ما هو الاكتناز القهري أسبابه أعراضه وكيفية علاجه بالتفصيل


- 16:48
الاكتناز القهري Compulsive hoarding هو اضطراب نفسي يجعل الانسان يكتنز الأشياء بغير ضرورة لها، مثل الملابس القديمة او الكتب المهترئة او الاواني المكسورة او الأغراض المختلفة القديمة ..الخ.

 ويُمكن لأي انسان مهما كان جنسه او عمره، أن يصاب بمرض الاكتناز القهري أي تكديس الأشياء رغم عدم الحاجة اليها، وذلك بغض النظر عن الوضع المالي و الاقتصادي لهذا الشخص المصاب. 

وبما أنّ العديد من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب النفسي لا يلتمسون العلاج، فإنه لا يمكن التأكد من نسبة المصابين بهذا لاضطراب النفسي في المجتمعات. ولا يعلم الباحثون بالضبط كل الأسباب النفسية الكاملة لهذا الاضطراب ، إلا أن العديد من المراقبات والدراسات تشير إلى اهم عوامل التي تساهم في الإصابة باضطراب الاكتناز القهري وهي كالتي : 

أهم أسباب مرض الاكتناز القهري بالتفصيل

الاكتناز القهري أسبابه أعراضه بالتفصيل

عمر الشخص: 

عادة ما تبدأ أعراض الاكتناز القهري بالظهور عند المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاماً، علما أن تلك الأعراض تزداد سوءاً مع التقدم بالعمر. وقد يبدأ الأطفال الأصغر سناً بالاحتفاظ ببعض الأشياء مثل لعبهم المحطمة وأقلام الرصاص المكسورة والأوراق المدرسية القديمة. إلا أنّ هذا لاضطراب النفسي أكثر شيوعاً بين البالغين بشكل عام. 

طبيعة الشخصية:

 إن طبيعة هؤلاء المصابين بهذا الاضطراب غالباً ما يتميز بالتردد والحيرة في اتخاذ القرارات، كما انه لوحظ وجود أعراض اضطرابات نفسية أخرى أو إدمان في المكتنزين كالقلق المرضي والاكتئاب، وإدمان الكحول. 

العامل الوراثي: 

حيث يُعتقد أن عامل الوراثة عامل قوي في الإصابة بهذا الاضطراب. حيث لوحظ ان جل المصابين بعقدة الاكتناز القهري كان احد والديه او اجداده او احد اقربائه مصاب أيضا بنفس العقد . 

الحوادث الصعبة:

 تُساهم بعض الحوادث المؤلمة التي عاشها الشخص في تطور أعراض هذا لاضطراب النفسي لديه. فالأشخاص الذين مرّوا بأحداث صعبة ومؤلمة في حياتهم كفقدان أحد أفراد العائلة كان سندا أو الطلاق أو الطرد من العمل أو فقدان بعض الممتلكات، قد يكونون عرضة للإصابة بهذا الاضطراب النفسي. 

العزلة الاجتماعية: 

في العديد من الحالات، يواجه المصابون بهذا لاضطراب النفسي عزلة اجتماعية حادة، غير أنّ البعض منهم يشعرون بالراحة لدى الاحتفاظ بأشيائهم وذلك لإحساسهم المفرط بالوحدة والعزلة، فيلجؤون لا شعوريا باكتناز الأشياء كتعويض نفسي عن العزلة الاجتماعية التي يعيشونها.

أعراض مرض الاكتناز القهري 

أعراض الاكتناز القهري

اكتناز القهري في أسوأ أشكاله يمكن أن يسبب حرائق ، وظروف غير صحية مثل الإصابة بالجرذان والصراصير وغيرها من المخاطر على الصحة والسلامة .

ومن اهم اعراض الاكتناز القهري ما يلي:

- الاحتفاظ بعدد كبير من العناصر التي يعتبرها معظم الأشخاص الاسوياء عديمة الفائدة أو لا قيمة لها ، مثل: الملابس البالية والأجهزة المعطلة والكتالوجات القديمة والمجلات والصحف الممزقة ومعدات الطهي المتهالكة ...الخ .

- الشعور بالضيق والعجز عن التخلي عن الأشياء المستهلكة رغم انتفاء الحاجة اليها وعدم صلاحيتها للاستخدام  سواء من قبل المريض أو من طرف أحد أفراد عائلته.

- الاحتفاظ  داخل جيوب الملابس على أشياء الصغيرة عديمة الجدوى مثل المناديل الورقية المستعملة أو الرسائل القديمة أو العملة البالية ..الخ

- الميل للعزلة الاجتماعية وانعدام التفاعل الاجتماعي مع أفراد المجتمع. 

-انتشار الفوضى داخل منازل المصابين لدرجة أنه يتعذر الوصول إلى أجزاء كثيرة ولم يعد من الممكن استخدامها الكثير من الاثاث للأغراض المقصودة. فمثلا:
  • ـ سرير مهترئ لا يمكن أن ينام فيه الانسان
  • ـ مطابخ لا يمكن استخدامها لإعداد الطعام
  • ـ طاولات أو كراسي أو أرائك لا يمكن استخدامها لتناول الطعام أو الجلوس.

و قد بينت بعض الدراسات أنه عادةً ما يقوم الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالاحتفاظ وتكديس الأشياء عديمة الفائدة للأسباب التالية: 

يعتقد هؤلاء أنهم سيحتاجون إلى استعمال تلك الأشياء في المستقبل. يُمكن تمييز مرض اضطراب الاكتناز القهري عن هواية جمع الأشياء النادرة مثل الطوابع مثلاً أو جمع طراز معين من السيارات ... الخ .

 لأن محبو جمع التحف و الأشياء النادرة يعمدون إلى البحث عن أصناف محددة من الأشياء والقيام بترتيبها وتصنيفها ومن ثم عرضها بشكل مُنسّق. وعلى الرغم من زيادة حجم الأشياء التي تم تجميعها مسبقاً، إلّا أنّ ذلك لا يُسبب أيَّ نوع من الفوضى في المكان، ولا يؤدي إلى شعور الشخص بالضيق النفسي، والذي يُعتبر أحد أعراض اضطراب الاكتناز.

كيفية علاج مرض الاكتناز القهري 


تنحصر عملية علاج  اضطراب الاكتناز القهري في نوعين رئيسيين: علاج نفسي وعلاج دوائي. يمكن إدراج العلاج السلوكي المعرفي ضمن طرق العلاج الأساسية والأكثر شيوعاً لهذا الاضطراب، حيث يقوم المُعالج النفسي بالاستفسار من المريض عن السبب الرئيسي في اعتقاده الذي يُجبره على كنز وتكديس كل تلك الأشياء التافهة، بالإضافة إلى مساعدته في تعلّم أساليب ترتيب وتصنيف الأشياء لتجنب شغلها مساحات كبيرة، وكيفية اتخاذ القرارات ومهارات التعامل مع الآخرين.

 ومن مهام المعالج النفسي أيضاً، زيارة منزل المريض بشكل دوري والمساعدة في تلقين المريض كيفية إزالة الفوضى منه، وضمان تعلّم المريض أساليب الحفاظ على العادات الصحية المعروفة وتوجيهه لممارسة مهارات الاسترخاء. 

وعلى الرغم من أن العلاج الرئيسي لاضطراب تكديس الأشياء هو العلاج النفسي، يستمر البحث عن أكثر الطرق فعالية لاستخدام الأدوية في عملية العلاج. .فالأدوية الأكثر شيوعاً في علاجه هي نوع من مضادات الاكتئاب المسماة بمثبطات امتصاص السيروتونين الاختيارية (SSRIs) وهي  التي تستعمل حاليا في الحالات المستفحلة لعلاج مرض الاكتناز القهري.