لقب ميخائيل نعيمة ولماذا لُقب به ومن أطلقه عليه


- 00:56
لقب ميخائيل نعيمة  مع زوجته وابنته
ميخائيل نعيمة زوجته وابنته


ميخائيل نعيمة ( 1889-1888 ) هو كاتب وناقد ومفكر بارز في الأدب العربي المعاصر، ومن كبار الكتاب المغتربين وعضو في الجمعية الأدبية في للأدباء العرب في الهجر، ويعتبر من مؤسسي مدرسة الرومانسية في القاهرة. في الأدب العربي . 

وقد ترك ميخائيل نعيمة Mikhail Naimy وراءه العديد من الكتب والقصائد والمقالات، وكثير من روائع الأعمال الأدبية، منها "مذكّرات الأرقش" و "الغربال" و "همس الجفون" و "اليوم الأخير" و "مرداد" و "الأبا والعلا" و "يا ابن آدم  " وغيرها.  وهو من الكتاب المؤثرين في لبنان والعالم العربي .

فهل تعلم ما هو لقب ميخائيل نعيمة؟ ولماذا لقب به؟ ومن لقبه بهذا اللقب الجميل؟، وما معنى الشخروب؟. إليك الأجوبة عن كل هذه الأسئلة في هذه المقال الموجزة، قراءة ممتعة:

لقب ميخائيل نعيمة 

لقب ميخائيل نعيمة هو: ناسك الشخروب،  وهو لقب من احدى عشر حرفا، وقد لُقب بهذا اللقب بعد عودته من أمريكا، واستقراره في لبنان.

 وذلك بعدما أسّس بأمريكا،  في العام 1920، الرابطة القلمية، مع جبران خليل جبران ونصيب عريضة وعبد المسيح حداد وهم من الأدباء العرب في المهجر.

وقد عاد ميخائيل نعيمة  سنة 1932 الى لبنان واعتكف في منطقة الشخروب. وهناك حرجت أهم مؤلفات ميخائيل نعيمة الى الوجود، ورأت أجمل قصائد ميخائيل نعيمة النور.

لماذا لقب ميخائيل نعيمة بناسك الشخروب؟

بيت ميخائيل نعيمة
بيت ميخائيل نعيمة

لُقب ميخائيل نعيمة بهذا بلقب ناسك الشخروب، لعشقه لمنطقة الشخروب في لبنان. وقضى فيها وقتا طويلا من حياته.

فحين عاد الأديب ميخائيل نعيمة من أمريكا  إلى لبنان في عام 1932، إذ كان أحد أعمدة أدباء المهجر والرابطة القلمية، استقر قرب مسقط رأسه في بلدة بسكنتا، وتحديداً على تلة خارجها تسمى "الشخروب". 

فبنى لنفسه هناك عرزال (كوخ يتخذ من أغصان الشجر، في الحقول أو فوق الأشجار(1))، واعتزل فيه قارئاً وكاتباً ومفكراً ومتأملاً. وهناك ألّف عدداً كبيراً من كتبه، فلُقّب بلقب "ناسك الشخروب".

من أطلق لقب ناسك الشخرورب على ميخائيل نعيمة؟

أما من أطلق لقب ناسك الشخروب على ميخائيل نعيمة، فهو الكاتب توفيق يوسف عواد، في مقالة كتبها عنه في صحيفة "البرق" عام 1932.

وكان ميخائيل نعيمة هو من وضع دستور رابطة القلم. ثم عاد إلى بسكنتا عام 1932 ، وهي السنة التي لقّب فيها بـ (ناسك الشخروب). وتابع مسيرته الأدبيّة حتّى النّفس الأخير، ثم رحل في 28 شباط من العام 1988. 

أين تقع منطقة الشخروب؟

تمثال ضريح ميخائيل نعيمة الشخروب
ضريح ميخائيل نعيمة في مسقط رأسه بقرية بسكنتا بمنطقة الشخروب في لبنان


قد وصف نعيمة في الجزء الأول من سيرته "سبعون" منطقة الشخروب الأثيرة على قلبه وصفاً دقيقاً، فهي تقع في لبنان على بُعد خمسة كيلومترات إلى الشرق من قرية بسكنتا وترتفع عنها ثلاثمئة متر.

 وشكلها شبه مثلث تحدّه من الغرب والشرق ساقيتان تلتقيان إلى الجنوب في واديه، ومن الشمال سلسلة من الصخور الشاهقة تتخلَّلها بعض الفجوات.

وتكثر في منطقة الشخروب الصخور من شتى الأحجام والأشكال، وكلها كلسي، رمادي اللون، صلب الفؤاد، منها الضخم المنبطح على الأرض حتى إن ظهره ليتسع لبناية كبيرة. 

ومنها المتدثر بالتراب فلا يطل منه عليك غير قسم قد لا يجاوز حجم الرأس. ولكنك إذا حاولت اقتلاعه، وجدته يمتد تحت الأرض إلى مسافات بعيدة. 

ومنها المنتصب كالمارد بقامة يبلغ ارتفاعها مئة قدم وأكثر، كتلك الصخور التي تشكِّل حدود الشخروب الشمالية، والتي فتتت العناصر شيئاً من قواعدها فبرز بعض منها في شكل طنف بإمكانك أن تحتمي تحته من الشمس والمطر.

لماذا عشق ميخائيل نعيمة تلة الشخروب

يقول كميخائيل نعيمة في سيرته، واصافا تلة الشخروب:
"ماذا يجديك قولي إن الشخروب بقعة صغيرة في سفح صنين تكثر فيها الصخور والأشجار والأشواك والعصافير، وأنت لم تعاشر، مثلما عاشرت، تلك الصخور والأشجار والأشواك والعصافير؟ 

لا عرفت، مثلما عرفت، أنها تزخر جميعها بالحياة والحركة ليل نهار؟ 

ولا أنت تفيأت شجرة من شجرات الشخروب وسكرت بما يدور من وشوشات ما بين أوراقها والنسيم؟

 وأخيراً ماذا يجديك قولي إن صنين يبدو كما لو كان على مرمى حجر من الشخروب؟ 

فلا عيناك تشبعتا مثل عيني بمناظر أخاديده وأفاريزه ومنحدراته، وبرقصة الأنوار والظلال العجيبة على جبهته، وبجلال النسور تحلق في أجوائه. 

ولا رجلاك تسلقتا مثل رجلي أضاليعه حتى قمَّته. ولا أنت أصغيت، مثلما أصغيت، إلى زمجرة أعاصيره وهيمنات نسماته. 

ولا جلست، مثلما جلست، على الثلج في أعاليه والشمس من فوقك تكاد تشويك شيّاً. ولا وقفت على قمَّته وشعرت كأنك واقف على قمة الدنيا".