قصيدة جميلة مكتوبة


- 12:20
قصيدة جميلة مكتوبة
أجمل قصيدة شعرية قصيرة مكتوبة


هذه قصيدة شعرية جميلة مشهورة، وهي من أروع القصائد الشعرية القصيرة المكتوبة، ورغم روعتها وشهرتها لم يأخذ منها الناس أبياتا كثيرة للاستدلال بها غير بيت واحد !!.

 لكن القصيدة كلها أكثر من رائعة وليس بيت واحد فقط، وهي إحدى القصائد الشعرية القصير الخالدة ، وهناك من ينسب هذه القصيدة الجميلة للشاعر صالح بن عبد القدوس، وهو أحد شعراء الدولة العباسية، الذي عاش في القرن العاشر الميلادي. 

لكن رغم أن هذه القصيدة القصيرة قديمة ولكن هناك اختلاف بالمصادر ونسب القصيدة، حيث هناك من ينسبها أيضا للخليفة علي بن أبي طالب، وهي موجودة في ديوان الخليفة علي بن أبي طالب، وعلى أي حال فالمهم في الأمر أن هذه القصيدة  الرائعة والجميلة تشرح كيف تعيش سنين عمرك مرتاح البال، وهي قصيدة تستحق القراءة.

والبيت الشعري المشهور في هذه القصيدة هو: 
  • يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
  • ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ.

رغم أهمية الابيات التي يليها ولكن الناس لا تعبأ بها:
  • وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
  • فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ.

كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتاب... اقرأها جيدا:

قصيدة جميلة مكتوبة

دَّعِ الـصِّـبـا فـلـقـدْ عـداكَ زمانُهُ
وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ.
***
ذهـبَ الشـبـابُ فـما له منْ عودةٍ
وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ.
***
دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا
واذكُـر ذنـوبَكَ وابِكها يـا مُـذنـبُ.
***
واذكــرْ مـناقشةَ الحسابِ فإنه
لابَـدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُـبُ.
***
لم ينسَـهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ
بـل أثـبـتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلـعــبُ.
***
والـرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أودعتَهـا
ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ.
***
وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها
دارٌ حـقـيـقـتُهـا متـاعٌ يـذهـبُ
***
والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا
أنـفـاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ.
***
وجـميعُ مـا خلَّـفتَـهُ وجـمعتَـهُ
حـقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ.
***
تَـبَّـاً لـدارٍ لا يـدومُ نـعـيـمُـهـا
ومَشيدُها عمّا قـليـلٍ يَـخـربُ.
***
فاسمعْ هُديـتَ نصيحةً أولاكَها
بَــرٌّ نَـصــوحٌ للأنــامِ مُـجـرِّبُ
***
صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً
ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ.
***
ولا تــأمَــنِ الـــدَّهـــرَ فــإنـــهُ
مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ.
***
وعـواقِـبُ الأيـامِ في غَـصَّاتِهـا
مَضَضٌ يُـذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْـجَـبْ.
***
فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ
إنّّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ.
***
واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا
إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ.
***
واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ
واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـبُ.
***
فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ
فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ.
***
وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ
منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ.
***
واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً
فالليثُ يبدو نابُـهُ إذْ يغْـضَـبُ.
***
إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ
فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ.
***
وإذا الصَّديـقٌ لقيتَـهُ مُتملِّقـاً
فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ.
***
لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ
حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ.
***
يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ
وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ.
***
يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ.
***
وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ.
***
واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً
إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ.
***
واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ
بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا.
***
ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً
إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ.
***
وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ
ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ.
***
واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ
فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ.
***
والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ
إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ.
***
وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ
نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ.
***
لا تحرِصَنْ فـالحِرصُ ليـسَ بـزائدٍ 
في الرِّزقِ بل يشقى الحريصُ ويتعبُ.
***
ويظـلُّ مـلهـوفـاً يـرومُ تـحيّـلاً
والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ.
***
كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ
رغَـداً ويُحـرَمُ كَـيِّـسٌ ويُـخيَّـبُ.
***
وارعَ الأمـانةَ، والـخيانةَ فاجتنبْ
واعدِلْ ولا تظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ.
***
وإذا أصابـكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا
مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكـبُ.
***
وإذا رُمـيـتَ من الزمانِ بريبـةٍ
أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ.
***
فـاضـرعْ لـربّـك إنه أدنى لـمـنْ
يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ.
***
كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ
إنَّ الكـثيـرَ من الوَرَى لا يُصحـبُ.
***
واحــذرْ مُــصـاحــبـةَ اللـئـيـم فإنّـهُ
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ.
***
واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
واعـلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحـجَــبُ.
***
وإذا رأيــتَ الــرِّزقَ عَــزَّ بـبـلـدةٍ
وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ.
***
فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا
طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ.
***
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي
فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ 

انظر أيضا: