قصة حقيقية قصيرة مؤثرة والعبرة منها


- 21:55
قصة حقيقية قصيرة تقبل الرأس الاب
قصة حقيقية قصيرة مؤثرة والعبرة منها 

هذه قصة حقيقية قصيرة  تؤكد لنا أن الخوف من حدوث بعض الأمور في حياتنا يكون أحيانا مجرد أوهام  غير واقعية، بالتالي لا ينبغي القلق حولها.

إنها قصة حقيقية مؤثرة فعلا،  وهي من القصص الواقعية من الحياة اليومية، وإليك في ما يلي نص هذه القصة على لسان صاحبها الأستاذ جلال الشايب ، قراءة ممتعة: 

قصة حقيقية قصيرة مؤثرة

تزوج والدي وهو في الخامسة والأربعين من عمره وأنجبني وهو في التاسعة والأربعين.

لذلك كنت أشعر دوما بأن هناك اختلاف بيني وبين أقراني في المدرسة، فوالدي شعره أبيض وفى عمر أجدادهم.

لكن الشعور المؤلم كان خوفي أن أفقده وأنا صغير في السن، أن أصبح يتيما.

كنت أقلق بشدة عندما أسمع كريمة مختار تقول لأبنتها منى جبر في فيلم الحفيد : "أولاد الشيبة يتامى يا أحلام" .

أتذكر وأنا في التاسعة من عمري قبّلت رأس أبي وقلت له وأنا أرتجف من البكاء :"أنا خائف تموت يا أبي"!

احتضنني وقال: "لا اقدر أن أعدك بأنى لن أموت يا إبني، لكن الذى أقدر أوعدك به، إني أربيك تقدر تعتمد على نفسك".

رغم ذلك كان هاجس الخوف من أن يموت أبي دائما يطاردني، كنت أشعر دوما بأنني سأفقده قبل أن أتخرج من الجامعة، ويزداد هذا الشعور ويشتد قلقي لما كان يمر بأزمات صحية.

كنت أخاف من أن يصاب بمرض السرطان وأن يصارع هذا المرض اللعين لفترة طويلة، وكنت أخاف أيضا من أن يتألم أمامي ولا أستطيع أن أفعل من أجله شيئا، أو أن أكون عاجزا عن دفع تكاليف علاجه،

مشهد عمى كمال الشايب وهو نائم على السرير يتوجع من الألم كان دائما ما يطارد مخيلتي، وأبى نفسه كان يطلب من ربنا في صلاته أن يموت بصحته واقفا على قدميه، ويحزن جدا لما يقرأ في الأهرام خبر وفاة فنان أو شخصية مشهورة بعد صراع طويل مع المرض،  فكنت أقص تلك الأخبار من الجريدة قبل أن يقرأها.

وظللت أعانى من هذه المخاوف والهواجس لأكثر من 25 سنة.

وفى النهاية عاش أبي عمرا مديدا بصحة جيدة، وتوفى والدي وهو في الرابعة والثمانين من عمره، وكنت في الخامسة والثلاثين، ولم يصارع المرض طويلا كما تمنى، بل مر بأزمة صحية بسيطة قبل أن يموت بعد ثلاثة أيام فحسب.

 ولم أشعر أبدا أنها أزمة خطيرة، وفى يوم وفاته تناولت معه وجبة الإفطار كما كنا نفعل عادة في أيام العطلات، ومات بعدها بساعتين، رحمه الله.

العبرة من القصة 

يقول صاحب القصة عن العبرة التي استخلصها من هذه القصة، أنه بفضل تلك التجربة المؤلمة وتجارب أخرى غيرها، اكتشف أن الكثير من الأشياء التي نقلق بشأنها في حياتنا لا تحدث أبدا.

وأن الكثير من قلق فترة المراهقة والشباب ليس حقيقيا، وأننا يمكن أن نطرد تلك المخاوف بالتوقف عن التفكير فيها،  وختم هذه القصة قائلا: "تعلمت أيضا ألا أقلق من شيء ليس في استطاعتي تغييره". وأن الاعمار بيد الله.
بقلم : جلال الشايب