قصة بلد العميان والمغزى منها .. من أروع القصص العالمية


- 13:19
قصة بلد العميان - بلد المكفوفين
قصة بلد العميان - بلد المكفوفين والعبرة منها


قصة  بلد العميان أو  بلد المكفوفين هي قصة فلسفية جميلة ومعبرة وتعد من أروع القصص العالمية، وهي قصة قصيرة نُشرت لأول مرة سنة 1904 في مجلة ستراند البريطانية بقلم هربرت جورج ويلز.

يسعى المؤلف من خلال هذه القصة إيصال فكرة فلسفية عن صعوبة تغيير بعض الأفكار والحالات والظواهر التي تنتشر في المجتمعات البشرية عندما تتوارثها الأجيال. والان، إليك في ما يلي قصة بلد العميان والمغزى منها. قراءة ممتعة

قصة قصة بلد العميان 

يحكى أنه كان هناك مرض غريب ظهر وانتشر في قرية نائية معزولة عن العالم بجبال الانديز فأصاب المرض جميع سكان القرية بالعمى.

ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلتهم بالخارج ولم يغادروا قريتهم قط تكيفوا مع العمى وأنجبوا أبناء عُميان جيل بعد جيل حتى أصبح كل سكان القرية من العميان ولم يكن بينهم مبصر واحد.

وذات يوم وبينما كان متسلق الجبال (نيونز) يمارس هوايته انزلقت قدمه فسقط من أعلى القمة إلى القرية لم يُصب الرجل بأذى.

إذ سقط على عروش أشجار القرية الثلجية أول ملاحظة له كانت أن البيوت بدون نوافذ وأن جدرانها مطلية بالوان صارخة وبطريقة فوضوية.

فحدث نفسه قائلاً : لا بُد أن الذي بنى هذه البيوت شخص أعمى.

وعندما توغل إلى وسط القرية بدأ في مناداة الناس، فلاحظ أنهم يمرون بالقرب منه ولا أحد يلتفت إليه هنا عرف أنه في (بلد العُميان).

فذهب إلى مجموعة من سكان القرية وبدأ يُعَّرف عن نفسه، ويشرح لهم من يكون، وماهي الظروف التي أوصلته إلى قريتهم، وكيف أن الناس في بلده (يبصرون).

وما أن نطق بهذه الكلمة .. حس بخطر المشكلة وانهالت عليه الأسئلة :
ما معنى يبصرون ؟
وكيف يكون ذلك؟
وبأي طريقة يبصر الناس؟

سخر القوم منه وبدأوا يقهقهون! بل و وصلوا إلى أبعد من ذلك حين اتهموه بالجنون والهذيان، وقرروا طرده من القرية، في حين حاول بعضهم إزالة عينيه،  فقد اعتبروها مصدر هذيانه وجنونه.

لم يستطيع بطل القصة (نيونز) في شرح معنى البصر لسكان بلد العميان، وكيف يفهم من لا يبصر معنى البصر؟ فهرب قبل أن يقتلعوا عينيه وهو يتساءل كيف يصبح العمى صحيحاً بينما البصر مرضاً ؟!. (1)

المغزى من قصة بلد العميان

"بلد العميان" هو كل مجتمع يسوده الجهل والفوضى والفساد والتخلف والعنف والتعصب، ويطبّع مع هذه الآفات بسبب أفكار غير صالحة ومُهيمنة عليه .. وأي دعوة تنويرية يواجهها بالرفض والريبة والعنف.

بلد العميان هذا هو كل مجتمع تسوده الطائفية البغيضة وكره الآخر المختلف .. والسعي للقضاء على كل من يختلف معه.

بلد العميان هو ذلك المجتمع الذي يوجد فيه أفراد أعمى الشجع قلوبهم وجلَّ همهم ماذا يأخذون منه وليس ماذا يقدمون له.

عموما مثل كل روايات وقصص جورج ويلز، فإن قصة "بلد المكفوفين" مليئة بالمعاني الرمزية، لكن ليس من السهل معرفة المعنى أو التفسير الذي من المفترض أن نأخذه منه. 

قد يُنظر إلى القصة أيضا على أنها تحذير من مخاطر الاستعمار على ثقافة الشعوب الأصلية، حيث يعتقد نونيز أنه متفوق على العميان لأنه أتي من "الحضارة" السائدة وليس لديهم نفس المعرفة والرؤية للعالم مثله.

 فالعميان معتادون جدًا على افتقارهم إلى البصر، وهم مقتنعون جدًا بأن زائرهم لا بد أن يكون مخدوعًا في التفكير في العالم بشكل مختلف عن الطريقة التي "يتصورونها" بها.  إنهم يشعرون أنه يجب إقناع نونيز بالتوقف عن أفكاره.

ومع ذلك، في التحليل الأخير، حتى هذه القراءة قد تعجز عن تلخيص كل ما تعنيه القصة. إنها ليست قصة عادية، لأنه لا يمكن اختزال "الأعمى" و"البصر" في معادلة بسيطة. ومع ذلك، فهي غنية بالرمزية.