قصة عن أضرار الغش .. قصة أهل القرية واللبن والعبرة منها


- 17:12
قصة قصيرة عن الغش .. قصة أهل القرية واللبن والعبرة منها
قصة قصيرة عن الغش .. قصة أهل القرية واللبن والعبرة منها 


هذه قصة قصيرة معبرة عن الغش وأضراره وتأثيره على حياة الناس، وهي قصة من التراث العالمي، وحكاية شعبية معروفة باسم قصة أهل القرية وجرة اللبن، وتتضمن هذه القصة القصيرة مغزى وحكمة بليغة.

وإليك في ما لي قصة أهل القرية  الغشاشين وجرة اللبن والعبرة منها، قراءة ممتعة:

قصة أهل القرية وجرة اللبن 

يحكى أنه كان في قديم الزمان قرية كبيرة انتشر فيها الغش كثيرا، فتوقفت التجارة  فيها وتوقف الفلاحيون عن الحرث فيها، فأصابتها مجاعة، وأراد أهل القرية أن يعرفوا سبب هذه المصيبة، فذهبوا الى حكيم القرية وطلبوا منه تفسير سبب الأزمة، فطلب منهم حكيم القرية طلبًا غريبًا في محاولة منه لتفسير سبب الأزمة لهم بالذليل والبرهان.

وأخبرهم بأنه سيضع جرة كبيرًة في وسط القرية ليلا، وأن على كل رجل وامرأة أن يضع في هذه الجرة كوبًا من اللبن بشرط أن يضع كل واحد منهم الكوب لوحده ليلا من غير أن يشاهده أحد!!!

هرع الناس لتلبية طلب حكيم القرية، وكل منهم تخفى بالليل وسكب الكوب الذي يخصه في الجرة الكبيرة وانصرف.

وفي الصباح حكيم القرية الجرة أمام الناس، فانصدموا لما شاهدوه! لقد شاهدوا الجرة ممتلئة بالماء وليس اللبن! وتساءلوا باستغراب أين اللبن؟! 

فقال لهم الحكيم: هذا هو سبب الازمة في قريتهم، أنه الغش الذي انتشر بينكم،  لقد وضع كل واحد منكم الماء في الجرة ليلا بدلاً من اللبن؟

وكل واحد منكم قال في نفسه: "إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية، وكل منكم اعتمد على غيره "

العبرة من القصة

رجل يملأ الجرة بالماء


الغش يعود على صاحبه بالضرر والأذى، من حيث لا يدري، ويقوض المجتمعات ويشلها عن الازدهار ويسبب الأزمات من حيث لا يشعر الناس الذين يتفشى بينهم.

وكما ترى في هذه القصة فكل واحد من أهل القرية فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه، وظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً في القدر بدلاً من اللبن، والنتيجة التي حدثت، بسبب هذا الغش الذي انتشر بينهم، أن الجوع عم هذه القرية وظهرت بينهم الأزمات!

 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا.

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني.
  • هل تصدق أننا جميعا أحيانا نملأ جرتنا بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج أن نملأها باللبن؟
  • عندما لا نتقن عملنا بحجة أنه لن يظهر وسط الأعمال الكثيرة التي سيقوم بها غيرنا من الناس فنحن نملأ جرتنا بالماء!
  • عندما لا نخلص نيتنا في عمل نعمله ظناً منا أن كل الآخرين قد أخلصوا نيتهم وأن ذلك لن يؤثر، فنحن نملأ جرتنا بالماء !!
  • عندما نحرم الفقراء من مالنا ظناً منا أن غيرنا سيتكفل بهم. فنحن نملا جرتنا بالماء !
  •  عندما نتقاعس عن الدعاء للمسلمين بالنصرة والرحمة و المغفرة فنحن نملأ جرتنا بالماء !!
  • عندما نترك ذكر الله والاستغفار وقيام الليل ونتهاون عن الأعمال الصالحة، ظنا منا أن الله سيتجاوز عنا، فنحن تملأ جرتنا بالماء!!
  • عندما نضيع وقتنا ولا نستفيد من الدراسة والتعلم والدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير مما نعلمه، ولا نأمر بالمعروف ولا ننهى عن المنكر، منتظرين أن يفعل ذلك الاخرون ، فنحن نملأ جرتنا بالماء !!!
كن مخلصا في عملك وحياتك واملأ جرتك باللبن فأنت وأنا ومن حولك بحاجة إليه.