتهما وترك ما ينهون عنه والقيام بما يأمرون به، ويجب أن تكون طاعة الوالدين في ما يرضي الله تعالى فقط، وهي من الواجبات في الإسلام، فهي تتعلق بطاعة الله واتباع الأوامر الشرعية الموجودة في القرآن والسنة. ويتضمن ذلك الأعمال الصالحة والتصرفات الصحيحة والمواقف الإيجابية في ما يرضي الله. مصداقا لقوله عز وجل:
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. سورة العنكبوت الأية (8)

أما بر الوالدين فيعني الاهتمام بالوالدين وحسن رعايتهما تلقائيا دون أمر منهما، وتكريمهما في الحياة أحسن تكريم. مصداقا لقول الله عز وجل:
 (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا). سورة الاسراء (23)

ويتجلى بر الوالدين في العلاقات الحسنة والتصرفات الصالحة والعناية الواجبة تجاه الوالدين وتحقيق الحقوق والواجبات الاجتماعية. ويُعد البر بالوالدين من أعظم أشكال العبادة، حيث يوصي الإسلام بأن نحترم ونطيع ونعتني بوالدينا ونكون لطفاءً ومحبين لهما.

باختصار، الطاعة تركز على طاعة أوامر الوالدين وتنفيذ طلباتهما، بينما البر يركز على العناية الشاملة والرعاية الكاملة التلقائية، وهي من حقوق الوالدين الواجبة على أبنائهم.

أنواع الأبناء خمسة 

طاعة الوالدين - أنواع الأبناء - الابن والأب والجد


  1. - النوع الأول: لا يفعل ما يأمره به والداه،  فهذا ( عاقّ ) والعياذ بالله.
  2. - النوع الثاني: يفعل ما يؤمر به وهو كاره، فهذا ( لا يؤجر ) ما لم يستغفر ربه.
  3. - النوع الثالث: يفعل ما يؤمر به، ويتبعه بالمنّ والأذى والتأفّف ورفع الصوت فهذا ( يؤزر ) .
  4. - النوع الرابع: يفعل ما يؤمر به، بطيبة نفس، فهذا (مطيع) وهذا يؤجر وهم قليل .
  5. - النوع الخامس: يفعل ما يريده والداه قبل أن يأمروا به، فهذا هو ( البارُّ الموفق ) وهم نادرون.

 فالصنفان الأخيران؛ لا تسأل عن بركة أعمارهم ، وسعة أرزاقهم ، وانشراح صدورهم ، وتيسير أمورهم ، و"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "

كيف تكون بارا بوالديك؟

بر الوالدين - كيف تكون بارا بوالديك
كيف تكون بارا بوالديك


السؤال الصعب لكل شخص هو أي الأبناء أنت، وكيف تكون بارا بولديك؟ و قبل أن تقبِّل رأس أمك أو أبيك اسأل نفسك أولا؛ ما هو البر ؟!

البر شيء يا أخي هين، وجه طليق، ولسان لين، وقلب رحيم، وتعامل كريم، وأعلم أن خدمة أبيك وأمك تشريف لا تكليف، وإن البذل عليهما مغنم وليس بمغرم،  وإن تعب خدمتهم  دواء وليس داء، وأنت بحاجة إليهم عندما يكونون بحاجة اليك، حياتهم وجدان ومماتهم فقدان،  والعز من ثمرات برهم، والتوفيق من حصاد دعائهم، رغم أنف امرئ أدرك ابويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة. فاللهم ارزقنا بر آبائنا وأمهاتنا ولا تحرمنا بر أبنائنا وبناتنا وارحمنا واعفو عنا يا رب العالمين.

الجنة تحت أقدام الأمهات

الجنة تحت أقدام الأمهات - رجل يحمل والدته ويطعمها
رجل يحمل والدته ويطعمها

تعبر عبارة "الجنة تحت أقدام الأمهات" عن الاحترام والتقدير العميق للأمهات والدور الكبير الذي تلعبه في حياة أبنائهن والمجتمع بشكل عام. تشير هذه العبارة إلى أن الجنة، أو السعادة الحقيقية والسكينة النفسية، يمكن أن تُحقَّق من خلال خدمة الأمهات والاهتمام بهن.

تعتبر الأم من أهم الأشخاص في حياة الأبناء، حيث تقدم لهم الحب والرعاية والتضحية الكبيرة. فهي تعملن بجد لتلبية احتياجات أطفالها وتربيتهم وتوجيههم على الطريق الصحيح. إن تضحيات الأمهات وجهودهن الدؤوبة تشكل أساسًا هامًا لبناء المجتمعات القوية والأسر المترابطة.

بالإشارة إلى أن الجنة تحت أقدام الأمهات، يعني أن التقدير والاحترام الحقيقي للأمهات والعناية بهن هو من السبل المؤكدة لتحقيق السعادة والسكينة في الحياة. وبالتالي، فإن الاحتفاء بالأمهات والعمل على تلبية احتياجاتهن واحترامهن يعتبر طريقة لكسب الرضا الإلهي والتمتع بالنجاح والسعادة في الحياة.

و رغم أن  عبارة "الجنة تحت أقدام الأمهات" حديث ضعيف من حيث اللفظ لعدم صحة إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنه صحيح من حيث المعنى لوجود آيات قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة تدل على هذا المعنى.

 وأقرب الأحاديث النبوية الصحيحة للفظ هذا الحديث، هو ما جاء في حديث معاوية بن جاهمة: أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وجئت أستشيرك؟ فقال: هل لك من أم؟ قال نعم: قال: «فالزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها» فهذا حديث صحيح. (1)