هل يمكن التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها وكيفية التقليل من خطورتها


- 04:47
الزلزال
هل يمكن التنبؤ بالزلازل قبل وقوعاها وكيفية التقليل من خطورتها



بعد حدوث الزلزال القوي الذي ضرب تركيا وسوريا بداية شهر فبراير من السنة الجارية بقوة 7.8 على مقياس ريختر، وخلف المئات من الضحايا، تساءل الكثير من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي: هل يمكن التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها؟ وكيفية التقليل من خطورة الزلزال؟

وفي هذا المقال ستجد الإجابة العلمية عن هذه التساؤلات، وقبل ذلك نقوم بتعريف موجز وبسيط لما هو الزلزال وكيف تحدث هذه الظاهرة الطبيعية أولا.

كيف يحدث الزلزال؟

الزلزال  كيف يحدث
كيف تحدث الزلازل

الزلزال Earthquake هو اهتزاز وتحرك القشرة الأرضية في منطقة معية في العالم، لعدة أسباب جيولوجية، التي تحدث نتيجة تحرك الصفائح الأرضية وتصدع القشرة الأرض في منطقة معينة، وتحث في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى بضعة ثواني أو دقائق. 

يُطلق على المكان الذي ينشأ فيه الزلزال اسم مركز الزلزال أو البؤرة، وتسمى النقطة الموجودة فوق مركز الزلزال على سطح الأرض مركز سطح الزلزال. 

قبل  حدوث الزلزال الرئيسي، عادة ما تحدث زلازل أكثر اعتدالًا نسبيًا في المنطقة، والتي تُعرف باسم الهزات الأرضية

وتسمى توابع الزلزال أيضًا الهزات الارتدادية، والتي تحدث بأقل شدة وبفترات زمنية مختلفة بين عدة دقائق إلى عدة أشهر. كلما زاد عدد الهزات الأمامية، انخفض حجم الزلزال الرئيسي.

هل يمكن التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه؟

الزلزال الصفائح الارضية
بعض اشكال الانهيارات الأرضية التي تنتج عنها الهزات الأرضية في مناطق معينة


إن علم الجيولوجيا أو علم الأرض يعتمد على أن أي تغير على بنية الأرض ويقاس بملايين السنين. والطبقات الجيولوجية للأرض في بنيتها تتألف من ثلاثة اقسام رئيسية، وكل قسم سماكته تقاس بالكيلومترات.

  1. القسم الداخلي الذي يشكل باطن الأرض يسمى (النواة) وصخوره مصهورة ودرجة الحرارة فيه عالية جدا ويسمى NiFe لوجود الحديد والنيكل فيه. ويبعد عن سطح الأرض ألاف الكيلو مترات. وعمقه يصل الى 6378 كم عن سطح الأرض.
  2. القسم الأوسط الذي يحيط بالنواة يسمى (الوشاح) ويغلب عليه عنصران سليسيوم Si و مغنيزيوم Mg ويسمى سيما Sima. ويبعد بألاف الكيلو مترات. وعمقه يصل الى 2900كم عن سطح الأرض.
  3. القسم الخارجي وهو (القشرة الأرضية) ويغلب عليه عنصران سليسيوم Si وألمنيوم Al ويسمى سيال Sial. ويصل عمقه الى 100 كم عن سطح الأرض.

هذه البنية الجيولوجية للأرض غير مستقرة منذ ملايين السنين، ويحدث فيها تغيرات وتحركات في داخلها وعلى سطحها، والتغيرات على السطح يمكن أن نراقبها ونتعرف عليها بالأجهزة. 

فمثلا الطقس يمكن أن نتعرف على الحرارة والامطار والرياح، والأجهزة العلمية تحدد متى وكيف والكمية، لأن منشأ هذه التغيرات سطحي.

أما التغيرات في داخل الأرض، فلا يمكن أن نتعرف عليها أو نراقبها، لأنها بعيدة عنا كما ذكرنا، ولا نستطيع أن نضع أجهزة في هذه الأعماق البعيدة لاعتبارات بنيوية وفيزيائية وكيميائية. 

لذلك لا نستطيع التنبؤ بحدوثها ولا بتحديد الوقت الذي تحدث فيه وكميتها وتأثيرها. كالزلازل مثلا، لم يستطع العلم حتى الأن أن يحدد متى سيحدث الزلزال، وفي أي منطقة سيحدث، وكم عمق بؤرته عند حدوثه، وماهي قوته وشدته. وهذا ما أجمع عليه كل علماء الجيولوجيا في العالم حتى الان.

ما يمكن معرفته عن الزلازل

الصفائح التكتونية Plate tectonics
المناطق التي تلتقي فيها الصفائح الأرضية بين القارات هي الأماكن الأكثر تعرضا للزلازل في العالم


كل ما يمكن أن نعرفه عن الزلازل، فهو ان هناك مناطق في العالم معرضة للزلازل أكثر من غيرها، وهي المناطق القريبة من البحار والمحيطات والجبال والفوالق والمكامن الملحية والانهدامات التي حصلت على القشرة الأرضية خلال ملايين السنين. 

مثل الانهدام العربي الافريقي الكبير بين قارة افريقيا واسيا في المنطقة العربية الذي حصل عند تشكل البحر الأحمر، بحيث كانت قارة أسيا متصلة مع قارة افريقيا، ونتج عنه سلسلة البراكين في جبل العرب جنوب سورية . 

ويبدأ شمالا من جبال طوروس ثم اسكندرون وسهل الغاب وسهل البقاع والبحر الميت وصولا الى البحر الأحمر حتى عدن جنوبا.

ان تباعد القارات واصطدام الصفائح التكتونية Plate tectonics نتج عنه الجبال والبراكين والزلازل. كما في الزلزال الأخير في تركيا، بحيث تحركت سطيحة الجزيرة العربية شمالا واصطدمت بسطيحة الاناضول في تركيا، وحركتها مقدار ثلاثة أمتار، وكان ذلك على عمق 17 كم من سطح الأرض.

 الامر الذي لا يستطيع احد أن يحدّد زمن حدوثه وقوته وشدته مسبقا، وانما عرف ذلك بعد حدوثه أنه بقوة 7.8على مقياس ريختر.

وما قيل عن العالم الهولندي بأنه تكلم عن ذلك قبل عدة أيام، هو توقع لم يحدد فيه هذا العالم الزمن الذي سيحدث فيه، وكيف ومدى قوته. 

ولكن عندما شاهد مسجلات الزلازل تسجل عدة زلازل صغيرة في هذه المنطقة، والتي لم نكن نحن نشعر بها، قال انه من الممكن أن يحدث زلزال كبير، ولكن متى وبعد كم يوم او كم شهر فانه لا يستطيع أن يحدد ذلك.

خلاصة القول. الزلازل لا يمكن حتى الأن معرفة زمن حدوثها ومتى وكيف وفي أي منطقة وكم عمقها وقوتها وانتشارها. ولكن لابد من معرفة بعض الأمور التي تخفف من تأثيرها.

كيفية التقليل من خطورة الزلازل

هزة أرضية مباني منهارة
كيفية التقليل والوقاية من خطورة الزلازل


يمكن التقليل من خطورة الزلازل والوقاية من أضرارها، من خلال الالتزام ببعض الأمور والقواعد المهمة، ومن أهما ما يلي:
  1. بناء المباني هندسيا بحيث يجب أن تكون مقاومة للزلازل أو مضادة للزلازل.
  2. اذا حدث زلزال فالبناء لا يسقط فورا وهناك مدة زمنية ولو بسيطة عندها يجب مغادرة البناء بسرعة كبيرة والابتعاد عنه فورا حال الشعور باهتزاز الأرض.
  3. لا تحاول التفتيش عن أي أغراض مهما تكن عند حدوث الزلزال، ولا تضيع الوقت في ذلك، لأنك سوف تحصل عليها فيما بعد اذا لم يمسها سوء، أو تحصل على نسخ منها من الجهات التي أصدرتها، فحياتك أهم من كل شيء.
  4. الخروج والابتعاد عن المباني أثناء الشعور بالهزات الأرضية الخفيفة المتتالية، لأنه غالبا ما تعقبها هزة قوية تهدم المباني وتخلف دمارا هائلا.

إن الثقافة العلمية والجيولوجية ضرورة، ولا بد من معرفتها خدمة لنا ولأجيالنا القادمة، ونتمنى للجميع السلامة، والرحمة للضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، والشفاء للجرحى، وعزاؤنا للمكلومين الذي فقدوا احبابهم جراء هذه الظاهرة الطبيعية المدمرة.