الفرق بين الغيبة والنميمة بالتفصيل والأمثلة


- 00:25
الفرق بين الغيبة والنميمة
الفرق بين الغيبة والنميمة بالتفصيل والأمثلة

تعد الغيبة والنميمة من الذنوب العظيمة في الإسلام، وقد حذرنا الله في القران الكريم في أكثر من سورة منهما، لما لهما من أضرار بليغة على المجتمع وحياة الناس وأعراضهم وكرامتهم وسمعتهم.

لذلك حثنا الإسلام على حفظ اللسان، ومن أمراض اللسان الغيبة والنميمة، وهما أخطر أمراض اللسان، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عنهما وشبه من يغتاب أخاه ويذكره بما يكره ويتحدث عن عيوبه في غيابه، كمن يأكل لحم أخيه الميت والعياد بالله. 

فهل تعلم الفرق بين الغيبة والنميمة؟ وهل تعلم أن الغيبة من أكبر الذنوب؟ إنها ليست من الذنوب الصغرى. بل من الكبائر كما ذكر العلماء ذلك لا تغفر بالصلاة والصوم. وفقا لكثير من العلماء. يجب على المرء أن يتوب إلى الله تعالى منهما ويستغفر الله، ويجب أن يندم على ما فعله وأن يقرر عدم تكراره.

وإليك في هذا المقال شرح الفرق بين الغيبة والنميمة بالتفصيل والامثلة، وتبيان أخطر أضرار النميمة والغيبة على المجتمع وعلى حياة الناس وسمعتهم، قراءة مفيدة:

الفرق بين الغيبة والنميمة بالتفصيل

الغيبة والنميمة هما مصطلحان يشيران إلى سلوكيات سلبية تنتشر في المجتمع. ومع أنهما يتعلقان بنقل المعلومات والأخبار عن شخص آخر دون علمه، إلا أنهما يختلفان في طبيعتهما وتأثيرهما. إليك الفرق بينهما:

الغيبة:

  • الغيبة هي التحدث بالسوء عن شخص ما في غيابه وذكر عيوبه، ويتمثل ذلك في كشف المعلومات السلبية أو الاخبار السيئة المحتملة عن شخص ما في غيابه أو خلف ظهره، سواء كان الشخص الذي ينقل المعلومات والاخبار السيئة صديقا أو عدوا للشخص المغتاب.
  • أي شيء تقوله عن أخيك المسلم الغائب، وهو يضايقه ويؤلمه ويؤذيه ، يمكنك اعتباره غيبة.
  • يعتبر الغيبة سلوكًا غير أخلاقيًا ومؤذيًا، حيث يمكن أن تتسبب في إلحاق الضرر بسمعة الشخص المستهدف وتدمير العلاقات الاجتماعية.
  • عادةً ما يكون هدف الغيبة هو إشاعة الشائعات والأقاويل السلبية، وتشويه صورة الشخص المستهدف أمام الآخرين دون وجود دليل قوي على صحة هذه المعلومات.

النميمة:

  • النميمة تشير إلى نقل الأخبار أو الشائعات عن شخص ما، بنية الاضرار به أو الاستهزاء منه،  عادةً ما يكون الشخص الذي يروي النميمة جزءًا من الحادثة أو يكون على علم بها أو قد سمع بها. وقد عرّفها الإمام الغزالي رحمه الله بقوله: (إفشاء السرِّ، وهتك الستر عما يكره كشفه).
  • النميمة لا تقل خطورة من الغيبة في افساد العلاقات، حيث قد يكون للنميمة تأثير سلبي على الشخص المستهدف، ولكنها عمومًا تتسبب في نشر الأقاويل والمعلومات غير الدقيقة.
  • يمكن أن يكون هدف النميمة هو الاستمتاع بنشر الأخبار والقصص الساخنة وجذب انتباه الآخرين، دون الاهتمام الكبير بتأثيراتها السلبية على الشخص المستهدف.
  • النميمة تكون بنوايا سيئة، وتعتمد على القيل والقال دون دليل،  ويمكن أن تتسبب في تدمير إنسانية الشخص أو سمعته.

أمثلة على الغيبة والنميمة

سنقدم بعض الأمثلة العملية عن الغيبة والنميمة، لأن بعض الناس يستخفون بهذا الأمر ، فيقول أحدهم: "يا أخي هذه ليست غيبة". بينما هي في الحقيقية غيبة.

على سبيل المثال، إذا ذكرت أخيك المسلم وهو غائب، وقلت: "فلان بخيل" أو "فلان وجبان". فهذه غيبة كما عرفها لنا رسول الله (1)

وقد ذكر بعض العلماء شيئًا غريبًا. قالوا إن بعض الناس يغتابون في نوع من الدعاء! تسأل شخصًا ما، "أين فلان؟" يجيبون: "هو؟ نسأل الله السلامة والعافية! "وقد قال بعض العلماء أن هذه غيبة، لماذا ؟ لأن الناس فهموا أن هناك علامة استفهام عن هذا الشخص. 

أما الأمثلة عن النميمة فهي مثلا عندما يلتقي رجل بصديقة فيخبره عن شجار وقع ليلة أمس بين جاره وزجته، وذلك في سبيل السخرية من جاره لا غير، وهذه نميمة.

باختصار النميمة هي نشر اخبار الناس الخاصة والشائعات والقيل والقال والأحاديث السيئة وتغطية الأخبار السخيفة عن الناس. 

أما الغيبة فهي التحدث عن شخص بسوء وذكر عيوبه  في غيابه، يعني أن تذكر أخاك المسلم بما يكرهه وهو غائب. وكلاهما من الكبائر.

ولقد أعطى الله أمثلة في القرآن ليوضح لنا قبح الغيبة والنميمة. وعلى سبيل المثال، تم مقارنة الغيبة بأكل لحم أخ ميت، وذلك في قوله تعالى: 

( وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) - سورة الحجرات: الآية 12. 

وقد وصف الله -تعالى- النمام بتسع صفات، كما قال أهل العلم، وهذه الصفات في سورة القلم قال -تعالى- :  

(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) - سورة القلم: الآيات  10- 11- 12 - 13. 

قال ابن كثير في قوله تعالى: "مَّشَّاء بِنَمِيمٍ يعني: الذي يمشي بين الناس، ويحرش بينهم وينقل الحديث لفساد ذات البين وهي الحالقة" (2)

كما حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم صحابته من الغيبة، فقال: 
«أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته»

أنظر أيضا:  لائحة الأخلاق المحمودة في الإسلام.

أضرار النميمة والغيبة

الغيبة والنمية لهما اضرار بليغة على المجتمع، وتسببان في تقطيع روابط الألفة والمحبة بين الناس وتزرعان بينهم الحقد والضغائن والكره، وهي من الصفات الخبيثة التي تدل على خبث من يقع فيهما وامتلاء نفسه بالحسد والظلم، ووهي من الذنوب التي تفسد على المسلم سائر عباداته.

 فمن صلى وصام واغتاب الناس ضاع ثواب صلاته وصومه وكذلك الحال مع بقية العبادات. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: 
«أطب الكلام، وأفش السلام، وصل الأرحام، وصل بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام»، ومما يدل على عظم خطورة اللسان قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه»

أنظر أيضا: معنى الفضائل والرذائل وأنواع الفضائل في الإسلام.