المواضيع التي يفتقر لها المحتوى العربي على الأنترنت |
لكن للأسف لا يزال المحتوى العربي على الانترنت يفتقر للكثير من المواضيع في مجالات كثيرة، وغالبا ما يضطر بعض الناطقين بالعربية للبحث في محرك البحث جوجل باللغة الإنجليزية في مجالات معينة كالمجال العلمي والتاريخي والاقتصادي وغيرها.
وذلك لأن المحتوى العربي في هذه المجالات فقير الى حد كبير، وحتى لو وجدوا بعض المواضيع مما يبحثون عنه يجدونها سطحية و تكون جودتها ضعيفة وتفتقر للعمق وللمصادر والمراجع الموثوقة.
ونعتقد أن أحد أسباب قلة المحتوى العربي في هذه المجالات، هو قلة المهتمين من المدونين العرب وأصحاب المواقع بهذا المجالات، حيث نجد الكثير يهتمون في الغالب بالمحتوى التقني و الترفيهي والاخباري والسياسي والثقافي والديني.
وفي ما يلي أهم المواضيع والمجالات التي يفتقر لها المحتوى العربي على الأنترنت:
1- المواضيع العلمية المتقدمة:
مثل الفيزياء النظرية والكيمياء الحديثة والرياضيات المتطورة، حيث تفتقر المحتوى العربي في هذه المجالات إلى الكثير من الأبحاث والدراسات الحديثة التي تم نشرها باللغات الأخرى.
2- المواضيع التقنية والتكنولوجية:
مثل تطوير البرمجيات والذكاء الاصطناعي والتحليل البياني والأمن المعلوماتي، حيث تعد هذه المجالات حديثة نسبيًا في العالم العربي ولم تحظى بالاهتمام الكافي من قبل المتخصصين والمهتمين.
3- المواضيع الثقافية والتاريخية:
حيث يفتقر المحتوى العربي في هذه المجالات إلى العديد من الأبحاث والدراسات التي تتناول تاريخ الدول العربية وثقافاتها وتراثها، ولاسيما بالنسبة للحضارات التي تسبق الإسلام في المنطقة.
4- العلوم الاجتماعية والتربية:
حيث تفتقر المحتوى العربي في هذه المجالات إلى الكثير من التحليلات العميقة والأبحاث في العلوم الاجتماعية التي تتناول الأحداث والظواهر في المجتمع العربي، وكذلك تشخيص المشاكل الداخلية للدول العربية مثل تربية المراهقين وأسلوب الحياة وما الى ذلك.
5- المحتوى الاقتصادي والمالي:
يفتقر المحتوى العربي على الانترنت كثيرا للمواضيع الاقتصادية التي يشرح بالتفصيل المفاهيم الاقتصادية مثل التضخم والبورصة والتعويم وصرف العملات وما الى ذلك.
6- المحتوى السياحي والجغرافي
يفتقر المحتوى العربي على الأنترنت أيضا للمحتوى السياحي والجغرافي، وتتمحور كتابة المحتوى السياحي حول سرد القصص والتجارب والاسفار، وافضل الأماكن الطبيعية والسياحية، حيث يقوم على مشاركة المحتوى المصمم لمنح القارئ فكرة أفضل عن العالم. (1)
هذه كانت أهم المجالات والمواضيع التي يفتقر لها المحتوى العربي على الإنترنت، ولكن هناك الكثير من المجالات الأخرى التي قد تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتطوير في المستقبل مثل الفلسفة والنظريات العلمية والإرشاد النفسي وغيرها من المجالات العلمية.
ضعف المحتوى العربي على الانترنت
المحتوى العربي على الانترنت لا يزال ضعيفا |
رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على ظهور الانترنت، لا يزال المحتوى العربي على الانترنت ضعيفا مقارنة بعدد مستخدمي اللغة العربية في العالم، حيث لا تتجاوز نسبة المحتوى العربي على الانترنت %1 حسب اخر الاحصائيات، ومن شبه المؤكد أن اللغة الأولى المستخدمة على الإنترنت كانت الإنجليزية. (2)
وما يزيد قليلاً عن نصف الصفحات الرئيسية للمواقع الأكثر زيارة على شبكة الويب العالمية هي باللغة الإنجليزية ، مع توفر كميات متفاوتة من المعلومات بالعديد من اللغات الأخرى. أهم اللغات الأخرى هي الروسية والإسبانية والتركية والفارسية والفرنسية والألمانية واليابانية.
والى حدود سنة 2023 يقدر أن اللغة الإنجليزية تمثل %55.6 من المحتوى الرقمي على الانترنت. ومع مرور الوقت، تمكنت لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية والصينية من الوصول إلى جزء كبير من هذه النخبة اللغوية. أين كانت اللغة العربية عندما حدث هذا التوسع؟
لكن ما يبشر بالخير أن هناك سلسلة من المبادرات في الخليج و الشرق الأوسط لتعزيز المحتوى العربي المتاح على الإنترنت. على الرغم من بطء وتيرتها، نأمل أن تساعد هذه المبادرات المحتوى العربي على التوسع من أجل تحقيق المزيد من التناسق بين حجم السكان العرب وحجم المحتوى المتاح للمتحدثين فيه.