قصة الكلب والمرآة والعبرة منها


- 05:35
الكلب والمرآة
قصة الكلب والمرآة والعبرة منها

من التجارب الطريفة هي عندما نضع مرآة كبيرة أمام كلب، وبمجرد ما يرى هذا الكلب لأول مرة انعكاسه في المرآة يبدأ في النباح والتكشير عن انيابه معتقدا أن ما يراه  في المرآة كلب غريب، ويشرع في محاولة طرد هذا "الكلب" الغريب بكل ما تي من قوة، وفي أسفل الصفحة ستجد فيديو قصير لمثل هذه التجربة.

وهذا ما حدث بالضبط في هذه القصة  لكلبنا مع المرأة، وإليك في ما يلي قصة الكب والمرأة والعبرة منها، قراءة ممتعة:

قصة الكلب والمرآة

ذات يوم مر كلب شرس أمام مرآة كبيرة، فصُدم الكلب عندما رأى انعكاس صورته في المرآة. كشّر الكلب عن أنيابه وأخذ ينبح ، فرد "الكلب" في المرآة كذلك بنفس التصرف، لأنه كان مجرد انعكاس لصورته ويتصرف بالمثل. 

بدأ الكلب يقفز ذهابًا وإيابًا في محاولة لإخافة الكلب الذي بالمرآة، لكن كانت مفاجأته أن بدأ قام الكلب الأخر بالقفز تقليدًا له.

وهكذا ظل الكلب المسكين يحاول إخافة الكلاب بالمرآة دون جدوى. وكان حارس يراقب المشهد من بعيد وهو يكاد يموت من الضحك، وفي صباح اليوم التالي، عثر هذا الحارس على الكلب ميتا بسبب التعب والاجهاد المستمر.

لم يكن هناك أحد قد أذى الكلب، لقد قتل نفسه بنفسه بسبب العراك مع انعكاسه في المرآة.

العبرة من قصة الكلب والمرأة 

صورة مضحكة الكلب في المرآة

كل شيء يحدث من لنا في الواقع هو انعكاس لتصوراتنا وأفكارنا وتصرفاتنا،  لن يجلب لك العالم الخير أو الشر في حد ذاته. وما يحدث لك في الحياة ما هو إلا انعكاس لتصوراتك وأفكارك ومشاعرك ورغباتك وأفعاك، العالم ليس سوى مرآة يعكس لك كل ما تتصوره من توقعات، وما تعتقده من أفكار، وما تقوم به من تصرفات. 

ومن الأقوال المأثورة: "تفاءلوا بالخير تجدوه" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، والفأل من حسن الظن بالله تعالى؛ إذ المؤمن يؤمِّل الخير، ويتوقع من ربه الإحسان، فإنْ كان في شدة يؤمل أن ترتفع، وإن كان في نعمة أمل أن تسخر للخير.

 هذا الفأل وهو الذي كان يملأ النبي صلى الله عليه وسلم  به قلبه، ويملأ به قلوب أصحابه، ولذلك الفأل لا يأتي من قلب سيئ الظن بالله تعالى، إنما يأتي من قلب امتلأ بتعظيم الله وإجلاله، وأنه المقدم الذي يقدم لعبده الخير، والمؤخر الذي يؤخر عن عبده الشر، فمن ملأ قلبه بهذه الأمور، فإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.

ويقول الشاعر الكبير  إيليا أبو ماضي في ديوانه أيها الشاكي:
  • وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ
  • لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا
  • أَنتَ لِلأَرضِ أَوَّلاً وَأَخيراً
  • كُنتَ مَلِكاً أَو كُنتَ عَبداً ذَليلا
  • لا خُلودٌ تَحتَ السَماءِ لِحَيٍّ
  • فَلِماذا تُراوِدُ الـمُستَحيـــــلا
  • قُل لِقَومٍ يَستَنزِفونَ المَآقي
  • هَل شُفيتُم مَعَ البُكاءِ غَليلا
  • أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
  • كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا

تجربة الكلب والمرآة