قصة خيالية قصيرة للكبار والمغزى منها - تأليف ألفريد هتشكوك


- 04:19
قصة خيالية قصيرة للكبار على الجزيرة
 قصة خيالية قصيرة للكبار والمغزى منها


هذه قصة خيالية قصيرة للكبار فقط، لأنها من قصص الرعب، وهي قصة المليونير والحارس الخائن على الجزيرة النائية، ولا ينصح للأطفال بقراءتها، رغم أنها مجرد قصة من وحي الخيال، والغاية التي تهمنا منها هي المغزى والعبرة منها.

وقد كتب هذه القصة الخيالية القصيرة الكاتب المعروف ألفريد هتشكوك Alfred Hitchcock وهو منتج ومخرج أفلام إنجليزي مشهو، كان رائداً في العديد من التقنيات والتشويق والإثارة النفسية في الأفلام، وقد عُرف بكونه أفضل مخرج إنجليزي، انتقل إلى هوليود عام 1939، وأصبح مواطنا أمريكياً في عام 1955.

قصة خيالية للكبار ـ تأليف ألفريد هتشكوك

مليونير أودع في سجن على جزيرة نائية تمهيداً لإعدامه، ولأنه مليونير فقد قرر رشوة حارس السجن لتهريبه من جزيرة السجن بأي وسيلة وأي ثمن. فأخبره الحارس بأن الحراسة مشددة جداً وأنه من الصعب أن يغادر أحد  من المساجين الجزيرة إلا بعد الموت!

 ولكن إغراء الملايين الموعودة جعل الحارس يبتدع خطة غريبة للهرب وأخبر بها المليونير وهي كالتالي:
 " اسمع: الشيء الوحيد الذي يخرج من جزيرة السجن بلا حراسة هي توابيت الموتى، يضعونها على سفينة وتنقل مع بعض الحراس إلى اليابسة ليتم دفنها بالمقابر بسرعة مع بعض الطقوس البسيطة ثم يرجعون، وأن التوابيت تنقل يومياً عند العاشرة صباحاً في حال وجود موتى، والحل الوحيد هو أن تلقي بنفسك في أحد التوابيت مع الميت الذي بالداخل، وحين تصل لليابسة ويتم دفن التابوت، سأخذ هذا اليوم إجازة طارئة وآتي بعد نصف ساعة لإخراجك من القبر، وبعدها تعطيني ما اتفقنا عليه وأرجع أنا للسجن وتختفي أنت وسيظل اختفاؤك لغزاً وهذا لن يهم كلينا ... ما رأيك ؟!"

فكّر المليونير أنها خطة مجنونة ولكنها تبقى أفضل من الإعدام ... المهم أنه وافق مضطرا واستعجل تنفيذ الخطة واتفق مع الحارس على أن يتسلل إلى غرفة التوابيت ويرمي بنفسه في أول تابوت من على اليسار، هذا إن كان محظوظاً وحدثت حالة وفاة.

وفي اليوم التالي مع فسحة المساجين تسلل المليونير لغرفة التوابيت فوجد تابوتين، في البداية أصابه الهلع من فكرة الرقود مع ميت في التابوت، ولكن مرة أخرى تنتصر غريزة البقاء، ففتح التابوت بسرعة وهو مغمض العينين حتى لا يصاب بالرعب من مشهد الجثة، ورمى بنفسه فوق جثة الميت التي بالداخل، وانتظر حتى سمع صوت الحراس يهمون بنقل التوابيت لسطح السفينة.

بدأ يستشعر الانتقال خطوة بخطوة، رُفع للسفينة وأحس بحركتها فوق الماء واشتمَّ رائحة البحر، حتى وصلوا لليابسة وأنزل الحراس التابوت، وسمع تعليق أحدهم عن الثقل الغريب لهذا الميت ! فشعر بخوف وتوتر شديد.

لكن تلاشى هذا التوتر عندما سمع حارساً آخر يسخر من المساجين ذوي السمنة المفرطة، فارتاح المليونير  قليلاً، وتنفس الصعداء عندما سمع أخر يقول هيا اسرعوا في دفن التابوت لنعود فقد تأخرنا.

ها هو الآن يشعر بنزول التابوت إلى الحفرة وصوت الرمال تتبعثر على غطائه وثرثرة الحراس بدأت تخفت شيئاً فشيئاً ...  وها هو الآن مدفون على عمق ثلاثة امتار تحث التراب مع جثة رجل غريب وظلام حالك، والتنفس يصبح أصعب مع كل دقيقة تمر.

لا بأس هو لا يثق بذلك الحارس ولكن يثق بحبه للملايين الموعودة ، ومؤكد أنه سيأتي ... انتظر .. تململ .. بدأ التنفس يتسارع ويضيق .. الحرارة خانقة ...

 لا بأس عشر دقائق تقريباً وبعدها سيتنفس الحرية ويرى النور مرة أخرى ... بدأ يسعل .. ومرت 10 دقائق أخرى .. الاكسجين على وشك الانتهاء وذلك الحارس لم يأتي بعد ! 

سمع صوت بعيد جداً .. تسارع نبضه لابد أنه الحارس .. أخيراً ! لكن الصوت تلاشى! شعر بنوبة من الهستيريا تجتاحه، تُرى هل تحركت الجثة ! .. صوّر له خياله أن الميت يبتسم بسخرية ! تذكر أنه يمتلك كبريت في جيبه، أخرج الكبريت ليتأكد من ساعة يده لابد أنه لازال هناك وقت.

 أشعل عود كبريت وخرج بعض النور رغم قلة الاكسجين .. قرّب الشعلة من الساعة، لقد مرت اكثر من خمس وأربعين دقيقة !! هو الهلع إذاً، خطر له أن يرى وجه الميت!

التفت برعب وقرب الشعلة ليرى آخر ما كان يتوقعه في الحياة !! إنه وجه الحارس ذاته.

لقد عرفوا بخيانة الحارس وقتلوه، وبالصدفة دخل المليونير الى التابوت المخصص لجثة الحارس الخائن.

القصة من تأليف ألفريد هتشكوك عام 1964.

المغزى من قصة المليونير والحارس الخائن 

هي قصة خيالية طبعا، لكن العبرة والمغزى منها هو أن لا تثق في خططك ثقة عمياء، وأن التسرع أحيانا يأتي بنتائج عكسية، وأنه عندما تقوم بتنفيذ خطة فتأكد من كل تفاصيلها وكن حذرا لكل خطوة ولا تندفع اندفاع الاعمى إليها، وتذكر أنه عندما يحاول الإنسان أحيانا ان يهرب من أمر ما بتهور فإنه لا يعلم أنه في أثناء هروبه يسير نحو هذا الامر بتهوره واندفاعه الاعمى.

ونكرر أن هذه القصة خيالية، فلا يمكن أن تكون قصة حقيقية لأنه منطقيا من أين عرف الكاتب الأصلي تفاصيل القصة؟ خصوصا الأحداث التي حصلت داخل التابوت؟ 

ثم من قام بنقل التفاصيل الدقيقة للقصة كلها إذا كان المليونير والحارس قد تَوَفَيا وَ دُفِنا في نفس الوقت؟.