قصة ملك الهند مع شركة روز رايز وهل هي حقيقية أم مزيفة


- 10:43
قصة ملك الهند مع شركة روز رايز
  قصة ملك الهند مع شركة روز رايز - رولز رويس


إليك قصة ملك الهند مع شركة روز رايز، ويقال ان هذه القصة حدثت منذ قرابة 100 سنة، رغم انه لا يوجد دليل يدعم صحتها، بعدما تم إهانة جاي سينغ ملك الهند في معرض للسيارة بلدن نظمته شركة Rolls-Royce، فقرر الانتقام من هذه الشركة بطريقته الخاصة.

لم يكن هذا الملك في حالة مزاجية تسمح له بتحمل الإذلال وهو مستلقٍ. ولكن بدلاً من تقديم شكوى إلى الشركة ، وجد طريقة مبتكرة لتعليمهم درسًا والانتقام من الشركة بطريقته.

لكنه كان انتقاما اخرقا ولم يستفد منه شيئا، انما لتنفيس غضبه وإشفاء غليله، وتجسد القصة كيف ينتقم من يملك السلطة والمال ممن يملك العقل والصناعة. وهذا نص قصة ملك الهند مع شركة روز رايز كما يتم تداولها، وستجد تعليقنا عليها في أسفل الصفحة. قراءة ممتعة:

 قصة ملك الهند مع شركة روز رايز

يحكى أنه في سنة 1919 تم طرد ملك الهند المهراجا جاي سينج، من معرض للسيارات في لندن لظنهم أنه رجل هندي فقير!.

لم يكن لباسه أو لون بشرته يثير إعجاب البائع الذي أطلق صيحات الاستهجان عليه بعيدًا، معتقدًا أن الرجل لا يستطيع تحمل تكلفة سيارة رولز رويس.

لقد كان المهراجا الهندي يتجول آنذاك في لندن بملابس عادية بدون ملابسه الرسمية وبدون حراسة، فدخل معرض السيارات الفخمة "رولز رويس" يسأل عن سعر سيارة، فأهانه البائع معتقدًا أنه مهاجر هندي فقير وطرده من المعرض!

 فعاد ملك الهند  ملك جاي سينج للفندق وأتصل بمعرض السيارات بصفته ملك الهند، فتم تجهيز استقبال حافل له في المعرض مع فرش السجاد الأحمر ووجود المدير، فاشترى جميع سيارات رولز رويس الست في صالة العرض، واشترط أن يوصلهم عنده الرجل الذي أهانه.

 ثم شحن السيارات إلى بلده وأزال الأسقف الحديدية عنها، وقرر أن تعمل تلك السيارات في نقل القمامة!

 ليرد على الإهانة التي تلقاها في المعرض، فحدثت ضجة صحافية بسبب هذا الأمر وساءت سمعة الشركة، وانخفضت مبيعات الشركة كثيرا.

 مما دفع شركة رولز رويس بالتواصل مع المهراجا الهندي والاعتذار منه، وأرسلوا إليه بعض السيارات الجديدة كهدية، في مقابل أن يوافق على التوقف عن استغلال السيارات الأخرى في نقل القمامة وإنهاء المشكلة.

هل هذه القصة حقيقية أم مزيفة؟

سيارة رولز رويس أو فورد قديمة
سيارة رولز رويس  أو فورد قديمة تضع مكنستين في مقدمة عجلاتها

هذه الحكاية مثيرة للاهتمام، لكن لا يوجد أي دليل يدعم صحتها، والمرجح أنها قصة مفبركة ومزيفة، بل والطريف أكثر أن هذه القصة تنسب أيضا للكثير من ملوك وحكام الهند وباكستان أيضا! 

ويرى خبراء السيارات أن السيارة الموجودة في الصورة ليست من طراز رولز رويس على الإطلاق ، بل هي سيارة فورد موديل 1930 أو 32 أو 34.

على الرغم من عدم وجود أي ذكر لهذه الحكاية الشعبية في مصادر موثوقة مثل ويكيبيديا، يمكن العثور على صورة مماثلة لتلك السيارة بعنوان " الثورة العربية 1936. سيارة بها المكانس لتزيل الاجسام الحادة التي يلقيها الثوار"

فالمؤكد هو أن تلك السيارة التي تضع المكانس في مقدمة عجلاتها، كانت في فلسطين عندما كان الثوار الفلسطينيين يضعون المسامير في طريق سيارات المحتلين البريطانيين.

ففي كتابه، التهدئة البريطانية لفلسطين، الجيش البريطاني، والدولة الاستعمارية، والثورة العربية، 1936-1939 ، يلاحظ  ماثيو هيوز أنه خلال الثورة العربية، رد البريطانيون على تكتيك الثوار الفلسطينيين البسيط المضاد للمركبات المتمثل في نثر المسامير وقطع الزجاج عبر الطرق عن طريق ربط المكانس بمقدمة سياراتهم.

العبرة من القصة

المغزى والعبرة من القصة ، حتى ولو كانت خيالية، هو أن لا تهين كبرياء وغرور الأغنياء والاثرياء أبدًا إذا كنت مستعدًا للاعتذار، فهم دائما مستعدين للانتقام باي طريقة ممكنة.

التعليق على القصة

لنفترض أن هذه القصة صحيحة، فإن ما حدث فقط  هو درس تعلمته شركة السيارات المشهورة عالميًا رولز رويس بالطريقة الصعبة. 

لأنه في مطلع القرن العشرين، كانت رولز رويس ، كما هو الحال الآن ، رمزًا للمكانة  والثراء والرفاهية ، وفي ذلك الوقت كان لكل أمير وملك في العالم  واحدة  أو اثنتين في مرآب قصره.

لكن الانتقام الحقيقي لو كانت القصة حقيقية يكون في انشاء مصنع سيارات  في الهند يضاهي سيارات رولز رويس وينافسها، أما هذا التصرف فليس انتقاما، يعني هذا الملك حين  اشترى السيارات كلها فالشركة هي الرابحة!!

 ثم انها أموال الشعب الهندي المسكين، وهذا هو تفكير شعوب العالم المتخلف! حين ينتقم من يملك المال والسلطة ممن يمتك العقل والصناعة، فقد مات ملك الهند ولا يذكره أحد، ولازالت رولز رويس مستمرة في نجاحها متربعة على عرش السيارات في العالم.

مصدر القصة: thestatesman