التفكير الإبداعي .. تعريفه وأنواعه وأهميته وكيفية اكتسابه


- 00:31
التفكير الإبداعي .. تعريفه وأنواعه وأهميته في الحياة
التفكير الإبداعي .. تعريفه وأنواعه وأهميته في الحياة


أصبح النجاح في هذا العصر يعتمد بدرجة أكبر على بعض المهارات الأساسية، ومن هذه المهارات نجد مهارة التفكير الإبداعي، والذي يعني التفكير خارج الصندوق بطريقة غير مألوفة، وغالبًا ما يتضمن الإبداع والتفكير الجانبي ، والقدرة على إدراك الأنماط غير الواضحة. 

قد يعني التفكير الإبداعي ابتكار طرق جديدة لتنفيذ المهام  وحل المشكلات ومواجهة التحديات. إنه يعني تقديم منظور جديد، وأحيانًا غير تقليدي، لعملك. يمكن أن تساعد طريقة التفكير هذه الإدارات والمؤسسات على أن تكون أكثر إنتاجية.

وإليك في هذا المقال تعريف ما هو التفكير الإبداعي وأنواعه وأهميته في الحياة، قراء مفيدة.

تعريف التفكير الإبداعي

التفكير الإبداعي
ما هو  التفكير الإبداعي


التفكير الإبداعي (Creative thinking) هو التفكير بطريقة ذكية غير تقليدية وغير مألوفة، والقدرة على التوصل إلى حلول فريدة ومبتكرة للمشاكل. 

يُعرف التفكير الإبداعي أيضًا باسم حل المشكلات الإبداعي، وهو مهارة ناعمة قيّمة وقابلة للتطبيق في مجموعة متنوعة من المهن. (1)

في حين أن التفكير الإبداعي هو مهارة قد يبحث عنها أصحاب العمل، إلا أنك لا تحتاج بالضرورة إلى كتابة "التفكير الإبداعي" في سيرتك الذاتية لتظهر أن لديك هذه المهارة.
وبتوضيح أكثر فإن التفكير الإبداعي هو القدرة على إنتاج أفكار جديدة ومبتكرة والتعبير عنها بطرق غير تقليدية. إنه نوع من التفكير يتطلب الجمع بين الخيال والتكامل والتحليل والرؤية الفريدة. يعتبر التفكير الإبداعي عملية تكوين أفكار جديدة أو إعادة ترتيب الأفكار الموجودة بطرق مبتكرة تساهم في حل المشكلات وتحقيق التغيير.

يتضمن التفكير الإبداعي استكشاف مختلف المفاهيم والمنظورات والإلهام من مصادر غير مألوفة. قد ينطوي على القدرة على الاستفادة من الاقتراحات الغير متوقعة أو غير التقليدية لحل المشاكل والتحديات. يمكن أن يشمل التفكير الإبداعي أيضًا القدرة على الجمع بين العناصر المختلفة بطرق جديدة لخلق شيء مبتكر ومثير.


باختصار التفكير الإبداعي هو تفكير منطقي غير مألوف من أجل تطوير حلول مبتكرة للمشاكل. لا يقوم المفكرون المبدعون بالعصف الذهني ليس فقط لعدد كبير من الأفكار ولكن أيضًا مجموعة متنوعة منها. 

و لا يقتصر التفكير الإبداعي على الأنواع الفنية. التفكير الإبداعي هو مهارة يمكن لأي شخص رعايتها وتطويرها. (2)

أهمية التفكير الإبداعي في الحياة

أهمية التفكير الإبداعي
أهمية التفكير الإبداعي


التفكير الإبداعي مهارة مهمة في الحياة حيث له تطبيقات واسعة في العديد من المجالات مثل الفن والعلوم والأعمال والتكنولوجيا. يساعد التفكير الإبداعي في تطوير حلول جديدة ومبتكرة للتحديات والمشكلات المعقدة. كما يمكن أن يساهم في إحداث التغيير والتطور في المجتمع وتعزيز الابتكار والنمو. 

عموما التفكير الإبداعي له أهمية كبيرة في العديد من المجالات في الحياة، وفيما يلي بعض الأسباب التي تبرز أهميته:

1. حل المشكلات: 

يساعد التفكير الإبداعي في توليد حلول جديدة وفعالة للمشكلات المعقدة. إذ يتيح للأفراد التفكير خارج الصندوق والبحث عن نهج جديد أو منظور مختلف للتحديات التي يواجهونها في الحياة.

2. التطوير والتغيير: 

يساهم التفكير الإبداعي في تطوير الأفكار والمنتجات والخدمات. فعندما يكون لدينا قدرة على التفكير بشكل مبتكر، نستطيع تحسين الأشياء الموجودة وابتكار ما هو جديد، مما يدفع بالتقدم والتغيير في مختلف المجالات.

3. التميز والابتكار: 

يساهم التفكير الإبداعي في خلق أفكار جديدة وفريدة، وبالتالي يمكن أن يساهم في تحقيق التميز والابتكار. فعندما يكون لدينا القدرة على تطوير أفكار فريدة ومبتكرة، نستطيع تقديم منتجات وخدمات تميزنا عن الآخرين وتلبي احتياجات المجتمع.

4. تعزيز القدرات الإبداعية: 

يمكن تطوير وتعزيز القدرات الإبداعية من خلال التفكير الإبداعي. بواسطة تحفيز التفكير الإبداعي، يمكن للأفراد تعزيز قدراتهم على إيجاد حلول مبتكرة وتحقيق إبداعات فريدة وجديدة.

5. تنمية الشخصية: 

يساعد التفكير الإبداعي في تعزيز التنمية الشخصية و اكتساب الاحترافية في الحياة. إذ يعزز القدرة على التفكير المنطقي الصحيح، وينمي القدرات العقلية والتحليلية ويعزز مهارة التواصل.

والتفكير الإبداعي لا يعني العزلة ولا يحدث داخل فقاعة خاصة بك. بل من الضروري أن تطلب آراء الآخرين وأفكارهم وملاحظاتهم. يعتبر المفكرون المبدعون وجهات نظر متعددة ولديهم فضول لمعرفة كيف يفكر الآخرون. 

أنواع التفكير الإبداعي

أنواع التفكير الإبداعي
أنواع التفكير الإبداعي


هناك العديد من أنواع التفكير الإبداعي، وقد يختلف التصنيف باختلاف المصادر والمنهجيات المتبعة. ومع ذلك، يمكن تقسيم التفكير الإبداعي إلى الأنماط التالية:

1. التفكير التكاملي: 

يتطلب هذا النوع من التفكير دمج وتركيب أفكار ومفاهيم مختلفة لإنتاج شيء جديد. يتم توحيد العناصر المختلفة لخلق تركيبة جديدة تفي بالغرض المطلوب.

2. التفكير التحليلي: 

ينطوي هذا النوع من التفكير على تحليل وفهم المشكلة أو الوضع الحالي بعمق. يتم تفكيك العناصر المختلفة لفهمها بشكل أفضل، ومن ثم إيجاد حلول جديدة ومبتكرة.

3. التفكير الاستشرافي:

 يتعلق هذا النوع من التفكير بتطوير رؤية فريدة وثاقبة للمستقبل واستشرافه. يتم التفكير في المنظورات والمفاهيم الجديدة التي يمكن أن تؤدي إلى تحولات وتطورات في المجال المعني.

4. التفكير التخيلي: 

يشمل هذا النوع من التفكير استخدام الخيال والإبداع لاستكشاف الأفكار والمفاهيم الجديدة بدون قيود. يسمح هذا النوع من التفكير بالتجربة والتخيل والابتكار بدون حواجز أو قيود محددة.

قبل التفكير بشكل خلاق في شيء ما ، عليك أولاً أن تكون قادرًا على فهمه. هذا يتطلب القدرة على فحص الأشياء بعناية لمعرفة ما تعنيه. سواء كنت تبحث في نص أو مجموعة بيانات أو خطة درس أو معادلة ، يجب أن تكون قادرًا على تحليلها أولاً. (3)

5. التفكير الجماعي: 

يتضمن هذا النوع من التفكير الاستفادة من قدرات وآراء وإسهامات الآخرين. يتم دعم التعاون والتفاعل بين الأفراد لإنتاج أفكار جديدة ومبتكرة.

يجب ملاحظة أن هذه الأنماط ليست منعزلة عن غيرها أو محصورة فقط في تصنيفات محددة، فقد يتم استخدام العديد منها معا في نفس الوقت. والمفكر الإبداعي سوف يقلب التفكير التقليدي رأساً على عقب، وسوف يتعرج  الى الاتجاه الذي  يتغافل عنه الآخرون. 

التفكير الإبداعي ويكيبيديا

التفكير الإبداعي حسب الموسوعة الحرة  يمكن تعريفه بأنه تفكير جديد بطريقة غير تقليدية ومفيد وأصيلة ومقبولة اجتماعياً، من أجل حل مشكلة ما منطقياً . (4)

ويمكن تلخيص التفكير الإبداعي حسب ويكيبيديا في ما يلي:
  1. التفكير الإبداعي هو تفكير غير تقليدي يهدف الى الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة مبتكرة.
  2. التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة.
  3. القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو أخرى.
  4. المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الخروج عن المألوف والاتيان بأفكار جديدة مبتكرة.
  5. يتميز صاحب التفكير الإبداعي بالقدرة على التفكير في شيء ما بطريقة جديدة.
  6. يشمل التفكير الإبداعي التحليل والانفتاح وحل المشكلات والتنظيم والتواصل الفعال مع الاخرين. 

كيف تفكر بطريقة إبداعية؟

التفكير الإبداعي - كيف تفكر يشكل ابداعي
كيف تكتسب مهارة التفكير الإبداعي


يعتمد التفكير الإبداعي أساسا على الذكاء، للتفكير بشكل إبداعي، ضع جانبًا أي افتراضات أو تحيزات قد تكون لديك، وانظر إلى الأشياء بطريقة جديدة تمامًا. من خلال مواجهة مشكلة بعقل متفتح ، فإنك تسمح لنفسك بفرصة التفكير بشكل إبداعي.

كما أن التفكير العميق والتركيز والتنظيم هو جزء أساسي من الإبداع. بينما قد تحتاج إلى بعض الفوضى عند تجربة فكرة جديدة، فإنك تحتاج إلى تنظيم أفكارك حتى يفهم الآخرون رؤيتك ويتابعونها.

يريد أصحاب العمل موظفين مبدعين يساعدونهم في حل المشكلات المتعلقة بالعمل. عندما تواجه مشكلة ما ، فكر في الطرق التي يمكنك من خلالها حلها قبل طلب المساعدة. إذا كنت بحاجة إلى مدخلات من مدير ، فاقترح الحلول بدلاً من مجرد عرض المشاكل.

ويجب أن تعلم أنه لن يقدر الناس فكرتك أو حلك الإبداعي إلا إذا قمت  بتوصيلها  بشكل فعال. يجب أن تكون لديك مهارات اتصال كتابية وشفوية قوية.

 نصائح لاكتساب مهارة التفكير الإبداعي

  1. تعلم شيئاً جديداً في مجالك أو مجال آخر. يساعد التعلم المنتظم على تحفيز العقل وتوليد أفكار خلاقة.
  2. استخدم تقنيات التفكير الخلاق، مثل العصف الذهني والمسودات الرسومية، لتوليد أفكار جديدة وتنظيمها.
  3. اطرح على نفسك أسئلة محفزة وتحديات مثيرة. استمتع بالتساؤل والبحث عن إجابات مبتكرة وغير مألوفة.
  4. وسّع شبكتك الاجتماعية وتفاعل مع أشخاص من خلفيات وثقافات أخرى، مما يفتح آفاقاً جديدة ويثري فكرك.
  5. اقرأ كتباً ومقالات في مجالات متنوعة، حيث يمكن أن تستلهم أفكاراً جديدة من خلال توسيع مداركك ومعرفتك.
  6. خصص وقتاً يومياً للتأمل والاسترخاء. يمكن للهدوء والاسترخاء أن يساعد في تنشيط العقل وتوليد أفكار جديدة.
  7. مارس الأنشطة الإبداعية مثل الرسم والكتابة والتصوير. تساعد هذه الأنشطة على تنمية الخيال والتفكير الابتكاري.
  8. اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك واختبر تجارب مختلفة يمكن أن تمدك بأفكار تنمي قدرتك على التفكير الإبداعي.
  9. واظب على حل الألغاز وممارسة الألعاب الذهنية. تحفز هذه التحديات العقلية التفكير الإبداعي وتطور قدراتك العقلية.
  10. حافظ على مفكرة أو آلة تسجيل أو هاتف محمول قريباً منك، لتكتب أو تسجل أي فكرة جديدة تخطر في بالك، بغض النظر عن قوتها أو ضعفها. فقد تجد تلك الأفكار البسيطة أو الغريبة تطورت لاحقاً وتحولت إلى أفكار إبداعية رائعة.