أقوال الجاحظ عن البخلاء والحب والعدل والأخلاق والكتاب


- 05:45
أقوال الجاحظ
 من أقوال الجاحظ

يعد الجاحظ أحد أشهر الأدباء العرب القدامى، وقد عاش في العصر العباسي، ولد الجاحظ في مدينة البصرة وتوفي فيها وترك عشرات المؤلفات والكتب وأشهرها كتاب البخلاء وكتاب البيان والتبيين،  ومئات الأقوال والحكم الجميلة، وهو أحد الأدباء الكبار ممن يستشهد الناس بأقوالهم. 

واسم الجاحظ الكامل هو أبو عُثْمان عُمَرُو بن بَحر بن مَحْبُوبٌ بن فَزارَة اللَّيْثِيّ الْكِنَانِيّ الْبَصَرِيّ ، قد اشتهر أكثر بلقب الجاحظ Al-Jahiz لوجود جحوظ في عينيه.

وقد أختلف النسابون العرب حول أصل الجاحظ فمنهم من قال بأنه عربي من قبيلة كنانة، ومنهم من قال بأن أصله يعود للزنج وأن جده كان مولى لرجل من بني كنانة وكان ذلك بسبب بشرته السمراء الغامقة. 

رغم أن الجاحظ بنفسه ينسب نفسه لبني كنانة، حيث قال: "أنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة".

وفي ما يلي نعرض أجمل اقتباسات وأشهر أقوال الجاحظ عن البخلاء والحب والأخلاق والعدل وعن الكتاب، قراء ممتعة:

أقوال الجاحظ عن البخلاء 

من يشك أن الوحدة خير من جليس السوء وأن جليس السوء خير من أكيل السوء (البخيل) لأن كل أكيل جليس وليس كل جليس أكيلاً. - الجاحظ

كان بالكوفة رجل من بني عبد الله بن غطفان يسمى طفيلاً. كان أبعد الناس نجعة في طلب الولائم والأعراس. فقيل له لذلك طفيل العرائس وصار ذلك نبزاً له ولقباً لا يعرف بغيره. فصار كل من كانت تلك طعمته يقال له طفيلي . - الجاحظ

من أظرف أقوال الجاحظ عن البخلاء ما جرى لجماعة من الأصحاب الخراسانيين الذين ترافقوا في منزل وقرروا الاشتراك في مصباح. ولكن واحداً منهم أبى الاشتراك في تكلفة الزيت. فعمدوا إلى شد عينيه بمنديل عندما يشعلون المصباح لئلا يستفيد من نوره. ثم يفكون المنديل عن عينيه عندما يطفئون المصباح. 

ومن أقواله عن البخلاء  قصة الرفاق الذين ترافقوا على الطبخ سوية. كانوا يقطعون اللحم ويأخذ كل منهم قطعته فيشدها بخيط ثم يرسلها مع الآخرين في قدر يشتركون فيه ليس حباً في المشاركة والصحبة وإنما اقتصاداً في الحطب والخل والثوم والتوابل. ثم يسحب كل منهم لحمته بالخيط الذي علمه ثم يقتسمون المرق. وأخيراً، يجمعون الخيوط معاً ويحفظونها بعد أن تكون قد تشربت بالدسم والتوابل ليعيدوا استعمالها في مرة قادمة وهي مشربة بذاك.

وقد لاحظ الجاحظ أن ديكة مرو تنهب الحبة من منقار الدجاجة، فقال:
 «فعلمت أن بخلهم شيء في طبع البلاد وفي جواهر الماء، فمن ثم عم جميع حيوانهم».

ومن أقوال الجاحظ عن البخلاء أيضا قصة طريفة حكاها في كتاب البخلاء:  

قال أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء، وما إن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه وقال له: يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فأذهب وأشتر لنا نصف كيلو من اللحم.. من أحسن اللحم.
ذهب الولد، وبعد مدة عاد ولم يشتر شيئاً، فسأله أبوه: أين اللحم؟ فقال الولد: ذهبت إلى الجزار فقال: سأعطيك لحماً كأنه الزبد، فقلت لنفسي إن كان كذلك فلم لا أشتري زبداً بدل اللحم؟ فذهبت إلى البقال وقلت له: أعطني أحسن ما عندك من الزبد، فقال سأعطيك زبداً كأنه الدبس، فقلت إن كان الأمر كذلك فالأفضل أن أشتري الدبس، فذهبت إلى بائع الدبس فقلت: أعطني أحسن ما عندك من الدبس فقال الرجل: سأعطيك دبساً كأنه الماء الصافي، فقلت لنفسي: الماء الصافي عندنا في البيت! فعدت من دون أن أشتري شيئا.
قال الأب: يا لك من صبي ذكي! ولكن فاتك شيء.. لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكان إلى دكان فأجاب الابن: لا يا أبي.. أنا لبست حذاء الضيف.  

وقال الجاحظ عن البخلاء أيضأ :  

«يقول المروزي للزائر إذا أتاه وللجليس إذا طال جلوسه: تغديت اليوم؟ فإن قال نعم، قال: لولا أنك تغديت لغديتك بغداء طيب. وإن قال لا، قال: لو كنت تغديت لسقيتك خمسة أقداح».

أقوال الجاحظ عن الأخلاق

أقوال الجاحظ عن الأخلاق
من أقوال الجاحظ عن الأخلاق

  1. لا مروؤه لكذوب، ولا ورع لسيء الخلق - الجاحظ.
  2. لا يعرف الخطأ من يجهل الصواب - الجاحظ - الجاحظ.
  3. ما رأيت أحدًا يعيب الناس إلا لفضل ما به من العيوب- الجاحظ.
  4. قالوا للجاحظ ممن تعلمت حسن الخلق .قال من سيء الخلق. يفعل عكسه - الجاحظ.
  5. الحسد أول خطيئة ظهرت في السموات، وأول معصية حدثت في الأرض - الجاحظ.
  6. لا تجالس الحمقى فإنه يعلق بك من مجالستهم يومًا من الفساد ما يعلق بك من مجالسة العقلاء دهرًا من الصلاح فإن الفساد أشد التحامًا بالطبائع - الجاحظ.
  7. المشورة لقاح العقول، ورائد الصواب، والمستشير على طرف النجاح - الجاحظ.
  8. إنما يعرف الحلال والحرام بالكتاب الناطق، وبالسنة المجمع عليها، والعقول الصحيحة، والمقاييس المعينة - الجاحظ.

أقوال الجاحظ عن الحب

أقوال الجاحظ عن الحب
من أقوال الجاحظ عن الحب
  • فإذا كان الحٌبّ يُعمِي عن المساوئ فالبُغض أيضاً يُعمِي عن المحاسنْ. - الجاحظ
  • إن تباغض الأقرباء عارض دخيل وتحابّهم واطد أصيل. ـ الجاحظ
  • لا تبقى في المكان الذي لا تعرف فيه قيمتك. - الجاحظ
  •  إنّ المرأةَ تُحبّ أربعين سنة وتقوى على كِتمان ذلك، وتُبغض يوماً واحداً فيظهر ذلك بوجهها ولسانها. والرجل يُبغض أربعين سنةً فيقوى على كتمان ذلك، وإنْ أحبَّ يوماً واحداً شَهِدت عليه جوارحه - ‏الجاحظ، من كتاب المحاسن والأضداد.

أقوال الجاحظ عن العدل

أقوال الجاحظ عن العدل
من أقوال الجاحظ عن العدل
  • لولا السلطان لأكل الناس بعضهم بعضًا، كما أنه لولا الراعي لأتت السباع على الماشية. - الجاحظ
  • الحاكم العادل من لم يعجل بفصل القضاء دون استقصاء حجج الخصماء.- الجاحظ
  • ليس كل صامت عن حجته مبطلًا في اعتقاده، ولا كل ناطق بها محقًا في انتحاله. - الجاحظ

أقوال الجاحظ عن الكتاب

أقوال الجاحظ عن الكتاب
من أقوال الجاحظ عن الكتاب
الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملق ولا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ولا يحتال لك بكذب.- الجاحظ
لا أعرف رفيقًا أطوع، ولا معلم أخضع ولا صاحبًا أظهر كفاية ولا أقل جناية ولا أقل تصلفًا وتكلفًا من كتاب. - الجاحظ
يذهب الحكيم وتبقى كتبه، ويذهب العقل ويبقى أثره. - الجاحظ.

اقتباسات الجاحظ

تُعرف حماقة الرجل في ثلاث: في كلامه في ما لا يعنيه، وجوابه عما لا يُسأل عنه، وتهوره في الأمور.
الجاحظ
من لم ينشط لحديثك فارفع عنه مؤونة الاستماع منك.
الجاحظ
خير الحلال الأدب.
الجاحظ
الشورى لقاح العقل، ورائد الصواب، والمستشير على طرف النجاح.
الجاحظ
ما رأيت سنانًا أنفذ من شماتة الأعداء.
الجاحظ
إن القرابة يد واحدة على من ناوأهم وسيف واحد على من عاداهم.
الجاحظ
لا خير فيمن كان خيره محضًا، وشرٌ منه من كان شره صرفًا.
الجاحظ
أول العيب أن تعيب ما ليس بعيب.
الجاحظ

الجاحظ والعقل

أقوال الجاحظ عن العقل
من أقوال الجاحظ عن العقل

إنَّ تتبـُّعَ كتب الجاحظ ورسائله يكشفُ لنا عن عقليَّة نقديَّةٍ بارعةٍ؛ عقلية نقديَّةٍ بالمعنى الاصطلاحي المنهجي وبالمعنى الشَّائع للانتقاد، فالنقد عند الجاحظ للأفكار والآراء في عصره  يتجلَّى أكثر ما يتجلَّى في تهكُّمه وتعليقاته السَّاخرة التي لم يسلم منها جانبٌ من جوانب المعرفة ولا مخطئٌ أمامه أو واصلٌ إليه خبره، ومن ذلك مثلاً تهكُّمه بالخليل بن أحمد الفراهيدي من خلال علم العروض الذي قال فيه:
 «العروض علمٌ مردود، ومذهبٌ مرفوض، وكلام مجهول، يستكدُّ العقول، بمستفعل ومفعول، من غير فائدة ولا محصول».

وإذا كان بعض فلاسفة الشرق والغرب فد وقفوا أمام أرسطو موقف التلميذ المصدق لكل ما يقوله الأستاذ فإن الجاحظ وقف أمام أرسطو عقلا لعقل؛ يقبل منه ما يقبله عقله، ويرد عليه ما يرفضه عقله، حتى إنه كان يسخر منه أحيانا.. ففي كتابه الحيوان يقول الجاحظ عن أرسطو وهو يسميه صاحب المنطق: 

«وقال صاحب المنطق: ويكون بالبلدة التي تسمى باليونانية طبقون، حية صغيرة شديدة اللدغ إلا أنها تُعالج بحجر يخرج من بعض قبور قدماء الملوك-، ولم أفهم هذا ولمَ كان ذلك؟!»

ويقول الجاحظ: 
«زعم صاحب المنطق أن قد ظهرت حية لها رأسان، فسألت أعرابيًا عن ذلك فزعم أن ذلك حق، فقلت له: فمن أي جهة الرأسين تسعى؟ ومن أيهما تأكل وتعض؟ فقال: فأما السعي فلا تسعى؛ ولكنها تسعى على حاجتها بالتقلب كما يتقلب الصبيان على الرمل، وأما الأكل فإنها تتعشى بفم وتتغذى بفم، وأما العض فأنها تعض برأسيها معًا. فإذا هو أكذب البرية».

اقرأ أيضا:  أقوال واقتباسات ابن خلدون وملخص عن حياته.