لا تيأس من رحمة الله أيها المهموم


- 23:17
لا تيأس من رحمة الله
لا تيأس من رحمة الله أيها المهموم


الياس من رحمة الله، من الأمور المكروهة في في الإسلام، فالمؤمن القوي الصالح لا ييأس من رحمة الله عز وجل، مهما ابتلاه الله بأشد البلاء، ويظل صابرا مؤمنا بقضاء الله، ومحتسبا امره لله سبحانه، لأن رحمة الله واسعة.

لا تيأس من رحمة الله

لا تقلق في حياتك و لا تيأس من رحمة الله سبحانه، والمؤمن لا ييأس من رحمة الله، فأنت لست متأخرا، بل أنت في توقيتك المناسب! أنظر الى رحمة الله وحكمته في خلقه:
  • أحدهم أعزب وتزوج في عمر 20 سنة، ولم ينجب طفلا إلا بعد 10 سنوات، وآخر تزوج في عمر 30، وأنجب طفلاً بعد سنة.
  •  وإحداهن تزوجت في عمر 22 وزوجها أشقاها .. وأخرى تزوجت في عمر 34 وزوجها أسعدها.
  •  أحدهم تخرّج من الجامعة في عمر 22 سنة، ‏وأنتظر 5 سنوات ليحصل على وظيفة .. وآخر تخرج في عمر 27 سنة و كان حلمه الوظيفي في انتظاره فور تخرجه.
  •  أحدهم أصبح مدير شركة في عمر 25 سنة، وتوفي في عمر 45 سنة، آخر أصبح مدير شركة في عمر 50 سنة وتوفي في عمر 90.

قد "يُصوّر" لك أنهم متقدمون عليك أو متأخرون عنك.

أعلم أنك لست مُتقدّما على أحد، وفي ذات الوقت لست مُتأخّرا، أنت فقط تعمل في "توقيتك" الذي وقّته الله لك، عش مرتاح البال .. مُطمئن الحال! وتوكل على الله.

الزمن وسيلة بيد الله، وكل شيء عنده بمقدار. والله رب الخير لا يأتي إلا بالخير.

وقبل ما تقلق وتبحث عن أسباب الشقاء الخصام، احب أقول ان كل شيء يحدث في الحياة هو قضاء وقدر، وكل شيء حدث من قبل هو بأمر الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ولا شيء يستحق القلق والندم في الحياة، سوى التقصير مع الله سبحانه، فلا قيمة لشيء أخر سوى العمل الصالح والثقة في الله عز وجل.

الحياة عبارة عن مراحل وأشواط نقطعها بكل تفاصيلها، حيث تتراكم فيها مجموعة من التجارب، لنصل الى مرحلة النضج الكامل، جينها سيأتي في ذهنك ذاك السؤال: هل كان يستدعي ما حدث كل ما حدث؟

ولا يمكن أن نعكس الآية وننطلق من منطلق تقييم الأحداث قبل وقوعها لنقرر هل يستحق الأمر ردود الفعل تلك أم لا.

وما الحل إذن؟ ماذا سنفعل فيما حدث؟ كيف السبيل لعودة العلاقات بين الناس؟ لابد من وجود أساس عادل واتفاق بين الطرفين ألا وهو (الحق) حتى ولو حدث الخلاف لا نظلم ولا ننسى أننا كنا ما كنا عليه، وهنا تظهر معادن الناس.

لكن  في بعض الأحيان لا يجب نسيان سبب الخصام لأنه هو الرادع الوحيد لعدم الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى. فهناك بعض الناس يكون الذنب الأكبر هو الاستمرار في مسامحتهم والصبر على شرورهم!

يقول الدكتور مصطفى محمود 

‏ مع الوقت ستنسى أسباب الخِصام، وتنقطع من ذاكرتك التفاصيل السيئة جميعها ..  وسيلازمك سؤال واحد لا يفنى . !! وهو هل كان يستدعي ما حدث كل ما حدث؟ 
 فلا تيأس من رحمة الله مهما صعبت أمورك وتعسرت، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وانظر الى نبي الله زكريّا لم ييأس من رحمة الله بالرغم من دواعي اليأس كلها مجتمعة في حالته، فقد ‏وهن عظمه، واشتعل رأسه شيبًا، وكانت امرأته عاقرًا.

لكنّه ظلّ يحسن الظن بربه  ‏(وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) فبَشره ربه بغلام اسمه يحيى. فخد العبرة من قصة زكريا، وقصص الأنبياء في القران الكريم، قصة يوسف، وقصة النبي أيوب الذي دعا ربه  بخشوع وتضرع "ربي إني مسني الضُر وأنت أرحم الراحمين " فاستجاب له ربه.

يقول الله عز وجل في القران الكريم: 

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ

وفي قصة يوسف:

(يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

فيا أيها المهموم  قوّي أيمانك بربك وتوكل على الله، واعمل بالأسباب ولا تفقد الأمل في الحياة، ولا تيأس من رحمة الله سبحانه، فمهما تكاثرت الابتلاءات عليك، ومهما ضاقت عليك الحياة، لا تيأس من كرم الله ولطفه ورحمته، وتذكر انه مهما طال الليل فلابد للظلام ان ينجلي وبزوغ نور الفجر.

ولا تيأسوا من روح الله مزخرفة
ولا تيأسوا من روح الله 

فلماذا اليأس والحزن والقلق إذن والحياة أمامنا وصورة الكون البديع بما فيها من جمال ودقة ونظام وحكمة وتخطيط موزون توحي بإله قوي وعادل لا يخطئ ميزانه، كريم لا يكف عن العطاء لمن سعى، فلنخرج من جحورنا ونكسر قوقعتنا ونطل برؤوسنا ونقف على اقدامنا وننسى محطات التعب والفشل والياس، ونسعى لحياة جديدة. فلا تيأس من رحمة الله ولو ضاقت عليك الأرض.

عافاني اللَّهُ وإيَّاكُم من سوءِ المُنقَلَب، من أنْ نغدو أشخاصاً آخرين غيرَ الذينَ كُنَّا، أنْ تُهَانَ المبادئُ فينا، أنْ نَكونَ في موضعِ التَنازُلِ دائماً غيرَ مُعارِضين ، عافانا اللهُ من موتِ الضَّمير؛ أنْ نُخطِئَ ونحنُ مُطمَئنينَ بلا خَوف ، من أنْ نكونَ بشراً بلا حُدود ، من أنْ نَنَامَ ونَصحو ونحنُ مُلَطَّخينَ بالذنب، عافاني اللهُ وعافاكم من أنْ نَتَغيرَ للحدِّ الذي يَجعَلُنا غُرَباءَ عن أَنفُسِنا ، تائِهينَ بدُنيانا لا شيءَ يَردَعُنا ، لا قِيَماً تَسنِدُنا ولا أَخلاقاً من قذارةِ القاعِ ترفَعُنا ، فاللَّهُمَّ ربَّ القلوبِ والأحوال ، ثبِّتْ أَفئِدَتَنا على أفضلِ حال.