قصة قصيرة عن فضل الصدقة للأطفال والعبرة منها


- 08:47
قصة قصيرة عن فضل الصدقة للأطفال والعبرة منها
قصة قصيرة عن فضل الصدقة للأطفال والعبرة منها

هذه قصة قصير للأطفال عن فضل الصدقة وأهميتها، وهي قصة معبرة من التراث العربي، عن أهمية الصدقة  وفضلها العظيم في الدنيا قبل الاخرة،  ونرجو ان تنال هذه القصة المؤثرة إعجابك. قراءة ممتعة

قصة قصيرة عن فضل الصدقة للأطفال 

يحكى أن رجلا يسمى ابن جدعان تصدق بأحب ماله إليه وكانت ناقة سمينة إلى جار فقير الحال له سبع بنات، ففرح الجار الفقير بالناقة وكان يشرب هو وبناته من لبنها كل يوم.

و لما جاء الصيف بجفافه وقحطه، تشققت الأرض خرج ابن جدعان مع البدو يرتحلون مع بعيرهم يبحثون عن الماء والكلأ في الدحول، وهي حفر كبيرة في الأرض توصل إلى محابس مائية، ودخل إلى أحدها ليُحضر الماء حتى يشرب ـ وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ فضاع تحت الدحل ولم يعرف الخروج.

وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يأسوا قالوا: لعل ثعبانًا لدغه ومات، لعله تاه تحت الأرض وهلك، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث، فقام أوسطهم وقال: أتذكرون الناقة السمينة التي أعطاها أبانا لجارنا، إن جارنا هذا لا يستحقها، فأخذوا بعيرًا أجربًا ليعطوه للجار بدل الناقة السمينة، فقال الجار: إن أباكم أعطاني إياها صدقة أتعشى وأتغدى من لبنها. فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

فقالوا: أعد لنا الناقة خيرٌ لك، وخذ هذا الجمل قال: أشكوكم إلى أبيكم، قالوا: اشكِ إليه فإنه قد مات، قال: مات، كيف مات؟ ولم لا أدري؟ قالوا: دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج، قال: اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم.

فذهبوا به إلى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ونزل يزحف حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه، وإذا به يسمع أنين الرجل فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع من الضياع،  فحمله الجار خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه الماء، ثم حمله على ظهره وجاء به إلى داره، ودبت الحياة في الرجل من جديد، وأولاده لا يعلمون، ثم سأله: أخبرني بالله عليك كيف قضيت أسبوعاً تحت الأرض ولم تمت؟

فقال الرجل: سأحدثك حديثاً عجباً !
بعد ثلاثة أيام فقدت الأمل و سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام  يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب كل يوم ثلاث مرات، ولكن منذ يومين انقطع عن اللبن ولا أدري ما سبب انقطاعه ؟!

فقال له الجار: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت أكثر !؟
لقد ظن أولادك أنك مت وسحبوا مني الناقة السمينة التي كان يسقيك الله منها، والمسلم في ظل صدقته.

العبرة من القصة

إن الصدقة تحمي صاحبها من المهالك في الدنيا والاخرة، ولها فضل كبير وأجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وكما يقال : (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).

ويقول الله عز وجل في سورة الحديد :  (آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).

وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فعن حارثة بن وهب الخزاعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (تَصَدَّقُوا فَسَيَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بصَدَقَتِهِ، فلا يَجِدُ مَن يَقْبَلُها)

وعن سلمان بن عامر الضبي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصدقةُ على المسكين صدقةٌ، وعلى القريبِ صدقتان: صدقةٌ وصِلَةٌ)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (قال الله أنفق يا ابن آدم أنفق عليك).

أنظر أيضا: 

أهمية الصدقة في الدنيا

الصدقة هي واحدة من أهم القيم الدينية والإنسانية في الإسلام وفي العديد من الثقافات والديانات الأخرى. وتُعرف الصدقة بأنها توزيع الثروة بين أفراد المجتمع، وهي عمل إنساني يهدف إلى تخفيف المعاناة عن المحتاجين وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وتحمل الصدقة العديد من الأهميات، منها:

  1. 1- الأهمية الاجتماعية: حيث تعتبر الصدقة وسيلة لتخفيف المعاناة والفقر في المجتمع، وتساعد في إعانة المحتاجين وتحسين حياتهم.
  2. 2- الأهمية الروحية: حيث تعتبر الصدقة واجبًا دينيًا وعملًا صالحًا يقرب الإنسان إلى الله، وتعد وسيلة لتطهير النفس والتقرب إلى الله.
  3. 3- الأهمية الصحية: حيث يوجد العديد من الدراسات التي تشير إلى أن العطاء والصدقة لهما تأثير إيجابي على الصحة النفسية والجسدية للإنسان.
  4. 4- الأهمية الاقتصادية: حيث تشجع الصدقة على الإنفاق وتحريك دورة الاقتصاد، وبذلك يؤدي دورًا في دعم الاقتصاد وتحسين الحالة المادية للمجتمع.

ويمكن القول إن الصدقة تعتبر من القيم الأساسية التي يجب على المسلمين والبشر بشكل عام الالتزام بها، حيث تساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وتعاونًا وتسامحًا.